مئات الجنود الروس يستسلمون لأوكرانيا عبر الخط الساخن
قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية إن مئات الجنود الروس يستسلمون لأوكرانيا باستخدام الخط الساخن "أريد أن أعيش" الذي أنشأته أوكرانيا.
تم إنشاء الخط الساخن قبل أيام فقط من التعبئة الجزئية لروسيا لـ 300 ألف جندي احتياطي في سبتمبر 2022، وبحسب ما ورد تلقى الخط الساخن عشرات الآلاف من المكالمات وأدى إلى انشقاق 220 جنديًا إلى أوكرانيا.
وقالت وحدة الاستخبارات العسكرية في كييف، التي أطلقت هذه المبادرة، إن الموقع الإلكتروني المصاحب للخط الساخن تمت زيارته أكثر من 48 مليون مرة خلال 15 شهرًا.
وعلى الرغم من أن القوات الروسية يبدو أنها استولت على زمام المبادرة على خط المواجهة مع انتقال الصراع إلى عامه التقويمي الثالث، فإن الأرقام الكبيرة تعكس إشارة مستمرة إلى أن الروح المعنوية بين قوات بوتين لا تزال منخفضة.
لقد تم استخدام عشرات الآلاف من الجنود الروس في هجمات بشرية انتحارية طوال فترة الحرب التي دامت 22 شهرًا، وكان آخرها في أفدييفكا، وهي مدينة رئيسية على الخطوط الأمامية في المنطقة الشرقية من دونيتسك، وقد أشار المسؤولون الأميركيون إلى أن بعض القادة الروس يعدمون أولئك الذين نفذوا عمليات إعدام. رفض الانضمام.
وتشير تقديرات المخابرات الأمريكية الأخيرة إلى أن 300 ألف روسي أصيبوا أو قتلوا في أوكرانيا منذ فبراير 2022، وهو ما يزيد بمقدار 100 ألف عن الخسائر الأوكرانية.
كما تشير التقديرات إلى أنه بحلول نهاية العام الماضي، قُتل ما لا يقل عن 13 ألف شخص في الأسابيع الستة الأولى في أفدييفكا وحدها.
ووفقًا لفيتالي ماتفيينكو، المتحدث باسم GUR الذي تحدث إلى صحيفة فاينانشيال تايمز، فإن أسلوب الحرب الذي يتبعه الجيش السوفييتي، حيث لا تساوي حياة الجندي شيئًا، أدى إلى استسلام ثلاثة جنود روس في المتوسط عبر الخط الساخن كل أسبوع.
وقال إنهم تلقوا 26 ألف مكالمة على مدار 15 شهرًا ويقومون حاليًا بمعالجة 1000 حالة.
ومن بين أحدث عمليات الاستسلام، والتي أطلق عليها اسم "عملية بارينيا"، تخلي الملازم الروسي دانييل ألفيروف، 27 عامًا، عن موقع قيادته في جنوب خيرسون. أحضر معه 11 جنديًا روسيًا آخر وزود أوكرانيا بمعلومات استخباراتية قيمة في ساحة المعركة.
استسلم العديد من الجنود الروس في خيرسون خلال جهود التحرير الناجحة لأوكرانيا في نوفمبر 2022.
وحدث ارتفاع آخر في شهر مارس من العام الماضي، عندما كان من المعتقد أن الهجوم المضاد الذي تموله الغرب في أوكرانيا كان وشيكًا. وقال ماتفيينكو إن هناك ما يصل إلى 3000 طلب، على الرغم من أن الهجوم المضاد لم يبدأ في نهاية المطاف حتى يونيو.
ويعمل الخط الساخن 24 ساعة يوميا، سبعة أيام في الأسبوع، من قبل 10 مشغلين يعملون من مكان سري في كييف. جميع الموظفين هم علماء نفس عسكريون ومحللون مدربون خصيصًا على التحدث إلى الجنود الروس، نظرًا لطبيعة المهمة المعقدة.
وأوضح ماتفينكو: "عندما يتصل بك عدو وهو يبكي ويقول إنه يريد أن يعيش، فهو بحاجة إلى أن يهدأ".
لكن هذه المهمة لها فوائد ملموسة لأوكرانيا تتجاوز مجرد إزالة الجنود الروس من جانب العدو على خط المواجهة، ومن المرجح أن الدافع وراء العملية النفسية أنقذ أرواح عدد لا يحصى من الأوكرانيين.
ويمكن مبادلة الأسرى الروس بأسرى الحرب الأوكرانيين، الذين قد يتعرض بعضهم للتعذيب الوحشي. في أوكرانيا، يتم معاملة أسرى الحرب الروس بشكل أفضل نسبيًا حيث تعمل السلطات جاهدة للتوصل إلى اتفاقية جنيف بشأن معاملة أسرى الحرب، والتي تتضمن تقديم ثلاث وجبات ساخنة يوميًا والسماح لهم بالتواصل مع عائلاتهم في الوطن.
ويوم الأربعاء، تمت مبادلة ما لا يقل عن 230 أسير حرب أوكراني بعدد مماثل من الروس. لقد كان هذا إنجازًا اعترف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه كان بمثابة أخبار جيدة نادرة.
