عاجل| أبرزها لـ عبدالوهاب وشادية وصباح.. أشهر الأغاني الممنوعة رقابيا بسبب "الإيحاءات"
أثارت أغنية "3 ساعات متواصلة" التي أطلقتها روبي مؤخرا حالة جدل واسعة، بين رافض لكلمات الأغنية بحجة احتوائها على إيحاءات لفظية، وبين مستمتع بها ومتضامنا مع إذاعتها بصورة طبيعية، ولكل فريق منهم أفكاره التي يستند إليها في رؤيته.
وبرغم حالة الجدل التي أثيرت فور طرح الأغنية التي كتب كلماتها ولحنها عزيز الشافعي، إلا أن نقابة المهن الموسيقية أعلنت في بيان رسمي صدر عن النقيب مصطفى كامل، أنها لم ولن تتدخل لوقف إذاعة الأغنية أو منعها بأي وسيلة.
وهو ما دعانا للبحث عن تاريخ الأغاني الممنوعة رقابيا، سواء من الرقابة على المصنفات الفنية، أو من الإذاعة المصرية بشقيها الرسمي والخاص، أو حتى من نقابة المهن الموسيقية، إذ بدأ تاريخ المنع منذ خمسينات القرن الماضي، وكانت الواقعة الأولى لأغنية محمد عبدالوهاب "ساعة ما بشوفك جنبي" التي منع إذاعتها رئيس الوزراء أنذاك مصطفى النحاس بحجة أنها أغنية "رقيعة" على حد وصفه، وبعد ثورة 23 يوليو وإعلان الجمهورية وسقوط النظام الملكي في مصر بدأ المنع بصورة أكبر.
بالطبع خلال السنوات الأخيرة ومع بدء ظهور أغاني المهرجانات، قد منع الكثير والكثير من الأغاني والمؤديين لهذه المهرجانات بسبب الألفاظ البذيئة والايحاءات الصريحة، ولكننا نرصد فقط الأغاني الممنوعة التي حققت نجاح ورواج كبير، وأصبحت أغاني عابرة للزمن، على خلاف أغاني المهرجانات التي لا تصمد لأكثر من عام على الأكثر.
مصطفى النحاس منع أغنية لـ عبدالوهاب ووصفه بـ"المايع"
تعود قصة منع أغنية "ساعة مابشوفك جنبي" إلى تواجد رئيس الوزراء الراحل مصطفى النحاس باحدى الفنادق، وبالمصادفة تواجد محمد عبد الوهاب في نفس الفندق، وقرر عبد الوهاب الذهاب لتحية السيد رئيس الوزراء، إلا أن موسيقار الأجيال اندهش بسبب رفض رئيس الوزراء رد السلام أو مد يده للمصافحة، بل رد في تأفف: أنا مش بـ أسلم على مايعين.
لماذا معالي الباشا؟
ليرد النحاس: لأنك مايع، مش انت اللى بـ تغنى وتقول مسكين وحالى عدم.. من كتر هجرانك.. يا اللى تركت الوطن.. والأهل علشانك"، وأردف النحاس، متسائلا: "إزاى تسيب وطنك عشان بنت؟، انت ما عندكش رجولة؟، ماعندكش كرامة؟، ماعندكش وطنية؟، إنت إزاى اللى بتحبها تخليك إنت محمد عبدالوهاب ابن الشيخ عبد الوهاب تبقى مسكين وتهجر وطنك وتسيب أهلك علشانها؟ ده كلام فارغ وخيانة".
أدى هذا الحوار لاعتبار المحيطين برئيس الوزراء أن حديثه يشير إلى التضييق على عبد الوهاب، فلم يكتفوا بمنع أغنية "مسكين وحالى عدم" بل امتد الأمر لمنع أغنية "ساعة ما بشوفك جنبي"، الذي صدرقرار بمنعها، لإنها رقيعة، ثم أهداها للمطربة نجاة فى مرحلة لاحقه وقامت بغنائها.
منع أغاني شادية بحجة "زيادة جرعة الدلع" وليلي مراد بسبب "الذات الإلهية"
أيضا منعت الإذاعة أغنية لشادية، بدعوى أن شادية كانت تؤديها بشقاوتها، وهي أغنية "أحب الوشوشة" للشاعر حسين السيد والموسيقار رياض السنباطى، وكانت ضمن أحداث فيلم ليلة من عمرى"، وكانت تغنيها فى الفيلم لزوجها الفنان عماد حمدى، غير أن هذا المنع لم يدم طويلًا، فقد قامت شادية بتقديم الأغنية فى حفل نقلته الإذاعة بسينما روكسى فى 1955، وفى هذا الحفل خففت شادية من طريقة أدائها للأغنية التى كانت همسًا كما غنتها فى الفيلم، واعتمدت الإذاعة هذه النسخة.
أغنية أخرى لشادية منعتها الإذاعة، ولكن المنع هنا جاء حتى قبل تسجيل الأغنية من قبل لجنة النصوص، التى اعترضت على كلماتها، تقول الغنوة "لا يا خويا إحنا فى رمضان" وهي غنوة غرامية تدور أحداثها خلال الشهر الكريم ما بين فتاة وحبيبها، كتبها الشاعر حسين السيد ولحنها الموسيقار محمد عبدالوهاب وتغنيها شادية لحساب الإذاعة المصرية، إلا أنها لم تسجل.
أيضا بفيلم "الزوجة السابعة" غنت شادية "كتبوا كتابها وعلوا جوابها" الأغنية ظهرت فى الفيلم عند عرضه جماهيريًا، لكن حذفت فيما بعد من الفيلم لكن لحسن الحظ رفعها مؤخرًا أحد عشاق شادية على موقع يوتيوب.
أيضا تم منع إذاعة ديالوج "أدينى أهه جتلك بدرى" المأخوذ من أوبريت "شهرزاد" للشيخ سيد درويش وأشعار بيرم التونسى وتوزيع الأخوين رحبانى، واختفت الأغنية وظلت مغيبة عن الإذاعات، والجمهور حتى قام المطرب اللبنانى الراحل مروان محفوظ الذى كان يحتفظ بنسخة منها، بنشرها على صفحة خاصة بالأخوين رحبانى على موقع فيس بوك قبل نحو عشرة أعوام، لتعود لتحلق من جديد بصوت شادية بعد حجب دام لنحو أربعة عقود.
كما منعت أغنية "أنا مخصماك ومش عاوزاك تكلمنى" لشادية وسبب المنع اللى ذكرته لجنة الرقابة (أنها لاتتفق مع الأخلاق) خاصة فى جملة "وإن جيتنى فى أحلامى راح أصحى فى الحال".
أيضا الفنانة ليلى مراد تعرضت أغنية لها للمنع، بسبب جملتان في أشهر أغنيها، دفعا إلى منع بثّها في أكثر من إذاعة عربية، والجملتان هما "روح منك لله" و"ليه تهرب من ذنبك"، إذ اعتبرت هذه الكلمات "مسًّا بالذات الإلهية".
منع أغنية "ياه" لـ صباح
أيضا منعت الإذاعة المصرية إذاعة أغنية " من سحر عيونك ياه" التي لحنها الموسيقار محمد عبدالوهاب، وبررت ذلك بأن الاعتراض ليس على كلمات الأغنية أو اللحن، ولكن اعتراضًا على الأداء المثير لصباح؛ حيث لجأت إلى (الغنج) خلال نطق لفظ (ياه) وهو ما اعتبره مسؤلي الإذاعة أنذاكـ مثير لأعصاب الرجال من جهة وللفتيات المراهقات من جهة ثانية، حيث سيعبر عن فهم عاطفي متدفق (وفقا لتقرير المنع)، إلا أن عبدالوهاب لم يرضيه القرار، وعرض على مدير الإذاعة إعادة تسجيل الأغنية بلا دلال مثير، وبالفعل وافقت الإدارة، وقامت الشحرورة صباح بتسجيلها مجددًا، وأفرج عن الأغنية السجينة على الفور، بحسب ما ذكرته مجلة "الموعد" عام 1957.
كما منعت أغنية "على يا على" لصباح بسبب جملة (تحرم عليا الآه.. لو قولتها لغيرك).
منع أغنية "حبك هادي" لـ لطيفة
كما تحدثت لطيفة عن أغنية "حبك هادي" التي سمعتها بالصدفة أثناء عشاء مع الشاعر زياد الطويل، كاشفة أنها حينما سمعت الأغنية التي كانت في مقتنيات قديمة لدى والده كمال الطويل، أدركت على الفور أنها من كلمات عبد الوهاب محمد، وتواصلت معه لتتأكد من المعلومة وحصلت عليها على الفور.
وبعد تسجيلها وتصويرها فوجئت لطيفة بمنع إذاعتها على التليفزيون المصري، واستمر المنع لمدة 6 أشهر برغم تحقيق الأغنية نجاح كبير في الكاسيت أنذاك، وبعدها تراجع المسؤولون عن القرار وقرروا إذاعتها.
و في الشعبي
“يامه القمر ع الباب” لـ فايزة أحمد و"من حبي فيك يا جاري" لـ حورية حسن و"إن شالله ما أعدمك" لـ محمد قنديل
ومن أشهر الأغاني التي تعرضت أيضا للمنع أغنية "يامه القمر على الباب"، والتي تعد أحد أهم أغنيات الراحلة فايزة أحمد، وكان لها فضل في شهرتها وانتشارها جماهيريا، وكان قرار المنع بأن كلمات الأغنية "لا تتفق والقيم الأخلاقية"، وتضمن قرار المنع وجود جملة "ماعدش فيها كسوف"، كما اعترضت الرقابة على تشبيه الرجل بـ "القمر"، وأثارت الأغنية ضجة كبيرة أنذاك، حتى أن البرلمان طالب بوقف إذاعة الأغنية والتحقيق مع صناعها.
من الأغاني الشهيرة الشعبية التي منع إذاعتها أيضا أغنية "من حبي فيك يا جاري" للراحلة حورية حسن، وطلبت تعديلات في الكلمات، وبعدها بوقت قصير أجازت إذاعتها بعد إجراء بعض التعديلات.
كما اعترضت الرقابة على أغنية "إن شا الله ما أعدمك" لمحمد قنديل بسبب جملة "الصبر طال ولا حد طال غير الخيال" واعتبرتها تحتوي على تلميحات لم تفسرها.
بسبب “الأساتوك” منع حمدي باتشان من النقابة ومنع الأغنية من الرقابة
تعد أغنية "الأساتوك" من أشهر الأغاني التي منع إذاعتها في بداية التسعينات بعد ضج كبيرة، اتخذت على إثرها قرارات بوقف المطرب حمدي باتشان من قبل نقابة المهن الموسيقية، كما منعت الرقابة إذاعتها لسنوات، بسبب كلماتها التي كتبها الشاعر الراحل شوقي صقر، وقدد كشف حمدي باتشان تفاصيل الأغنية قائلا: "أغنية الأساتوك، كان اسمها بالأصل (فهمني) وطرحتها بألبوم (إيه الحكاية)، وبمجرد طرحه تحولت إلى قنبلة، ومع الهجوم والنقد تزايد الإعجاب، لأن شوقي صقر كتب عن واقعه موجودة بالفعل عن تحرش بعض الرجال كبار السن ومعاكستهم للفتيات الصغار، فالرجل كشاعر كتب وبدون لفظ خارج واحد، وهذه كانت من مميزات الشاعر الراحل".
وأردف أن، المرحوم الأستاذ حمدي سرور المدير العام على رقابة المصنفات، رغم إعجابه في البداية بالأغنية، فاجئنا بإعلانه الحرب عليها بعد هجوم البعض عليه بدعوى أن كلماتها مبتذلة، وقال معرفش عنها حاجة، وفي التوقيت نفسه أصدر نقيب المهن الموسيقية في ذلك الوقت الموسيقار أحمد فؤاد حسن قرارا بإيقافي ومنعي عن العمل، ولهذا سافرت للخارج فترة طويلة.
كما اعترضت الرقابة للشاعر أحمد صقر على أغنية "الهاري كاري ماري" بفيلم "تفاحة" للمخرج رأفت الميهي على 1996، وتقول كلمات الأغنية (الهاري كاري ماري.. تلاعبني بالألولو.. ألاعبك بالأتاري)، واعتبرت الرقابة أن الكلمات غريبة وبالفعل منعت عرضها، إلا أن رأفت الميهي تمسك بالأغنية وأذاعها في نسخة الفيلم التي عرضت بمهرجان القاهرة السينمائي، وحقق غرضه وعرض الفيلم بعد ذلك بالأغنية.