نيويورك تايمز: مخاوف في إسرائيل من إثارة هجوم مضاد بسبب اغتيال العاروري
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أنه على الرغم من ترحيب الإسرائيليين بالأنباء التي تفيد بمقتل أحد المسئولين البارزين بحركة حماس صالح العاروري، إلا أنهم يخشون من أن يؤدي ذلك إلى إعاقة إطلاق سراح الرهائن وإشعال فتيل حرب أوسع نطاقًا.
وقالت الصحيفة، في تقرير عبر موقعها الإلكتروني، إنه بعد يوم من انفجار أسفر عن مقتل العاروري، رحب العديد من الإسرائيليين بالاغتيال رغم عدم اعتراف إسرائيل به باعتباره خطوة مهمة في الحملة الرامية إلى تدمير حماس، لكن القلق ينتابهم من أن هذه الخطوة ربما تحمل في طياتها تكاليف باهظة.
ونسبت الصحيفة إلى بعض المحللين قولهم، إن مقتل العاروري من المرجح أن يعطل أي مفاوضات بشأن إطلاق سراح المزيد من المحتجزين لدى حماس وهو ما سيكون بمثابة انتكاسة أخرى للعائلات الإسرائيلية التي تنتظر وهي في حالة من اليأس إطلاق سراح ذويهم وعودتهم لمنازلهم.
وأضافت الصحيفة، أن الاغتيال أثار كذلك مخاوف من نشوب حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط وهجمات انتقامية في إسرائيل.
واستشهدت الصحيفة بتصريحات زعيم حزب الله حسن نصر الله التي ندد فيها بعملية القتل ووصفها بأنها تصعيد "خطير" وحذر من أن إسرائيل "لن تمر دون عقاب".
وأضاف نصر الله، في بث مباشر: "إذا فكر العدو في شن حرب على لبنان، فإن معركتنا ستكون بلا حدود أو قواعد"، نحن لسنا خائفين من الحرب".
وفي الضفة الغربية المضطربة التي تحتلها إسرائيل، حيث ولد العاروري عام 1966، كانت هناك تداعيات فورية، وفقا للصحيفة فقد أضرب الفلسطينيون هناك أمس الأربعاء احتجاجا على الاغتيال وأغلقوا الجامعات والبنوك والمتاجر وغيرها من الشركات، وفي اليوم السابق، نظم متظاهرون ملثمون مسيرة غاضبة احتجاجا على مقتل العاروري، حاملين أسلحة ويرتدون عصابات رأس تحمل اسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، التي أسسها العاروري.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن فرنسا وألمانيا انضمتا إلى دول أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، في إدانة دعوة وزير المالية الإسرائيلي بتسلإيل سموتريش ووزير إسرائيلي آخر لإخراج الفلسطينيين من قطاع غزة.
ورأت أنه في حين أن وفاة العاروري وهو استراتيجي رئيسي كان بمثابة ضربة للجماعة، حسبما يقول المحللون، إلا أن مقتله يؤجج من حدة التوترات على طول الحدود الشمالية ل إسرائيل مع لبنان.
ونقلت الصحيفة عن الكاتب الإسرائيلي ناحوم بارنيا قوله في مقال بصحيفة ي"ديعوت أحرونوت" الإسرائيلية: "من بين جميع ردود الفعل المحتملة التي قد تتخذها حماس، فإن الأكثر إثارة للقلق هو ما يتعلق بالرهائن".
وأضاف أن القتل من المرجح أن يؤدي إلى "تأخير، أو حتى نسف، المفاوضات" من أجل إطلاق سراح الرهائن.
ومضت الصحيفة تقول إن العديد من العائلات أصبحت متشككة بشكل متزايد في وعود نتنياهو لهم بجعل عودة المحتجزين أولوية قصوى في الحرب، والآن، يخشون من تعرض الرهائن لسوء المعاملة أو حتى القتل انتقاما من الاغتيال.
وقال ليئور بيري، الذي احتجز والده "79 عاما" بالقرب من حدود غزة: "بالطبع هذا لا يساعد، إنه مؤلم". "لا أعرف من هو المسؤول ويعطي الأمر، لكنهم بالتأكيد لا يفكرون في الرهائن".
وبعد الاغتيال، قال الأدميرال دانييل هاجاري، كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي، إن القوات الإسرائيلية "في حالة تأهب قصوى على جميع الجبهات، للقيام بأعمال دفاعية وهجومية".
واختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها قائلة: هناك غضب دولي متزايد إزاء عدد القتلى من المدنيين الفلسطينيين، وبدأ العديد من الإسرائيليين يتساءلون علنًا عما إذا كان هدف تدمير حماس واقعيا ـ وما إذا كانت تكلفة القيام بذلك سوف تكون محتملة.