أزمة "التقاوي" تشتعل بين الفلاحين والزراعة.. وتوقعات بارتفاع أسعار المحاصيل الزراعية مايو القادم
تصاعدت قبل أيام شكاوى مزارعي البطاطس فى عدد من محافظات الجمهورية من ارتفاعات أسعار التقاوى بعدما سجلت مستوي قياسية وصلت لـ 140%، فى ظل تضارب البيانات بين وزارة الزراعة ونقابة الفلاحين حول حقيقة الأزمة وأسبابها.
وشهدت التعاقدات الجديدة لاستيراد تقاوي البطاطس ارتفاع قياسي جديد فى أسعارها والتى وصلت مؤخرًا إلى نحو 120 ألف جنيه للطن، بعدما كانت تتراوح بين 50 لـ 55 ألف جنيه للطن فى فترات سابقة من العام الماضى.
تحذير نقيب الفلاحين
ومن جانبه، حذر حسين أبو صدام نقيب الفلاحين، من تداعيات ارتفاع أسعار التقاوى على أسعار المحاصيل الزراعية خلال النصف الأول من العام القادم، موضحًا أن الفدان يحتاج إلى ما بين 1.25 طن و1.50 طن من التقاوي الكسر، أما بالنسبة للتقاوى المستوردة، فيحتاج الفدان لما بين 500 كيلو أو طن إلا ربع.
وأشار أبو صدام، إلى أن الارتفاعات الأخيرة فى أسعار التقاوى ستنعكس على أسعار الحاصلات الزراعية التى سيتم حصادها فى شهر مايو القادم، وبالتالى فإن المزارعين سيضطرون إلى تقليص المساحات المنزرعة توفيرًا للنفقات خاصة وأن إنتاجية الفدان تتراوح بين 8 لـ 15 طن من المحصول.
كما أشار نقيب الفلاحين إلى أن محصول البطاطس من أكثر المحاصيل التى ستتأثر أسعارها بأزمة التقاوى، حيث من المتوقع أن ترتفع أسعارها إلى 25 جنيه للكيلو فى مايو القادم مقارنة بسعر يتراوح بين 10 لـ 12 جنيه للكيلو حاليًا، وهو ما يتطلب من الحكومة السماح بزيادة كميات التقاوى المستوردة للوفاء باحتياجات السوق لتصل إلى 140 ألف طن تقاوى بالنسبة لمحصول البطاطس بدلًا من 110 ألف طن حاليًا.
وأضاف أن عدد كبير من المزارعين تعاقدوا على استيراد كميات من تقاوى البطاطس بسعر 45 و55 ألف جنيه للطن قبل أن يفاجئوا فى غضون أيام قليلة بقفزة غير مسبوقة فى سعر الطن ليصل لـ 120 ألف جنيه للطن، نتيجة تراجع إنتاج التقاوي فى أوروبا وارتفاع تكلفته حيث ارتفع من 500 يورو إلى 1000 يورو، لكنها زيادة غير مبررة لما شهدته الأسعار محليًا.
وزارة الزراعة تنفي
بدورها، نفت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، على لسان رئيس الإدارة المركزية لفحص واعتماد التقاوي المصرية أحمد عضام، وجود أزمة فى توافر احتياجات السوق المحلى من التقاوى، مؤكده أنه تم توفير كميات تفوق الاحتياجات الفعلية للزراعة من التقاوي.
وأوضح “عضام”، أن الكميات المتاحة من تقاوي البطاطس تخطت الـ 135 ألف طن منها 115 ألف طن تقاوى مستورد، بالإضافة إلى 20 ألف طن ناتج محلي، فى حين تبلغ الاحتياجات الفعلية للزراعة بمصر تتراوح ما بين 110 إلى 120 ألف طن من تقاوي البطاطس.
وأرجع الارتفاع الأخيرة فى أسعار التقاوى إلى تلاعب بعض التجار في الأسواق، من خلال إعادة البيع والشراء وإطلاق الشائعات الخاصة بانخفاض الكميات المستوردة بغرض تحقيق مكاسب مادية.
