الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

الجارديان: الشرق الأوسط يقترب من الانزلاق إلى حافة صراع إقليمي أوسع

الرئيس نيوز

رجحت صحيفة الجارديان البريطانية أن التصعيد الحالي في قطاع غزة يمكن أن يؤدي إلى اندلاع حريق إقليمي هائل من شأنه أن يضع إسرائيل في مواجهة مفتوحة مع إيران، وسيترتب على ذلك انجرار الولايات المتحدة أيضًا إلى آتون الحرب.

وظل الشرق الأوسط ينزلق نحو شفا حرب إقليمية منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، ورد الفعل الإسرائيلي الوحشي في غزة وكشفت تطورات الأسبوع الماضي كيف أن حافة الهاوية التي تمنع من سقوط المنطقة في تلك الهاوية يمكن أن تنهار بسرعة.

وفي غضون ساعات من اندلاع حرب غزة، بدأ حزب الله في لبنان إطلاق النار على بلدات وقرى شمال إسرائيل تضامنًا مع الفلسطينيين، مما أدى إلى شن غارات جوية إسرائيلية ردًا على ذلك، وهاجمت قوات الحوثيين المقربة من إيران السفن في البحر الأحمر بقصف حقيقي. 

وقامت الولايات المتحدة بنقل حاملتي طائرات والمجموعات الضاربة المرافقة لهما إلى المنطقة، حيث تعرضت القواعد الأمريكية في سوريا والعراق لهجمات متكررة من الجماعات المرتبطة بإيران، مما أثار انتقامًا سريعًا من واشنطن.

وفي الوقت نفسه اندلعت احتجاجات في الضفة الغربية غضبًا من قصف المدنيين في غزة، وسرعان ما سعى المستوطنون اليهود المتطرفون إلى ركوب موجة الغضب الإسرائيلي من خلال الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وترويع سكانها.

ولدى كل من مسارح الصراع القدرة على إشعال حريق كبير في الشرق الأوسط، وقد أظهرت الأيام القليلة الماضية مدى سهولة التصعيد، سواء كان مقصودًا أم لا، يمكن أن يدفع إسرائيل إلى مواجهة مفتوحة مع إيران، ولن تنعم الولايات المتحدة بمقعد المتفرج.

وأدت غارة جوية إسرائيلية خارج دمشق إلى مقتل شخصية بارزة في الحرس الثوري الإيراني، راضي موسوي، الذي كان مسؤولًا عن الاتصال العسكري بين سوريا وإيران وبعد وفاة موسوي يوم الاثنين الماضي، أصدر الحرس الثوري الإيراني بيانا أعلن فيه أن “النظام الصهيوني الغاصب والوحشي سيدفع ثمن هذه الجريمة”.

وفي الوقت نفسه، أطلق حلفاء طهران الحوثيون النار على قوة المهام البحرية "حارس الازدهار" بقيادة الولايات المتحدة والتي تم تجميعها لحماية الشحن في البحر الأحمر وأسقطت السفن الحربية الأمريكية العشرات من الطائرات بدون طيار وكذلك مجموعة من الصواريخ الباليستية. وأصدرت القيادة المركزية الأمريكية بيانا قالت فيه إن واشنطن لديها "كل الأسباب للاعتقاد بأن هذه الهجمات، رغم تنفيذها من قبل الحوثيون في اليمن، تم التخطيط لها وتوفير ما يلزم لها من إمكانات بالكامل من قبل إيران".

وإذا تعرضت سفينة حربية أمريكية لهجوم، فسيتعرض جو بايدن لضغوط شديدة لتقديم رد حاسم، مع دخوله عام انتخابي وولايته معلقة في الميزان ويتطلع الجمهوريون إلى التركيز على أي ثغرة لانتقاده وتكثيف الهجوم السياسي ضده.

وفي يوم الخميس الماضي، كتب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، نفتالي بينيت، تعليقا في إحدى الصحف الأمريكية يعبر فيه عن وجهة نظر الكثيرين في الطرف المتشدد من المؤسسات الأمنية في كل من إسرائيل والولايات المتحدة بأن محكوم عليهم بمحاربة وكلاء إيران إلى أجل غير مسمى.

وقال بينيت في صحيفة وول ستريت جورنال: “يجب إسقاط إمبراطورية الشر الإيرانية” داعيًا الولايات المتحدة وإسرائيل لتحديد هدف واضح وهو إسقاط النظام الإيراني الشرير، ومعتبرًا ذلك أمرًا حيويًا لسلامة وأمن الشرق الأوسط – والعالم المتحضر برمته”.

وفي يوم الجمعة، انعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمناقشة العنف في الضفة الغربية، لكن الجلسة سرعان ما انخرطت في مناقشة بوادر نشوب حرب إقليمية.

ورفض السفير الإسرائيلي جلعاد إردان التعليق على قضية عنف المستوطنين في الضفة الغربية باعتبارها صرف الانتباه عن التهديد الذي يشكله حزب الله في لبنان.

وقال إردان: “إن الوضع في شمال إسرائيل يصل إلى نقطة اللاعودة”، مرددًا تحذيرًا متكررًا بشكل متزايد من المسؤولين الإسرائيليين بأن بلادهم ستتولى الأمور بنفسها، ربما من خلال إقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان، وقال المبعوث الإسرائيلي إنه يجب محاسبة لبنان على العدوان الذي ينفذ من أراضيه، مضيفًا: "إذا استمرت هذه الهجمات، أكرر أن الوضع سوف يتصاعد وقد يؤدي إلى حرب واسعة النطاق". 

وقال محمد خالد خياري، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، لأعضاء مجلس الأمن إنه على الرغم من أن معظم تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله كان حول الحدود، إلا أن بعض الضربات كانت تتعمق في أراضي الطرف الآخر، مما "مما يثير شبح حدوث اشتباكات لا يمكن احتواؤها ولها عواقب مدمرة على شعبي البلدين”.

وأضاف الخياري أن "خطر سوء التقدير ومزيد من التصعيد يتزايد مع استمرار الصراع في غزة".

وأعربت لانا نسيبة، مبعوثة الإمارات، عن قلق العالم العربي من أنه في غياب "قرارات جريئة" لوقف الانجراف نحو الصراع الإقليمي، فإن "البديل هو جحيم غزة الممتد إلى الضفة الغربية وإسرائيل ولبنان وأجزاء أخرى من الشرق الأوسط”.

ومنذ هجوم حماس المباغت في 7 أكتوبر، تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 304 فلسطينيين استشهدوا في الضفة الغربية، من بينهم 79 طفلا، إلى جانب أربعة إسرائيليين، ثلاثة منهم جنود وقتل أربعة إسرائيليين آخرين في غرب القدس في هجوم شنه مسلحون فلسطينيون في 30 نوفمبر وأصيب أحد القتلى برصاص جندي إسرائيلي عن طريق الخطأ.

وقال خالد الجندي، زميل معهد الشرق الأوسط في واشنطن، إن العدد غير المتناسب من القتلى الفلسطينيين كشف أن القوات الإسرائيلية تشن حملة مبالغة في محاولة لردع الانتفاضة في الضفة الغربية تضامنًا مع غزة وقال الجندي: “العقلية الإسرائيلية هي أنهم يعتقدون أنهم يمنعون انتفاضة ثالثة ولكنني أعتقد أن الطريقة التي يعملون بها، ربما تكون أشبه بالتسبب في حدوث ذلك".

وأشار إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باعتباره عنصرا متفجرا بشكل خاص في الحالة القابلة للاشتعال في المنطقة ويواجه نتنياهو، الذي يحمله الإسرائيليون بأغلبية ساحقة اللوم عن الثغرات الأمنية التي سمحت بوقوع هجوم حماس، السقوط من السلطة، ولكن فقط عندما ينتهي القتال، أو على الأقل تقل حدته ومن ناحية أخرى، فإن التصعيد قد يبقيه في منصبه.

ويبدو أن نتنياهو هو الذي يملي الشروط على جميع الجبهات – في غزة، على حدود لبنان، وفي جميع أنحاء المنطقة، فهو يعتبر هذه حربه الخاصة وفي كل يوم يمضي فيه على نهجه الحالي، فإن المنطقة تقترب من التوسع الإقليمي لهذه الفوضى.