ماذا يعني ميول الاحتياطي الفيدرالي للتيسير الكمي للدولار والذهب والأسهم في 2024؟
يختتم الدولار الأمريكي تعاملات العام 2023 بخسائر وانخفاض، وأغلق مؤشر الدولار أسبوع التداول الماضي عند مستوى 101.379، فاقدًا حوالي -2.04% من قيمته وفقًا لقراءة المؤشر في 31 ديسمبر 2022.
وفي أخر يوم تداول في الأسبوع الذي تضمن عطلات الكريسماء، كان يبدو أن الدولار الأمريكي يصارع منذ مستهل التعاملات في وول ستريت بعد دفعات من البيانات الأمريكية الإيجابية التي ألقت الضوء على تراجع في أوضاع سوق العمل الأمريكي.
وهبط مؤشر الدولار؛ الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية، إلى 100.79 نقطة مقابل الإغلاق اليومي السابق الذي سجل 100.99 نقطة وارتفع المؤشر إلى أعلى مستوى له في يوم الجمعة الماضي عند 101.11 نقطة مقابل أدنى المستويات الذي سجل 100.62 نقطة.
كما تسهم عوامل موسمية في الضعف الي ينتاب العملة الأمريكية في هذا الوقت من العام، إذ تنتشر في الأسواق تعاملات الخسائر الضريبية التي تتضمن بيع المستثمرين أصولا مالية مملوكة لهم بخسارة قبل نهاية العام حتى يتفادوا زيادة الضرائب المستحقة عليهم.
وألقت بيانات التوظيف التي أعلنت مؤخرًا في الولايات المتحدة الضوء على تراجع في أوضاع سوق العمل وتحسن محدود في قطاع الإسكان في الولايات المتحدة، وهو ما يلقي الضوء على أن البنك المركزي، المعروف باسم مجلس الاحتياطي الفيدرالي، بات أقرب إلى تحقيق هدف التضخم مع الحفاظ على الاقتصاد الأمريكي خارج دائرة الركود.
ووفقًا للعلاقة العكسية التقليدية المتعارف عليها في أسواق المال، استفاد الذهب من ضعف الدولار، وكذلك استفادت الأصول الأعلى مخاطرة فارتفع مؤشر الأسهم العالمية MSCI بينما انخفض الدولار حيث أشار مسؤول في بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أن البنك المركزي الأمريكي قد انتهى من رفع أسعار الفائدة وقد يفكر في خفض أسعار الفائدة إذا استمر التضخم في التراجع، أي أن البنك المركزي يتبنى حاليًا لغة تميل إلى التيسير الكمي ووقف تشديد السياسة النقدية في الأشهر المقبلة.
وسجل مؤشر الدولار الأمريكي أدنى مستوى في ثلاثة أشهر ونصف الشهر ويتجه نحو أكبر انخفاض شهري له في عام مع اعتقاد المستثمرين بأن النمو في أكبر اقتصاد في العالم بدأ في التباطؤ، مع بدء السوق في التسعير. خفض أسعار الفائدة في النصف الأول من العام.
وقد عزز محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر هذه الرهانات من خلال الإشارة إلى إمكانية خفض سعر فائدة بنك الاحتياطي الفيدرالي في الأشهر المقبلة إذا استمر التضخم في الانخفاض. وقال والر أيضًا إنه "واثق بشكل متزايد" من أن تحديد سعر الفائدة الحالي سيكون كافيًا لخفض التضخم إلى هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2٪.
وقالت ميشيل بومان، محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأخرى، إن البنك المركزي سيحتاج على الأرجح إلى رفع تكاليف الاقتراض بشكل أكبر من أجل إعادة التضخم إلى هدفه.
ويبدو أن المتداولين يأخذون إشاراتهم من والر مع زيادة الرهانات على أول خفض لسعر الفائدة في شهر مارس مع احتمال خفض بمقدار 25 نقطة أساس بنسبة 33٪ تقريبًا، ارتفاعًا من 21.5٪ يوم الاثنين، وفقًا لأحدث البيانات وتوقعت أغلبية المحللين خفضًا بدرجة واحدة على الأقل في مايو، وفقًا لبيانات CME.
ورأى السوق أن تعليقات والر هي أول إشارة إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي "يدرك أنه قد يكون قادرًا على خفض أسعار الفائدة العام المقبل"، وكان من الطبيعي أن يرى المتداولون الأسهم تتماسك في الأيام القليلة الأخيرة من شهر قوي للغاية وبالنسبة لبقية العام، فإن الزخم يميل نحو الاتجاه الصعودي".
وبينما كان التداول في الأسهم متقلبًا، تمكنت مؤشرات وول ستريت من الإغلاق على ارتفاع؛ فارتفع المؤشر داو جونز الصناعي 83.51 نقطة، أو 0.24%، إلى 35416.98 نقطة، وزاد المؤشر ستاندرد آند بورز 500 4.46 نقطة، أو 0.10%، إلى 4554.89 نقطة، وزاد المؤشر ناسداك المجمع 40.73 نقطة. 0.29% إلى 14281.76 كما ارتفع مقياس MSCI للأسهم في جميع أنحاء العالم (.MIWD00000PUS) بنسبة 0.27%.
وارتفعت بيانات ثقة المستهلك الأمريكي في نوفمبر بعد ثلاثة أشهر من الانخفاض، على الرغم من أن الأسر ما زالت تتوقع حدوث ركود خلال العام المقبل وانخفضت عوائد سندات الخزانة الأمريكية مع سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات بمقدار 6 نقاط أساس إلى 4.328٪، من 4.388٪ خلال الأسبوع الماضي، وفي العملات، تراجع مؤشر الدولار 0.368%، فيما ارتفع اليورو 0.32% إلى 1.0988 دولار وارتفع الين الياباني بنسبة 0.82% مقابل الدولار عند 147.47 للدولار، بينما تداول الجنيه الاسترليني في أحدث تعاملات عند 1.2694 دولار، مرتفعًا بنسبة 0.55% خلال اليوم.
ومع بعض التشجيع من ضعف الدولار، ارتفعت أسعار الذهب الفورية 1.4 بالمئة إلى 2040.79 دولار للأوقية بعد أن بلغت أعلى مستوياتها منذ مايو في مكسبها الرابع على التوالي، وبلغت أسعار الذهب أفاقًا عليا جديدة يوم الجمعة فتم تداول المعدن الثمين عند 2071 دولار للأوقية، قبل أن يستقر عند 2060.68 دولار للأوقية وقت كتابة هذا التقرير.