يحيى السنوار.. الرجل الذي تزعم إسرائيل تحديد مكانه في غزة
زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، أنه يملك تقديرات بشأن موقع يحيى السنوار زعيم حركة حماس في قطاع غزة.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أمني إسرائيلي كبير -لم يذكر اسمه- زعمه أن إسرائيل لديها بالفعل تقديرات حول مكان وجود يحيى السنوار، ومع مرور الوقت، تستنفد القوات الميدانية المعلومات الاستخبارية وتستبعد إمكانية العثور على ممرات قد تقودها إلى قادة حماس.
خيارات أمام السنوار
وأفادت الهيئة، بأن تقديرات إسرائيل تشير إلى أن لرئيس حركة حماس في القطاع، خياران رئيسيان: الأول هو أن يترقب أن يحاصر جيش الاحتلال المخبأ تحت الأرض الذي يتواجد فيه هو وزملاؤه من قادة حماس، ثم يبدأ بعد ذلك مفاوضات مع إسرائيل بينما يتخذ من مخطوفين إسرائيليين دروعا بشرية، وعندها قد يطالب السنوار، بتأمين ممر للخروج له ولبقية المسؤولين في حماس، إلى دولة توافق على إيوائهم.
أما الخيار الثاني فهو انتظار استسلام قيادة حماس، بعد اكتمال قوات جيش الاحتلال مهمة تطويق مدينة خانيونس بالكامل، وسحق كتائب حركة حماس في المدينة، بحسب هيئة البث الإسرائيلية.
نفي قادة حماس
وفي وقت سابق، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن إسرائيل تدرس إمكانية ترحيل قيادة حماس إلى الخارج في إطار تسوية تهدف إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة.
ونقلت الهيئة عن مصدر مطلع على تفاصيل المداولات الجارية بهذا الخصوص، قوله إنه لا يوجد مقترح ملموس على الطاولة في هذه المرحلة، إلا أن هذه الإمكانية قيد النقاش شريطة ألا تمس الهدف الذي حدده مجلس الحرب الإسرائيلي، وهو القضاء على قدرات حماس السلطوية والعسكرية.
أنفاق غزة
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن في وقت سابق، أنه اكتشف شبكة من الأنفاق تمتد تحت مدينة غزة من عقار يُزعم أنه مملوك للزعيم الفعلي لحركة حماس يحيى السنوار.
وأظهرت لقطات نشرها جيش الاحتلال درجًا حلزونيًا في ممر يؤدي إلى أنفاق مجهزة بكاميرات مراقبة وأبواب ثقيلة وكهرباء.
الهدف
وكان السنوار هو الهدف الرئيسي لإسرائيل منذ أن شنت غزوها البري في قطاع عزة منتصف أكتوبر الماضي.
وأسقط جيش الاحتلال الأسبوع الماضي منشورات على غزة، وعد فيها بمكافأة قدرها 400 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على السنوار.
من هو يحيى السنوار؟
بجسمه النحيل وشعره الذي نال منه الشيب، يبرز الرجل البالغ من العمر 61 عاما بين قيادات حماس، التي يعيش الكثير منهم في الخارج منذ سنوات في رفاهية ويُنظر إليهم على أنهم بعيدون عن المصاعب التي يعيشها سكان غزة.
السنوار، ثاني أقوى عضو في حركة حماس بعد إسماعيل هنية، الزعيم العام للحركة، ولد في مخيم للاجئين في خان يونس بغزة.
بعد طفولة اتسمت بالفقر، واضطرار عائلته إلى الاعتماد على مساعدات الأمم المتحدة، سرعان ما أصبح السنوار ناشطًا سياسيًا.
عندما كان عمره 26 عامًا، تم اعتقاله بعد إصابته عندما انفجرت عبوة ناسفة كان يصنعها عن طريق الخطأ، ولم يكتشف المحققون الإسرائيليون تورطه في قتل أربعة من زملائه الفلسطينيين المتهمين بالتعاون مع إسرائيل إلا في الحجز.
الصعود
سيقضي السنوار السنوات الـ 22 التالية في السجن حتى إطلاق سراحه في عام 2011 كجزء من صفقة تبادل أسرى تاريخية.
وسرعان ما ارتقى في الرتب، وتم انتخابه رئيسًا لحركة حماس في قطاع غزة وأصبح الحاكم الفعلي للقطاع في عام 2017.
لكن السنوار ظل ملتزما بإطلاق سراح بقية الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، وقال العديد من قادة حماس إن تحقيق ذلك كان أحد الأهداف الرئيسية لهجمات 7 أكتوبر الماضي.
ماذا فعلت حماس بجيش الاحتلال؟
وبعث رئيس حركة حماس، يحيى السنوار، الاثنين، رسالة مهمة ومطولة إلى رئيس وأعضاء المكتب السياسي للحركة، تداولتها وسائل الإعلام على نطاق واسع، يؤكد فيها المضي قدما في تهشيم جيش الاحتلال.
وأشار السنوار في الرسالة إلى أن كتائب عز الدين القسام تخوض معركة شرسة وعنيفة وغير مسبوقة ضد قوات الجيش الإسرائيلي، الذي تكبد خسائر باهظة في الأرواح والمعدات.
وأضاف رئيس حماس، أن كتائب القسام استهدفت خلال العملية البرية، ما لا يقل عن 5 آلاف جندي وضابط، قُتل ثلثهم، وأصيب ثلثهم الآخر بإصابات خطيرة، والثلث الأخير بإعاقات دائمة، أما على صعيد الآليات العسكرية، فقد تم تدمير 750 منها، بين تدمير كلي وجزئي.
تهشيم جيش الاحتلال
وقال إن كتائب القسام هشمت جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهي ماضية في مسار تهشيمه، وإنها لن تخضع لشروط تل أبيب.
وثمن السنوار في الرسالة صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مشيرا إلى أنه قدم نماذج في التضحية والبطولة والمروءة والتضامن والتكافل، وأن واجب القيادة السياسية المسارعة إلى تضميد جراح الناس، وتعزيز صمودهم.
وتأتي رسالة السنوار في أعقاب العروض التي تلقتها قيادة حماس من حكومة الاحتلال الإسرائيلية عبر الوسيطين القطري والمصري، والتي ترتكز على هدن إنسانية مؤقتة، في وقت تؤكد فيه الحركة على تجاوز الهدن الإنسانية إلى الوقف الشامل لإطلاق النار.
تبادل الأسرى
ومن المرتقب أن تستضيف العاصمة القطرية الدوحة، مشاورات لبحث صفقة جديدة لتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل.
ولعبت قطر ومصر دور الوسيط بين إسرائيل وحماس في اتفاق أدى إلى هدنة لمدة أسبوع في نهاية نوفمبر الماضي، أطلقت خلالها الحركة سراح 105 امرأة وطفل وأجنبي كانت تحتجزهم، مقابل إطلاق سراح حوالي 240 امرأة وشابًا فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية.
وتستضيف قطر المكتب السياسي لحركة حماس، ولا تتحدث إسرائيل ولا الولايات المتحدة بشكل مباشر مع قيادة الحركة الفلسطينية، بل تعملان بدلًا من ذلك من خلال القطريين.
وارتفع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ الـ7 من أكتوبر إلى 20424 شهيدا و54036 جريحا.
ودخلت الحرب في غزة يومها الـ82، حيث تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلية في قصف مدن ومحافظات شمال وجنوب القطاع بلا هوادة وسط اشتباكات عنيفة على جميع محاور القتال.