لماذا واجهت خطة مصر المقترحة لإنهاء حرب غزة مقاومة من حماس وإسرائيل؟.. سياسيون يجيبون
تكشفت خلال الساعات القليلة الماضية الأسباب الحقيقية لمقاومة كل من حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وفصائل المقاومة الفلسطينية لخطة مصر المقترحة لإنهاء الحرب في غزة.
وقال تقرير لموقع نيوز آور إنه في كل يوم تتواصل فيه الحرب، يضاف المزيد من المدنيين إلى قوائم ضحايا الحرب، وتعتقد المحللة السياسية آمنة نواز والمحلل السياسي الفلسطيني نور عودة أن ثمة أسباب جوهرية لمقاومة الخطة المصرية.
وفي وقت متأخر من يوم أمس الثلاثاء، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاجون، أن سفينة حربية أمريكية أسقطت 12 طائرة مسيرة وثلاثة صواريخ باليستية مضادة للسفن وصاروخين كروز للهجوم على السفن في البحر الأحمر أطلقهما الحوثيون المتمركزون في اليمن. وفي الوقت نفسه، يقترب عدد الشهداء في غزة من 21 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لمسؤولين فلسطينيين. ولا يزال الطريق إلى حل سياسي حقيقي لإنهاء الحرب بعيدًا.
ومن أجل فهم أسباب مقاومة فكرة إنهاء الحرب من قبل الجانبين، تجدر الإشارة إلى أن المقترح المصري يتضمن الدعوة في الأساس إلى وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح تدريجي لجميع المحتجزين لدى حماس وكذلك الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل، ويدعو إلى تشكيل حكومة فلسطينية تكنوقراطية موحدة تشرف على غزة والضفة الغربية.
ولم يكن مفاجئًا سعي مصر إلى حلول مستدامة، ومحاولة الخطة المصرية المقترحة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، إذا جاز التعبير، لأنه يبدو أن الطرفين متباعدين للغاية، لكن المحللين وقعوا في حيرة بعض الشيء من أن المصريين سيشملون أيضًا المفاوضات مع إسرائيل والولايات المتحدة حول القضية الفلسطينية الداخلية حول من يحكم وكيف، لأن هذه قضية مثيرة للجدل للغاية وحساسة للغاية.
وكان من الأسهل على مصر أن تقوم ببعض التدابير الداخلية مع الفلسطينيين أولًا قبل أن تطرح الأمر على الطاولة أمام الجميع، ولكن مصر تصر على النظر إلى الصورة الكاملة في أزمة الشرق الأوسط، بعد أن أخفق التركيز على الجزئيات في التوصل إلى أي حلول منذ 1948.
ويرجح المحللون أن مقاومة ومعارضة حماس، بحسب التقارير، مبنية على حقيقة أن الحركة لا ترغب في أن يدير دفة الحكم في غزة، غيرهم، فهل ستدعم حماس خطة سلام لا تتضمن مسؤوليتها؟ وهل سيؤيد الفلسطينيون عدم تولي حماس السلطة؟ وفي المقابل، يعتقد المحللون أن حماس ستكون منفتحة على صياغة معينة تبقيها جزءا من المشهد السياسي، لأن ذلك أمر لا مفر منه.
وأضاف التقرير: “ليس من الممكن أن تتوقف حماس عن الوجود، بل إن على الجميع، بما في ذلك حكومة الاحتلال وواشنطن، يجب أن يتصالحوا مع هذه الحقيقة، ولكن أن تكون هناك حكومة تكنوقراط، فمن المستبعد أن توافق حماس على ذلك دون تعديلات، فثمة تفاصيل أخرى حول كيفية حدوث ذلك، وكيفية تحقيق الوحدة”.
وتقود النقطة السابقة إلى سؤال مهم: ما هو نوع الدور الذي يمكن أن تلعبه حماس في السياق السياسي الأوسع في المشهد السياسي الفلسطيني؟ وتبدو هذه هي الأمور التي يحتاج الفلسطينيون إلى الاتفاق عليها، والتي يجب على العالم أن يتقبلها بكل صراحة، لأنه إذا استمر الفيتو الإسرائيلي الأمريكي على من يكون اللاعب السياسي الفلسطيني المقبول، فستكون هناك فرصة أكبر أن تستمر هذه الحرب، وستستمر، وسط المزيد من الموت والدمار حتى تظهر الحقائق ويفهم المعنيون أنه لا توجد طريقة يمكنك من خلالها إلغاء أيديولوجية أو منع لاعب مهم من المشاركة في السياسة الفلسطينية دون إعداد الجميع لسياسة مدنية بعد الحرب.
وعلى الجانب الآخر؛ قالت إسرائيل إن أحد أهدافها الرئيسية وأحد شروطها الأساسية القضاء على حماس، وهنا يبرز سؤال مهم آخر: هل ستوافق حكومة الاحتلال على بقاء الجناح السياسي دون العسكري؟ وهل ستقبل إسرائيل بذلك؟ وأجاب المحللان آمنة نواز ونور عودة: "ليست الأزمة بحاجة إلى رأي إسرائيل في هذا الأمر، لأنه، بصراحة تامة، لا يحق للفلسطينيين أن يكون لهم رأي حول من سيتولى حكومة الإسرائيليين"، وأضافا: "في إسرائيل، اليوم، يترأس مجلس الوزراء، رجلُ أدين ثماني مرات بتهم تتعلق بالإرهاب في إسرائيل بصفته وزيرًا للأمن القومي وهناك رجل فاشي يعلن نفسه مسؤولًا عن الشؤون الفلسطينية ووزارة المالية، لذا، فالأمر بالنسبة لحكم قطاع غزة لا ينبغي أن يترك لتفضيلات الإسرائيليين".
وأشار التقرير إلى أن حماس ليست موجودة في غزة فقط، ومن ثم فإن إضعاف قدراتها العسكرية، وإسقاط حكومة الأمر الواقع في غزة، لا يعني أن حماس سوف تختفي من الوجود وهذا هو الواقع الذي يتحدث عنه المراقبون، بل إن المشهد السياسي الفلسطيني لا يقتصر على غزة، بل هو أوسع من ذلك بكثير.