الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

"يونيسيف": 2023 واحدة من أصعب السنوات على الطفل عالميًا

الرئيس نيوز

أشارت منظمة اليونيسيف إلى أن سنة 2023 على أنها ستكون "واحدة من أصعب السنوات" بالنسبة للأطفال في جميع أنحاء العالم. 

وبينما سرقت الصراعات في الشرق والغرب مستقبل عشرات الآلاف من الأطفال بلا رحمة، سيتم تذكر 2023 باعتبارها "واحدة من أصعب" السنوات التي عاشها الطفل، وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة.

وقال المدير الإقليميى لليونيسف، تيد شيبان، إن العامل الآخر الذي جعل هذا العام "أحد أصعب الأعوام" هو عدم كفاية الأموال المخصصة للجهات الفاعلة الإنسانية، مما يضر بالأطفال الذين يحتاجون إلى المساعدات المنقذة للحياة، خاصة في مناطق النزاع المستمرة، حيث "لا يمكن لعمال الإغائة فعل المزيد بموارد أقل".  

وأضاف شيبان: "أعتقد أن عام 2023 كان من أصعب الأعوام بالنسبة للأطفال في جميع أنحاء العالم. وأعتقد أن أكثر ما أذهلني هو، أولًا، العنف المروع وغير المسبوق الذي شهدناه في غزة”.

وفي غزة، تبلغ نسبة الأطفال الذين استشهدوا كنسبة مئوية من إجمالي عدد الضحايا "أكثر من 40%"، حسبما قال شيبان، مضيفا أن هذا "ضعف ما رأيناه في أكثر من 40 صراعًا حيث لدينا هذه البيانات المجمعة".

وتابع المسؤول: “إنه أمر غير مسبوق شهدناه، مستوى عشوائي من العنف في غزة.. وهذا أمر مروع للغاية."

وقصفت إسرائيل قطاع غزة منذ هجوم عبر الحدود شنته المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر، مما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 20424 فلسطينيًا، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة 54036 آخرين، وفقًا للسلطات الصحية في القطاع وقد تسببت الأعمال العسكرية الانتقامية في كارثة إنسانية غير مسبوقة وأضرار جسيمة في البنية التحتية، بحسب مصادر فلسطينية ودولية.

وصمة عار 
فيما شدّد تيد شيبان على أن هذا عالم يؤثر فيه الصراع بشكل عميق على الأطفال، وحيث يتسبب المناخ في زيادة النزوح، وحيث سيحتاج النظام الإنساني إلى الاستمرار في التواجد للاستجابة.

وأضاف أن حجم الأعمال العدائية الجارية في غزة يطغى على الأعمال العدائية الأخرى الجارية والتي يجب أن نتذكرها.

وقال: "من الصعب الاعتقاد بأن الأزمات التي كانت موجودة حتى قبل غزة، كما تعلمون، كانت وصمة عار على وعينا، وهذا ما حدث في السودان"، مشيرًا إلى أنه عمل في البلاد قبل 20 عامًا عندما اندلعت أزمة دارفور. في أوجها وما يحدث الآن هو تكرار للتاريخ، مؤكدًا "إننا نرى أطفالًا وأسرهم يتم سحبهم من قراهم، ويُجبرون على عبور الحدود في تشاد، فيما يعتبر في الأساس عنفًا مجتمعيًا".

وفي إشارة إلى أن هذا لا يحدث في جميع أنحاء دارفور فحسب، بل إن العنف امتد إلى كردفان والخرطوم، قال شيبان: “إن البلاد بأكملها تتعرض للخلع. لدينا أكبر نزوح للأطفال في العالم يحدث الآن في السودان."

وأضاف أن العالم يواجه أزمة "شبه منسية" في الجزء الشرقي من جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث يوجد عنف جنسي وجسدي ضد الأطفال في صراع مستمر، بصراحة، منذ التسعينيات، وتساءل: "كيف يمكن نسيان شيء كهذا؟".

وقال شيبان إنه على الرغم من أن "كل دولار مهم"، إلا أن نداء اليونيسف لعام 2023 من أجل الأطفال "تم تمويله بنسبة 50٪ تقريبًا، مما أدى إلى انخفاض في نداء عام 2024 بنسبة 16٪"، وأوضح: "كل دولار من هذه الدولارات أحدث فرقًا وسنبذل كل ما في وسعنا لجمع الموارد حتى نتمكن من تلبية احتياجات الأطفال."

في عام 2023، أطلقت اليونيسف نداءً للحصول على 10.3 مليار دولار من التمويل الطارئ للوصول إلى أكثر من 110 ملايين طفل - بما في ذلك 54 مليون فتاة و10 ملايين طفل من ذوي الإعاقة - بالمساعدات الإنسانية في 155 دولة وإقليمًا.

وركز النداء على الأزمات الكبرى بما في ذلك في هايتي ومنطقة الساحل وجمهورية الكونغو الديمقراطية والقرن الأفريقي وباكستان وأوكرانيا والسودان وأوغندا وإثيوبيا وأفغانستان وميانمار.

ومع انخفاض الطلب، قال شيبان إن اليونيسف تهدف إلى أن تكون "أكثر كفاءة" في طريقة عملها مع بعض الوكالات الشقيقة مثل برنامج الأغذية العالمي في العام المقبل وقال: "نحن نركز معًا على علاج سوء التغذية الحاد الشديد وتوصلنا إلى بروتوكول مبسط يركز فقط على الأشخاص الأكثر عرضة للخطر"، مضيفًا أنهم سيوجهون إمداداتهم إلى الأشخاص الأكثر احتياجًا، لذا، من خلال هذه الخطوات، يأمل شيبان أن تستطيع منظمته الوصول إلى "الأشخاص الأكثر عرضة للخطر"، ولكنه أردف: "لا يمكنك فعل المزيد بموارد أقل ونحن نواصل مناشدة الجهات المانحة في العالم".