الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

"الكآبة" تخيم على عشية عيد الميلاد في بيت لحم مع احتدام الحرب على غزة

الرئيس نيوز

ألقت الحرب الأكثر دموية في قطاع غزة بظلال ثقيلة من الكآبة على بيت لحم عشية عيد الميلاد، أمس الأحد، مع ارتفاع عدد الشهداء وتحويل إسرائيل جهودها ضد حماس إلى جنوب القطاع المحاصر في حرب انتقامية يشدد مسؤولو الاحتلال على أنها سوف تطول.

وأعلنت وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حركة حماس إن غارة إسرائيلية في وقت متأخر من يوم الأحد أسفرت عن استشهاد 70 شخصا على الأقل في مخيم المغازي للاجئين وسط غزة وتدمير عدة منازل، وفقًا لصحيفة روني كاونتي الأمريكية.

وأكدت صحيفة فاتيكان نيوز أن هناك تناقضًا لا يليق بين نور المسيح وميلاده وبين ظلام السياسة والتاريخ في بيت لحم، مهد المسيح الذي كان ميلاده أقوى علامة ورسالة رجاء في عالم أظلمته ظلال الخوف وعدم اليقين. 

وبمناسبة عيد الميلاد في العام الجديد، طلبت إذاعة الفاتيكان من الزعماء الدينيين ورؤساء المنظمات الخيرية المسيحية إبداء أفكارهم حول موضوع “ولادة المسيح باعتبارها "ميلاد السلام” في رسالة من الأب فرانشيسكو، أب الفرنسيسكان حارس الأراضي المقدسة.

وأكد الأب أن كنيسة بيت لحم فارغة هذا العام، وكذلك شوارع المدينة وساحاتها، واليوم باتت بيت لحم فارغة من الحجاج والزوار والسياح، في أرض تنتظر انتهاء الحرب، وعودة الحجاج، وإضاءات وأصوات الأطفال احتفالًا لتنير شوارع المدينة من جديد.

وأضاف: "خلال هذا الوقت، تساءل الكثيرون عما إذا كانت المدينة المقدسة قد ألغت الاحتفال بعيد الميلاد، وأكد أن أحدًا لم يلغي عيد الميلاد، لأن عيد الميلاد قد حدث بالفعل ولا يستطيع أحد إلغاؤه.

ولكن الأب فرانشيسكو شدّد على أن بيت لحم تجد نفسها اليوم في وسط أسوأ وأصعب المواقف، في وسط ظلام التاريخ، وبين براثن ظلمة الحرب والكراهية، ومع ذلك، لفت فرانشيسكو باتون إلى أنه حتى لو كان الظلام يسود ولا يسمح للنور بالانتشار، سوف يستمر الأمل في أن يتألق الضوء في التألق من جديد.

وأضاف فرانشيسكو: "في عيد الميلاد هذا، المختنق بظلمة الكراهية والحرب، دعونا نركع ونصلي للأمل في أن تجف دموع الأطفال وآلام المرضى والمسنين، ودعونا نحث البشرية على إلقاء أسلحتهم واحتضان بعضهم البعض في عناق سلام عالمي ودعونا نتطلع إلى هدم الجدران التي بناها البؤس والبطالة، والجهل واللامبالاة، وننبذ التمييز والتعصب.

وأدان البابا فرنسيس في رسالة الميلاد، الاثنين، "الوضع الإنساني اليائس" للفلسطينيين في غزة، داعيًا إلى وقف العمليات العسكرية في الحرب بين إسرائيل وحماس والإفراج عن الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في القطاع.

وقال البابا: "أجدّد ندائي الملحّ للإفراج عن الرهائن الذين ما زالوا محتجزين. أناشد أن تتوقف العمليات العسكرية، وتبعيّاتها المرعبة، بسقوطٍ للضحايا المدنيين الأبرياء، أطلب أن يُعَالَج الوضع الإنساني اليائس من خلال السماح بوصول المساعدات".

وأضاف: "نقول لا للحرب، ولكلّ حرب، ولمنطق الحرب نفسه، رحلة بدون هدف، وهزيمة بدون منتصرين، وجنون بدون أعذار".

وتابع البابا فرنسيس: "ولكن لكي نقول لا للحرب، علينا أن نقول لا للأسلحة. لأنّه إذا وُجدت أسلحة بين يديَّ الإنسان الذي قلبه مُضطرب وجريح، فسيستخدمها عاجلًا أم آجلًا. وكيف يمكننا أن نتكلّم عن السّلام إذا زاد إنتاج الأسلحة وبيعها والاتجار بها؟".

وقال إن "مؤامرات الشّرّ المعارضة للنّور الإلهي تتحرك في ظلِّ الرّياء وفي الخِفيَة: كم من المجازر المسلّحة تتمُّ في صَمتٍ مُطبق، ودون علم الكثيرين! إنَّ النّاس الذين لا يريدون الأسلحة بل الخبز، ويتعبون لكي يسيروا قدمًا ويطلبون السلام، لا يعرفون كم من الأموال العامّة تخصّص للأسلحة. مع ذلك، يجب أن يعرفوا! يجب أن يتمَّ الحديث عن ذلك، وأن يكتب عنه لكي تُعرف المصالح والأرباح التي تحرّك خيوط الحروب".

وعن هجوم حماس، قال بابا الفاتيكان: "أحمل في قلبي الألم من أجل ضحايا الهجوم الآثم الذي وقع في 7 أكتوبر، وأجدّد ندائي المُلِحّ للإفراج عن الرّهائن الذين ما زالوا محتجزين".

وأضاف: "أطلب أن تتوقّف العمليّات العسكريّة، مع نتائجها المرعبة التي تتسبب بسقوط ضحايا مدنيّين أبرياء، وأن يُعَالَج الوضع الإنسانيّ اليائس من خلال السّماح بوصول المساعدات. ليتوقّف تأجيج العنف والكراهية، وليبدأ حلّ القضيّة الفلسطينيّة، من خلال حوارٍ صادقٍ ومستمرّ بين الطّرفين، تعضده إرادة سياسيّة قويّة ودعم المجتمع الدّوليّ".