الإثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق 13 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

فاينانشيال تايمز: كنوز مصر القديمة تستقطب الحشود في المتحف المصري الجديد

الرئيس نيوز

سلطت صحيفة فاينانشيال تايمز الضوء على كنوز مصر القديمة التي تستقطب حشودًا من السياح الأجانب وعاشقي الحضارة القديمة بالمتحف المصري الجديد، وبصفة خاصة التمثال العملاق للملك رمسيس الثاني وقارب الملك خوفو الذي يبلغ عمره 4600 عام من بين المعروضات في المتحف المصري الكبير. 

وتزين تماثيل الفراعنة الضخمة على عروش الجرانيت الدرج الكبير في المتحف المصري الكبير الجديد بالقاهرة، بينما ترتفع الأسقف الفولاذية فوق ردهة المبنى، المصممة لجذب تيارات الهواء الباردة لتخفيف حرارة الصحراء في هضبة الهرم.

ويقترب المجمع الضخم، الذي يقع بالقرب من هضبة الأهرامات في الجيزة، من الاكتمال ويكاد يكون جاهزًا لإطلاقه المقرر في العام المقبل - بعد مرور 20 عامًا تقريبًا على بدء بناء المشروع الطموح للمتحف المصري الكبير وقد تفاخرت القاهرة بالمتحف المصري الكبير باعتباره أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، وتعتمد على المشروع الذي تبلغ قيمته 1.2 مليار دولار لتعزيز صناعة السياحة الحيوية في البلاد.

ويأمل علماء المصريات وعلماء الآثار أيضًا أن يكون المتحف، بما يحتويه من 100 ألف قطعة أثرية فرعونية وعصور ما قبل الأسرات، ومختبرات الحفظ الحديثة والمرافق البحثية، بمثابة مركز للمنح الدراسية الدولية.

وأبرزت الصحيفة تصريحات أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار التي قال فيها: "مثل أي متحف جيد، فإن المتحف المصري الكبير سوف يروي قصة وسيدور هذا حول كيفية إنشاء 30 أسرة على مدى بضعة آلاف من السنين لواحدة من أقدم الدول في التاريخ."

ويضم مجمع المتاحف 12 صالة عرض تغطي الفترات من عصور ما قبل التاريخ وحتى نهاية العصر الروماني في مصر وسيتم منح مكان الصدارة للكنوز التي تم العثور عليها في مقبرة الفرعون الصغير توت عنخ آمون، الذي عاش قبل 35 قرنا ويتم عرض 5600 قطعة في مجموعة الملك في معرضين مخصصين، بما في ذلك الأضرحة المذهبة والعربات والتوابيت المطلية والمجوهرات والصنادل الجلدية وحتى ملابسه الداخلية المصنوعة من الكتان.

وقال عيسى إن المتحف "سيركز على الملكية وتكوين الدولة، وكيفية عمل المجتمع، والقيم التي طورها المصريون القدماء لتحكم حياتهم، استعدادا للحساب والحياة الآخرة".

وصمم المتحف المهندسون المعماريون الأيرلنديون هنيجان بينج، حيث تستحضر الخطوط المائلة للمتحف المصري الكبير والكتل غير المتماثلة والأشكال الهرمية جمالية الحضارة القديمة التي يحتفل بها.

ويدخل الزوار من خلال بوابات على شكل هرمي تحيط بها نقوش هيروغليفية تحمل أسماء حكام البلاد القدماء، كما توفر النوافذ الضخمة إطلالات بانورامية على أهرامات الجيزة. ويهيمن تمثال يبلغ ارتفاعه 11 مترًا للملك رمسيس الثاني، والذي كان يقف ذات يوم في أحد ميادين القاهرة، على واجهة الردهة.

وتحيط سلسلة من الأهرامات الطويلة المقلوبة التي تصل إلى السقف بجوانب الدرج الكبير وكانت واحدة من أكثر عناصر التصميم تحديًا، وفقًا لشركة بيسيكس - أوراسكوم للإنشاءات، وهي عبارة عن المشروع المشترك الذي بنى المتحف.

وقال جورج كيرلس، نائب مدير المشروع في الشركة: "كان البناء صعبًا للغاية". «يوجد 23 هرمًا مقلوبًا، وهي عبارة عن هياكل فولاذية تحمل المبنى ولكل منها ثلاثة جوانب، وعند التقاء الهرم التالي والسقف يمكن أن يكون هناك ما يصل إلى 10 جوانب متلامسة في نفس النقطة على ارتفاع 33 مترًا. لا يمكن أن يكون لديك حتى أدنى انحراف " كما يوفر المتحف مناظر بانورامية لأهرامات الجيزة.

ويأمل وزير السياحة عيسى أن المتحف، الذي تم تمويله بشكل أساسي من خلال القروض اليابانية، "سيعيد تعريف القاهرة كوجهة حصرية"، بدلًا من التوقف على الطريق إلى الساحل أو إلى آثار صعيد مصر في أماكن مثل الأقصر كما تم افتتاح مطار جديد في مكان قريب، كما يتم إنشاء خطوط النقل والفنادق وأضاف: "نأمل أن نرحب بما يصل إلى 5 ملايين زائر للمتحف الجديد في عامه الأول، وأن تنمو الأعداد بمجرد أن يقوم يحكي الزائرون عن تجربتهم".

وقال عيسى مؤخرا إن مصر تسير على الطريق الصحيح للوصول إلى هدفها المتمثل في جذب 15 مليون سائح بحلول نهاية العام، على الرغم من عدم الاستقرار الناجم عن الحرب في غزة المجاورة. وهذا من شأنه أن يتجاوز الرقم 14.7 مليون لعام 2010، وهو أعلى رقم مسجل في البلاد.

وقالت التايمز: "تعد السياحة مصدرًا مهمًا للعملة الأجنبية في مصر، التي تعاني من نقص حاد في الدولار وعبء ديون ثقيل يعادل حوالي 93% من الناتج المحلي الإجمالي، وفقًا لصندوق النقد الدولي. وتظهر أرقام صندوق النقد الدولي أن السياحة كانت تمثل 12 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي وكانت توظف عُشر القوة العاملة قبل تفشي جائحة فيروس كورونا مباشرة".

ويعد مركب الملك خوفو "الشمسي" الذي يبلغ عمره 4600 عام، أحد المعروضات الرئيسية الأخرى بالمتحف وحتى أن نقل المركب المصنوع من خشب الأرز - المخصص للاستخدام من قبل الملك المُقام في الحياة الآخرة أثناء رحلته مع إله الشمس رع - إلى المتحف كان إنجازًا فذًا، وفقًا للواء عاطف مفتاح، كبير المهندسين العسكريين المشرف على البناء واعتبرت السفينة، التي اكتشفت عام 1954 وكانت موجودة سابقا في متحفها الخاص بالقرب من الهرم الأكبر، هشة للغاية بحيث لا يمكن تحريكها وحذر علماء الآثار من تفكيكها.

ولكن، عازمًا على نقله إلى المتحف الجديد، وضع اللواء عاطف مفتاح خطة تتضمن ربط السفينة بمنصة داخل قفص فولاذي بني خصيصًا لنقلها في "شاحنة ذكية" تحتوي هذا على أجهزة استشعار تقوم بتقييم الأرض بشكل مستمر وتغيير ارتفاع العجلات ومحورها لضمان بقاء الحمولة أفقية.

وقال مفتاح: “ألهمني الله وقد استعددنا لمدة ثمانية أشهر واختبرنا المسار مرتين باستخدام حمولات من نفس الوزن والأبعاد واستغرق الأمر يومًا كاملًا لنقل القارب خارج المبنى ويومًا آخر لنقل المركب الشمسي لمسافة 8 كيلومترات إلى المتحف المصري الكبير وفي اليوم الثالث رفعناها إلى موضعها الحالي".