ناقشها "السيسي ورئيسي".. ما هي الملفات العالقة بين مصر وإيران؟
في تطور جديد، ربما يلقي بظلاله على تطور العلاقات بين مصر وإيران، هاتف الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووجه له التهنئة بفوزه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة وإعادة انتخاب سيادته رئيسًا لمصر، وقد ثمن الرئيس السيسي من جانبه هذه اللفتة المُقدرة.
ووفق المتحدث باسم الرئاسة المصرية، فقد تطرق الاتصال إلى التباحث حول تطورات الأوضاع في قطاع غزة، فضلًا عن متابعة النقاش حول مسار تناول القضايا العالقة بين البلدين.
يقول محمد خيري الباحث في الفلسفة السياسية والمتخصص في الشؤون الإيرانية أن مكالمة الرئيس الإيراني للرئيس السيسي لم يكن فقط الهدف منها تهنئة السيسي بفوزه في الانتخابات الرئاسية بل تناقش الطرفان في مصير الأوضاع في قطاع غزة وجهود وقف الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين بالإضافة إلى جهود تأمين الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب في ظل استمرار المناوشات الحوثية في البحر الأحمر بحق السفن التجارية التابعة لشركات إسرائيلية.
وأضاف أن هناك تباينات كثيرة في وجهات النظر بين القاهرة وطهران أبرزها أن القاهرة تعتبر السلطة الفلسطينية هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني في حين لا ترى إيران ذلك في السلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى أن القاهرة توافق على إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ في حين تختلف إيران مع العرب والعالم كله في تلك النقطة، وبالتالي كان لابد من تنسيق المواقف بين الطرفين حيال تلك القضية.
وأشار إلى أن الفترة المقبلة ستشهد تواصلا مستمرا بين القاهرة وطهران حيال الكثير من المواقف السياسية المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط وفي القلب منها القضية الفلسطينية.
بينما قال الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، علي رجب، إن الاتصال الهاتفي بين الرئيس السيسي والرئيس الإيراني، هو نتاج مباحثات المسؤولين من البلدين خلال ما عرف إعلاميًا بالجلسات الاستكشافية بين مصر وإيران برعاية عراقية.
وأضاف رجب لـ"الرئيس نيوز"، أن التقارب بين مصر وإيران هو وليد سياسات متبعة في المنطقة تريد تصفير المشاكل، وبدأت بإنهاء الخلافات بين الرباعي العربي (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) من جهة، وقطر من جهة أخرى، ثم التقارب الخليجي مع تركيا وإيران، وكذلك إنهاء الخلاف المصري التركي، وحاليا محاولات لإنهاء الملفات العالقة بين مصر وإيران.
وعن أبرز الملفات العالقة، أوضح الباحث في الشؤون الإيرانية، أن الأوضاع في غزة، فالقاهرة تريد إطلاع القوى الفاعلة في الملف الفلسطيني، على أخر التطورات، فإيران وحلفائها في المنطقة انخرطوا في الحرب ضد إسرائيل، حزب الله من جهة، والحوثيين من جهة أخرى.
وتابع أن الملف العراقي والسوري من المؤكد أنه حاضر أيضا في محادثات الرئيسين، وأن القاهرة تريد أن ترفع إيران يديها عن الشأن السوري والعراقي. موضحًا أن الملف الرئيس العالق بين مصر وإيران هو رفض القاهرة سياسة إيران في التدخل في الشؤون العربية.
وأشار إلى أنه على الرغم من التمثيل الدبلوماسي المحدود بين مصر وإيران إلا أنه من المؤكد أن الأجهزة السيادية في البلدين يحدث بينهما تبادل للمعلومات وتشاور بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ولفت رجب إلى أن هناك فرص استثمارية كبيرة بين مصر وإيران، ومن المؤكد الشروع فيها بمجرد إنهاء الملفات العالقة.
والتقى السيسي ورئيسي في نوفمبر للمرة الأولى وذلك على هامش القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية في الرياض.
وكانت العلاقات بين القاهرة وطهران متوترة بوجه عام خلال العقود الماضية لكن البلدين حافظا على بعض الاتصالات الدبلوماسية.
وتأتي المكالمة الهاتفية في أعقاب تحركات أخرى قامت بها دول في المنطقة لتخفيف التوتر في الأشهر القليلة الماضية.
واستأنفت السعودية وإيران العلاقات الدبلوماسية في وقت سابق من العام بينما أنهت مصر خلافها مع قطر وأعادت العلاقات مع تركيا.