هول الحرب في اعترافات جندي إسرائيلي مُنسحب من غزة

جندي إسرائيلي يصرخ أمام أعضاء الكنيست من هول ما شاهده في حرب غزة: أتخيل الآن قذائف (آر بي جي) تطير فوق رأسي، وأتبول على نفسي ليلًا من الخوف، وأضرب زوجتي يوميًا.

اعترافات صادمة أدلى بها الجندي أفيخاي ليفي، الذي انسحب من معارك غزة، أمام لجنة عقدت في الكنيست للناجين من المعارك والمعاقين، عبّر خلالها عن الخوف والقلق والحالة النفسية المتردية التي يمر بها والتي وصلت إلى مرحلة التبول اللاإرادي.

وعن ما شاهده من أهوال خلال قتاله مع جيش الاحتلال المتوغل في قطاع غزة، قال  ليفي: أتخيل الآن أن قذائف (آر بي جي) تطير فوق رأسي، وأتخيل نفسي داخل الجرافة وأقاتل وأشم رائحة الجثث.

وأضاف: أضرب زوجتي يوميًا، وأتبول على نفسي خلال نومي من الخوف، وإذا لم أشرب زجاجة كحول كاملة فلا يجد النوم إلي عيني سبيلًا.

وحمّل ليفي مسؤولية ما يحدث في غزة لرفاقه في عنق حكومة الاحتلال، قائلا: إن هذه الحكومة تخلت عنا في الحرب.

وتابع الجندي الإسرائيلي منفعلًا: أقوم بجمع الجرحى بيدي هاتين، أين أنتم؟، تتكلمون عن المعاقين الجدد، في الوقت الذي يوجد فيها معاقون هنا، وهناك العشرات منهم تم التخلي عنهم، أنا أتكلم عن نفسي تم التخلي عني.

إصابة 5 آلاف جندي

وأصيب أكثر من 5 آلاف جندي إسرائيلي منذ يوم السابع من أكتوبر الماضي ووصلوا إلى المستشفيات، فيما اُعتبر ألفان منهم كمعاقين عسكريين؛ ما يعني أنهم أصيبوا بإعاقة دائمة ولن يخوضوا الحرب مرة أخرى.

وأوضح ليفي خلال إفادته: أنا قتلت رجالًا بيدي من أجلكم وأنتم تقولون إن الإرهابيين تلطخت أيديهم بالدماء، أنا قتلت من أجلكم أكثر من 40 إنسانًا، والآن لا أحصل على علاج نفسي، أشتكي بسبب الصدمة التي عشتها، أنا أتبول على نفسي ليلًا، إنهم يأتون في كوابيسي ويسألون: لماذا قتلتنا؟.

انسحاب لواء جولاني

وتزامنت تصريحات الجندي الإسرائيلي مع نشر مقاطع فيديو أخرى لانسحاب جنود لواء جولاني من الحرب بعد تكبدهم خسائر بشرية كبيرة.

لكن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عقّب على انسحاب لواء جولاني قائلا: إنها استراحة محارب.

ارتفاع قتلى جيش الاحتلال

وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، بأن 8 من جنوده، على الأقل، قتلوا في العمليات العسكرية الدائرة في قطاع غزة.

وقال الجيش، في بيان، إن أعمار الجنود الذين سقطوا تراوحت بين 19 و30 عامًا، أغلبهم من جنود الاحتياط.

وتشمل القائمة 3 قتلى ينتمون إلى كتيبة المهندسين 603، ورابع ينتمي إلى الكتيبة 77، وسقطوا جميعهم في معارك بجنوب قطاع غزة.

كما سقط جنديان إسرائيليان من الكتيبة 7810، وآخران من الكتيبة 6646، في معارك بوسط قطاع غزة. 

وفي الأثناء، أجرى رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي، تقييمًا للوضع مع قوات فرقة المظليين 98 واللواء 84 في خان يونس جنوب قطاع غزة. 

وقف إطلاق النار في غزة

وبينما تواصل القوات الإسرائيلية حملتها العسكرية في غزة، حثّ الرئيس الأمريكي جو بايدن السبت، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على حماية المدنيين، مع التأكيد على عدم مطالبته بوقف إطلاق النار في القطاع.

وفي التفاصيل، أعلن البيت الأبيض في بيان، أن المكالمة أتت غداة إصدار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا ينص على زيادة المساعدات لغزة، لكن بايدن لم يطالب بوقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

وشدد الرئيس الأمريكي على الحاجة الماسة لحماية السكان المدنيين، بمن فيهم أولئك الذين يدعمون عملية المساعدات الإنسانية، وأهمية السماح للمدنيين بالانتقال بأمان بعيدا عن مناطق القتال المستمر.

كما قال بايدن للصحفيين في البيت الأبيض في وقت سابق السبت، إنه أجرى مكالمة طويلة مع نتنياهو وصفها بأنها محادثة خاصة ولم يطلب وقف إطلاق النار.

وأورد البيت الأبيض -في بيانه- أن بايدن ونتنياهو ناقشا أهداف ومراحل الحملة العسكرية الإسرائيلية وكذلك أهمية تأمين إطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين.

إلى المرحلة الثالثة!

يشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي كان أعلن أنه يستعد للانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب في غزة خلال الأسابيع المقبلة، مبينًا أنه سيكون قتالا بشكل مستهدف، على أن يتم وقف الاجتياح البري، وتسريح عناصر من قوات الاحتياط، وتقليص العمليات العسكرية، والانتقال إلى عمليات واغتيالات محددة، وإقامة منطقة عازلة آمنة داخل قطاع غزة.

وكانت المرحلة الأولى من الحرب شهدت غارات جوية وبرية وبحرية مكثفة، فيما تضمنت المرحلة الثانية اجتياحا بريا موسعا بالدبابات.

في حين تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية من قصف وتوغل بري في قطاع غزة منذ 11 أسبوعًا، والتي أسفرت عن استشهاد ما يقرب من 20 ألفا، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية، ويُعتقد بأن آلاف الجثث الأخرى لا تزال تحت الأنقاض.

وبلغت حصيلة قتلى جيش الاحتلال المعلنة منذ السابع من أكتوبر، حتى صباح الأحد، 479 قتيلا، بينهم 152 منذ بدء التوغل البري في قطاع غزة، وغالبيتهم العظمى من قوات النخبة النظامية والاحتياط.