وزير دفاع بريطاني سابق يكشف "الجهل المروع" لقادة العالم بقطاع غزة
شكك موقع إنترسبت الأمريكي في أن يكون الأشخاص الذين يديرون العالم يعرفون حقًا ما يكفي من الحقائق الأساسية حول العالم، واستشهد الموقع المتخصص في الصحافة الاستقصائية بمقال نشر مؤخرًا حول الهجوم الإسرائيلي المستمر الآن على غزة، وهو مقال بقلم السياسي البريطاني البارز ووزير الدفاع السابق بن والاس.
وأكد الموقع أن مجرد التفكير في أن والاس لا يعرف ما يكفي عن قطاع غزة هو أمر مرعب، وتكمن المشكلة هي أن والاس يولي أهمية كبيرة لميثاق حماس الأصلي لعام 1988، وهو ميثاق معادٍ للسامية بشكل صريح ويرفض أي تعايش مع إسرائيل.
ولكن يبدو أن والاس لا يعلم أن حماس أصدرت ميثاقًا جديدًا في عام 2017 وفيه تؤكد حماس أن “صراعها هو مع المشروع الصهيوني وليس مع اليهود بسبب دينهم” وبينما يرفض الميثاق المعدل شرعية الصهيونية، فإنه يقبل “إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة ومستقلة، وعاصمتها القدس على خطوط الرابع من يونيو 1967، مع عودة اللاجئين والمهجرين إلى ديارهم التي طردوا منها لتكون صيغة توافق وطني”.
وأكد الموقع الأمريكي أن إشارة ميثاق حماس الجديد إلى خطوط الرابع من يونيو 1967 – قبل أن تستولي إسرائيل على الضفة الغربية وقطاع غزة في حرب الأيام الستة – تعتبر بمثابة قبول لوجود إسرائيل داخل الحدود التي كانت لها في ذلك الوقت، وهي ليست من نوع المعرفة الغامضة المتاحة لعدد قليل وكان من الممكن أن يعرف والاس عنها من خلال قراءة أي صحيفة في ذلك الوقت، مثل صحيفة التليجراف، على سبيل المثال، وهي الصحيفة التي كانت تنشر عمود والاس.
ولكن فشل والاس في الاستشهاد بالميثاق الحالي لحماس أمر مزعج بشكل خاص لأن وجهة نظره الإجمالية معقولة تماما ويشير إلى آثار يوم الأحد الدامي عام 1972، عندما قتلت القوات البريطانية في أيرلندا الشمالية 14 متظاهرا.
وكتب: "بما أن الليل يتبع النهار، فإن التاريخ يبين لنا أن التطرف يتبع القمع وأن إسرائيل تسير على نفس المسار، وستعمل تكتيكاتها على تأجيج الصراع لمدة 50 عامًا أخرى... وكل ما سيحققه هذا العمل هو انقراض، ليس المتطرفين، بل صوت الفلسطينيين المعتدلين الذين يريدون حل الدولتين”.
ومع ذلك، يضيف والاس أن “ميثاق حماس يبدو كدستور منظمة سلفية جهادية معادية للسامية ومعادية للديمقراطية وهي ليست مهتمة بالتعايش السلمي مع إسرائيل"، وزعم أنه لا يمكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع حماس ما لم تكن مستعدة للإعلان عنه؛ وحتى ذلك الحين، سيتعين عليهم التعهد بتعديل ميثاقهم للقيام بذلك.
ولكن ما لا يعرفه والاس هو أن ذلك التعديل تم بالفعل منذ 6 سنوات، وبالنظر إلى صياغة والاس، فمن غير المرجح أنه كان مخادعًا عن عمد في فشله في ملاحظة الإصدار الأحدث لميثاق حماس لعام 2017؛ ويكاد يكون من المؤكد أنه لا يعرف أنه موجود، والمصيبة هي أن والاس لا يزال في البرلمان البريطاني وهذا أمر مهم لسببين.
أولا، لا يشكل ميثاق حماس السائد - أي ميثاق عام 2017 - حاجزًا لا يمكن التغلب عليه أمام حل الدولتين والسلام وعلاوة على ذلك، ورغم أن الإشارة إلى هذا الأمر لا تحظى بشعبية، فقد أبدى قادة حماس استعدادهم لقبول حل الدولتين في مناسبات عديدة.
في عام 2009، خلص معهد الولايات المتحدة للسلام، وهو مركز أبحاث تموله الحكومة الفيدرالية، إلى أن "حماس قامت بتعديل برنامجها السياسي بعناية ووعي لسنوات وأرسلت إشارات متكررة بأنها قد تكون مستعدة للبدء عمليًا في التعايش مع إسرائيل"، ولوحظ منذ هجمات 7 أكتوبر أن الهجمات الانتقامية للاحتلال الإسرائيلي قد زادت من اهتمام الولايات المتحدة بإقامة دولة فلسطينية ومن الممكن أن تكون أجزاء من حماس تريد في الواقع حل الدولتين.
ثانيا، يتعين أن نتقبل أن العديد من الأشخاص الذين يتربعون على قمة السلطة في العالم ليس لديهم أدنى فكرة عما يتحدثون عنه.
وبالمثل، سيكون الفلسطينيون أكثر سعادة إذا تمكن أشخاص مثل والاس، الذي استمرت فترة ولايته كوزير للدفاع في المملكة المتحدة لمدة أربع سنوات، من معرفة تاريخهم على الأقل على مستوى ويكيبيديا ويمكن لوالاس أن يتعلم أساسيات حزب الليكود، الذي يرأسه حاليًا بنيامين نتنياهو ويعلن برنامج الحزب الأصلي لعام 1977 أنه بين البحر والنهر "لن تكون هناك سوى السيادة الإسرائيلية"، ولكن، بطبيعة الحال، لا يوجد أي ضغط على والاس وأمثاله للتعرف على الحقائق، بل إن كل الضغوط تدفعهم في الاتجاه الآخر.