وسط اشتباكات ضارية.. قصف إسرائيلي مكثف على مختلف مناطق قطاع غزة
يستمر القصف الإسرائيلي على قطاع غزة في اليوم الثامن والسبعين على بدء العدوان الإسرائيلي، بعدما كان تواصل طوال الليل.
وتواصل قوات الاحتلال القصف المدفعي الكثيف على مخيم جباليا ومدينة غزة في شمال القطاع، بينما تدور اشتباكات ضارية بين المقاومة وجيش الاحتلال في جميع محاور التوغل على تخوم مخيم جباليا.
وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، السبت، أن مقاتليها يخوضون اشتباكات مع قوات إسرائيلية متوغلة في منطقة جباليا البلد شمال قطاع غزة.
وذكرت الكتائب عبر قناتها على تطبيق تليجرام، أن مقاتليها استخدموا خلال الاشتباكات عبوات العمل الفدائي وقذائف "الياسين 105" المضادة للدروع والقذائف المضادة للأفراد والتحصينات، و"أوقعوا خلالها عددًا كبيرًا من الجنود الإسرائيليين بين قتيل وجريح".
كانت الكتائب، أعلنت الجمعة، قتل 5 جنود إسرائيليين في بيت لاهيا شمال قطاع غزة بين قتيل وجريح بعد استهدافهم بقذيفة مضادة للتحصينات والاشتباك معهم.
ومع استهداف الاحتلال مختلف مناطق قطاع غزة، نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية نقلت عن مصادر محلية أن طيران الاحتلال قصف منزلًا في شارع العشرين شرق مخيم النصيرات.
أما في خانيونس، استشهد 42 فلسطينيًا خلال 24 ساعة جراء قصف إسرائيلي مدفعي وبالطيران يستهدف منازل ومساكن وتجمعات للمواطنين وكذلك محيط مستشفى الأمل التابع للهلال الأحمر الفلسطيني.
أفادت وسائل إعلام فلسطينية السبت، بأن الطيران الإسرائيلي شن غارة عنيفة في محيط مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة، تزامنًا مع قصف مدفعي مكثف شرق المحافظة الوسطى بقطاع غزة.
قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، إنه قتل العشرات من مقاتلي حركة "حماس"، موضحًا أنه في إطار الأنشطة الميدانية في منطقة عيسى جنوب مدينة غزة، هاجمت طائرة عسكرية مبنى كان يستخدم كمقر قيادة للحركة، وقضت على مقاتلي "حماس" بداخله.
وأضاف الجيش، في بيان، أن قوات دمرت عدة مبان أخرى منها مباني استخدمت كمواقع عسكرية لـ"حماس" في حي بقشي وسط القطاع، وعثرت القوات على مخزون من "وسائل القتال" داخل روضة أطفال، مشيرًا إلى أن عبوات ألعاب الأطفال احتوت على قذائف هاون ورؤوس منفجرة وقذائف مضادة للدروع من نوع RPG.
وأشار الجيش إلى أنه في مدينة غزة قضت القوات على "خلية مسلحة"، إذ رصدت القوات 3 مسلحين في ضواحي مخيم الشاطئ أطلقوا النار نحو الجيش، فقضت عليهم القوات الجوية.
وأعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، السبت، قصف توغل محدود لآليات عسكرية إسرائيلية على حافة شرق رفح.
وأضافت "سرايا القدس" أن قواتها أصابت الآليات العسكرية الإسرائيلية، إصابات مباشرة.
وفي السابع من أكتوبر الماضي، بدأ الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا على قطاع غزة أدى إلى استشهاد 20057 فلسطينيًا، وجرح 53320 آخرين معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى دمار هائل وأزمة إنسانية متفاقمة.
وفي مجلس الأمن، بات وقف عرقلة دخول المساعدات إلى القطاع قرارًا ملزمًا في مجلس الأمن؛ صدر بعد مفاوضات شاقة فرضتها الولايات المتحدة تمكنت خلالها من تقليم عناصر أساسية فيه، لكنه أعطى في صياغته الأخيرة الأمم المتحدة صلاحية التحقق من مدى التزام إسرائيل تسهيل دخول المساعدات وتوزيعها في كل مناطق القطاع.
في غضون ذلك، يتواصل تصعيد الاحتلال في الضفة إذ شنت قواته فجر اليوم السبت حملة اقتحامات واسعة شملت مخيم الدهيشة قرب مدينة بيت لحم، ومدينة الخليل، وبلدة بيتا وقرية قريوت جنوب نابلس، وكذلك مدينة جنين ومخيمها.
قالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، اقتحمت مدينة ومخيم جنين، فجر السبت.
وأكد شهود عيان أن عددًا كبيرًا من الآليات العسكرية الإسرائيلية، ترافقها جرافة D9، اقتحمت المدينة والمخيم، من حاجز الجلمة، وأن اشتباكات دارت بين الشبان وقوات الاحتلال.
وأشار الشهود إلى أن عدة آليات عسكرية تمركزت قرب مستشفى جنين الحكومي، بالقرب من (دوار الحصان)، المحاذي لمخيم جنين، فيما دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات إضافية من عدة محاور.
وذكر الشهود أن قوات الاحتلال داهمت عدة بنايات مطلة على مخيم جنين، ونشرت القناصة بداخلها وعلى أسطحها.
كما أكدوا انقطاع التيار الكهربائي عن مخيم جنين وعدة أحياء في المدينة تزامنا مع اقتحام قوات الاحتلال.
وبينما قطع الاحتلال الكهرباء عن المخيم، أظهرت مقاطع مصورة غرق شوارعه بمياه الأمطار بعد تدمير جرافات الاحتلال للبنية التحتية.
وقد نقلت وكالة "وفا" عن شهود عيان في جنين أن اشتباكات دارت بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال.
وتشهد الاقتحامات في الضفة تفتيشًا للبيوت وتخريبًا لمحتوياتها وعمليات اعتقال واسعة، ازدادت حدتها منذ السابع من أكتوبر.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية الجمعة، إن الوزير أنتوني بلينكن تحدث هاتفيًا مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، وناقش معه جهود إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة "حماس" في غزة، وكذلك، زيادة حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى القطاع.
ولفتت الخارجية الأمريكية إلى أن بلينكن شدد على أهمية إجراءات منع النزاع من التوسع، بما في ذلك خطوات تهدئة التوتر في الضفة الغربية، وتجنب التصعيد في لبنان.
وذكرت الخارجية في بيانها أن بلينكن جدد التأكيد على أن إسرائيل يجب أن تتخذ كل الإجراءات الممكنة لـ"تجنيب المدنيين الأذى"، والتأكيد على التزام الولايات المتحدة بـ"دعم خطوات ملموسة تجاه إقامة دولة فلسطينية في المستقبل".