لعبة "القط والفأر".. ارتفاع أسعار الذهب ومعاناة الدولار في بداية أسبوع التداول
على الرغم من ارتفاع الذهب، إلا أن المعدن الثمين لم يتمكن من تمديد مكاسبه لأعلى من 2040 دولارًا أمريكيًا للأوقية الواحدة، مما ألقى بظلال من الشك على أي ارتفاعات أخرى على المدى القريب، وعلى الرغم من أن مؤشر الدولار الأمريكي واصل الارتفاع، إلا أن صحيفة نيويورك بوست أكدت أنه كان مجرد تسارع من انخفاضه من أدنى مستوياته في ديسمبر، وهو ما يصب في مصلحة الذهب عادة.
وكان مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وهو الاسم الشهير للبنك المركزي الأمريكي، قد قرر في آخر اجتماع له تثبيت سعر الفائدة الفيدرالية وتركها دون تغيير.
وأشار محافظ الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، إلى نجاح نسبي لصناع السياسة النقدية في احتواء التضخم القياسي الذي سجل بالولايات المتحدة، بل وألمح في مؤتمر صحفي عقب قرار الفائدة، إل إمكانية خفض سعر الفائدة اعتبارًا من العام 2024، الأمر الذي انعكس على الفور على أداء الدولار الأمريكي الذي أصيب بالضعف ولا يزال الدولار يبحث عن محفزات ليصعد إلى المستوى الذي يعيد إليه مكانته كأحد أصول الملاذ الآمن التي يفضلها المستثمرون، وفي الأثناء انخفضت عوائد سندات الخزانة الأمريكية.
وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل 6 من العملات الرئيسية، نحو 102.00 وخسر أكثر من 0.30%، وأدى انخفاض الدولار في هذا النطاق إلى ارتفاع شهية المخاطرة وهو الوضع الذي استفاد منه الذهب من ناحية، والأصول مرتفعة المخاطرة، فارتفعت أسهم وول ستريت مرة أخرى محققة مكاسب قياسية، حيث أغلق مؤشر داو جونز عند مستوى قياسي.
وأصدر قطاع الإسكان الأمريكي بيانات متضاربة، مع ارتفاع عدد المنازل التي بدأ بناؤها إلى 1.56 مليون، متجاوزًا توقعات السوق، لكن تصاريح البناء انخفضت إلى 1.46 مليون، كما استفاد اليورو من ضعف الدولار، ولا يزال اليورو بانتظار بيانات اقتصادية مهمة، ومن المقرر صدور مؤشر أسعار المنتجين الألماني اليوم الأربعاء، في حين سيصدر يوروستات تقرير الحساب الجاري لشهر أكتوبر، وناتج البناء، وثقة المستهلك لشهر ديسمبر.
وإجمالًا، كما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، ارتفع الدولار الأمريكي على نحو طفيف خلال الجلسة الأوروبية، اليوم الأربعاء، بينما يترقب المتداولون فرص خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة قريبًا. وفي وقت كتابة هذا الخبر، ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.09% مسجلًا 102.26.
وبدت تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي منافية لتوقعات خفض الفائدة بعد اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية الأسبوع الماضي، والذي تضمن جدولة لثلاثة تخفيضات فائدة في عام 2024، مما أشعل موجة صعود في الأسواق المالية.
ويتوقع المستثمرون احتمالًا بنسبة 69٪ لحدوث أول خفض في اجتماع الفيدرالي في مارس، تليها احتمالية بنسبة 63.3٪ لخفض آخر في مايو، ومن جانبه، كرر رافائيل بوسيتيك، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، أمس الثلاثاء، تصريحات سابقة، بأنه يتوقع خفضين للفائدة في النصف الثاني من العام، لكنه أضاف أنه لا يوجد “سبب مُلح” الآن لخفض الفائدة وفي نفس اليوم، قال توماس باركن، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، إن قدرة البنك المركزي على الوفاء بتوقعات خفض الفائدة تعتمد على أداء الاقتصاد.
وارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.13٪ إلى 102.25، بعد انخفاضه بأكثر من 0.3٪ في اليوم السابق ووصوله إلى أدنى مستوى له في أربعة أشهر عند 101.76 الأسبوع الماضي.