عاجل| مؤشرات على قرب وقف الحرب على غزة.. دلالات زيارة "هنية" إلى القاهرة
بدا أن صفقة وشيكة بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة الفقير والمحاصر، اقتربت في الاختمار برعاية مصرية قطرية، لكن ليس من الواضح تفاصيل الصفقة هل ستكون وقفا شاملا لإطلاق النار، أم مؤقتا لتبادل الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية والوقود للقطاع.
ويمر القطاع الفلسطيني بأسوء ظروف إنسانية، يسعى من خلالها الاحتلال جعل العيش في القطاع مستحيلا، إذ يحرم القطاع الذي يسكن فيه نحو مليونين ونصف المليون نسمة، من أبسط مقومات الحياة، فيستهدف البنية التحتية، من ماء وكهرباء وشبكات صرف صحي.
وتجاوز أعداد الشهداء الفلسطينيين منذ بدء العدوان الغاشم، نحو ٢٠ ألف شهيد، بينهم ٧٠٠٠ طفل، و٥٠٠٠ امرأة.
وقالت تقارير فلسطينية إن وفدا من "حماس" يضم رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية ورئيس الحركة في الخارج خالد مشعل، وصل إلى مصر خلال الساعات القليلة المقبلة؛ لإجراء مباحثات مع رئيس جهاز المخابرات العامة، الوزير عباس كامل، وكبار المسؤولين المصريين لبحث ملفي التهدئة والأسرى.
ومن المرتقب وفق المصادر، بحث إيقاف شامل لإطلاق النار، وتحرير أسرى من قيادات كتائب القسام لدى الجانب الإسرائيلي، وإطلاق سراح جميع المحتجزين، وانسحاب للآليات العسكرية إلى حدود غلاف غزة، ومستقبل القطاع في إطار سلطة فلسطينية موحدة.
وقال رئيس دولة الكيان الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، إنه أوفد رئيس جهاز الموساد مرتين لأوروبا لبحث صفقة وشيكة لتبادل الأسرى.
وأبلغ هرتسوغ، السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى تل أبيب أن إسرائيل جاهزة لهدنة في غزة مقابل إطلاق سراح المحتجزين. وقال هرتسوغ لنحو ممثلي 80 دولة في البلاد: “إسرائيل مستعدة لعقد هدنة إنسانية أخرى مقابل إطلاق سراح الأسرى”.
الباحث في الشؤون العربية عصام سلامة يقول لـ"الرئيس نيوز": حماس والمقاومة لا يريدون وقف مؤقت لإطلاق النار، بل وقف دائم وإنهاء الحصار، وهو ما تماطل فيه دولة الاحتلال، لكن تبدو المؤشرات أنه تم الاقتراب من حسم العديد من تلك الملفات.
يشير سلامة إلى أن التطورات الأخيرة المتعلقة بقتل الأسرى الإسرائيليين عن طريق الخطأ من قبل الاحتلال، عقدت الأمور أكثر، وسرعت من مساعي إتمام الصفقة، إلى جانب الخسائر الكبيرة في صفوف القوات حراء العمليات النوعية التي تنفذها المقاومة من المسافة صفر.
ملفات النقاش
ووفق تقارير فإن مناقشات الوفد الحمساوي في القاهرة ستتناول وقف العملية العسكرية الإسرائيلية والحرب تمهيدا لصفقة تبادل بين الأسرى وإنهاء الحصار على قطاع غزة وإدخال المساعدات وكذلك انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع وعودة النازحين لمدنهم وقراهم في غزة وشمال القطاع.
لكن لا مؤشرات حول الموقف الإسرائيلي من سحب آلياته التي دخلت قطاع غزة، إذا ما تم إيقاف الحرب، لكن صحف عبرية تقول إن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيصبح عالقا في قطاع غزة إذا ما توقفت الحرب.
ووفق سكاي نيوز، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أمس الثلاثاء، إن تل أبيب تدرس تقديم تنازلات في صفقة تبادل الأسرى المفترضة مع حركة حماس، مع تزايد الإشارات على اقتراب هذه الصفقة.
وذكرت الصحيفة، إن إسرائيل تفكر في تقديم تنازلات لإبرام الصفقة، فهي تعرف الثمن الباهظ التي تطالب به حماس في الصفقة الجديدة.
ونقلت عن مسؤول لم تكشف اسمه بأن إمكانية الإفراج عن "أسرى خطيرين" واردة.
وذكر المسؤول إنه من الممكن إطلاق أسرى فلسطينيين مهمين حتى ممن أدينوا بعمليات قتل فيها إسرائيليون ممكن لإتمام الصفقة.
الجدير بالذكر أن زيارة هنية لمصر هي الثانية منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر، بعد زيارته الأولى في التاسع من نوفمبر.
ونجحت الوساطة المصرية القطرية في التوصل إلى هدنة استمرت ثمانية أيام في أواخر نوفمبر، أطلق فيها سراح 80 إسرائيليا اقتيدوا رهائن إلى غزة مقابل 240 أسيرا فلسطينيا في إسرائيل.
ووفق مصادر عبرية، ارتفع عدد الجنود والضباط الإسرائيليين القتلى المعلن إلى ٤٦٥ منذ ٧ أكتوبر و١٣٣ منذ بدء العملية البرية على قطاع.