هزيمة تاريخية لـ"الوفد".. يمامة يكرر سيناريو نعمان جمعة في انتخابات الرئاسة
بين ماضٍ عريق وحاضر يشوبه الغموض ومستقبل مجهول وسط صراعات الجبهات والخلافات التي تهدد بقاءه، مُنِيَ حزب الوفد بهزيمة تاريخية بعد خسارة رئيس الحزب عبدالسند يمامة الانتخابات الرئاسية، والتي وصفت بالـ"المهينة" لبيت الأمة.
وحلَّ رئيس حزب الوفد، عبد السند يمامة، في المرتبة الرابعة، إذ حصل على 822606 أصوات بنسبة 1.9% من إجمالي 44 مليونًا و288 ألفًا و361 صوتًا صحيحًا، بعد الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، الذي حصل على 39 مليوناً و702 ألف 451 صوتاً بنسبة 89.6%، ورئيس حزب الشعب الجمهوري، حازم عمر، الذي حصل على مليون و986 ألفًا و352 صوتًا بنسبة 4.5%، ورئيس حزب المصري الديمقراطي، فريد زهران، الذي حصل على مليون و776 ألفًا و952 صوتًا بنسبة 4%.
وبحسب ما أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات، في مؤتمر صحفي اليوم الإثنين، بلغ عدد الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية 44 مليونًا و777 ألفًا و668 ناخبًا بنسبة مشاركة 66.8%، من إجمالي المقيدين في جداول الناخبين، والبالغ عددهم 67 مليونًا 32 ألفًا 438 ناخبًا فوق سن 18 عاماً، من إجمالي عدد السكان البالغ 104 ملايين نسمة.
سقوط مدوِّي
سقوط "الوفد" المدوِّي في انتخابات الرئاسة 2024، يعد الهزيمة التاريخية الثانية التي تلقاها الحزب العريق بعد عقدين من الزمن، حيث كانت الأولى عندما خسر رئيس الحزب الأسبق نعمان جمعة السباق الرئاسي في 2005.
وجاء نعمان جمعة في المرتبة الثالثة، إذ حصل على 208891 صوتًا بنسبة 3% من إجمالي 7.1 مليون صوتًا صحيحًا، بعد الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي حصل على 6.3 مليون صوتًا، ورئيس حزب الغد آنذاك أيمن نور الذي حصل على 540405 صوتًا.
وخرج نعمان جمعة عقب إعلان نتيجة الانتخابات ليُثني على الرئيس مبارك، ووصفه بأنه "بطل قومي"، وقال إنه تم إجباره على خوض السباق الرئاسي من قبل الهيئة العليا لحزب الوفد، وإن ترشحه كانت خطة ومؤامرة أعدها البعض للاستيلاء على الحزب.
هزيمة نعمان جمعة في الانتخابات الرئاسية فجَّرت خلافات حادة وصدام بين قيادات بيت الأمة، حتى وصل الأمر إلى إطاحة الهيئة العليا في بداية عام 2006 برئيس حزب الوفد، واتهمته بمخالفة قرارات الوفد ومبادئه، ليدخل الحزب في دائرة من الصراعات.
غضب داخل الوفد
ما أشبه الليلة بالبارحة، فقد ألحق رئيس الحزب الحالي عبدالسند يمامة -الذي وصف ترشحه للانتخابات الرئاسية 2024 بـ"الفرصة التاريخية" للفوز بها- بحزب الوفد "الهزيمة التاريخية" الثانية بحصوله على نسبة أصوات مشابهة لسلفه نعمان جمعة في 2005.
وكما كان الحال قبل 18 عامًا داخل بيت الأمة، فجَّرت خسارة عبدالسند يمامة في الانتخابات الرئاسية 2024، حالة من الغضب بين قيادات وشباب وأعضاء الوفد.
استقالة رئيس الحزب
حالة الغضب المتصاعدة تشير إلى جر الوفد إلى دائرة من الصراعات والخلافات، قال رئيس الحزب الأسبق السيد البدوي إن حلَّها يكمن في استقالة عبدالسند يمامة من رئاسة الحزب.
وشهدت الفترة اللاحقة لقرار عبدالسند يمامة بخوض الانتخابات الرئاسية خلافات داخل بيت الأمة، لإصرار رئيس الوفد على الترشح، رغم اعتراض قيادات بالحزب، لعدم طرح الأمر على الهيئة العليا للتصويت.
الخلافات التي صاحبت ترشح رئيس الوفد في الانتخابات الرئاسية 2024، عقَّب عليها عبدالسند يمامة في تصريحات سابقة لـ"الرئيس نيوز"، بأنه إذا خسر الانتخابات بأصوات أقل من المتوقع سيترك رئاسة الحزب.
وعن ما إذا كان يعتزم يمامة التنحي عن رئاسة الوفد، قال سكرتير عام الحزب ياسر الهضيبي، إنه ناقش المرشح الرئاسي الخاسر في هذا الأمر وأكد أنه لا يرغب في الاستقالة.
ويسعى الحزب بعد خسارة انتخابات الرئاسة إلى إعادة هيكلة قواعده التنظيمية، وإعداد كادر جديد لخوض سباق الرئاسة 2030، وفق الهضيبي.
وعلى وقع الأزمة السياسية التي يتعرض لها حزب الوفد بعد الهزيمة التاريخية في انتخابات الرئاسة، من المقرر أن تجتمع الهيئة العليا للحزب، يوم الأربعاء المقبل، لمناقشة نتيجة الانتخابات.
يشار إلى أن أول رئيس لحزب الوفد الذي تشكل في عشرينيات القرن الماضي، بعد الثورة الشعبية عام 1919، كان سعد زغلول وتلاه مصطفى النحاس ثم تم حل الحزب في الخمسينيات بعد قرار ثورة يوليو 1952 بإلغاء الأحزاب، لكن أعيد تشكيله في النصف الثاني من السبعينيات برئاسة القطب الوفدي فؤاد سراج الدين الذي ظل رئيسا حتى رحيله عام 2000.
وجرت العملية الانتخابية تحت إشراف قضائي من خلال نحو 15 ألف قاض، من مختلف الجهات والهيئات القضائية، تولوا الإشراف على 11 ألفاً و631 لجنة اقتراع فرعية في 9376 مركزاً انتخابياً تخضع لإدارة وإشراف الهيئة الوطنية للانتخابات.
وفترة الرئاسة في مصر، هي 6 سنوات وفق تعديلات دستورية أجريت في عام 2019، وقضت بتمديد فترة الولاية من 4 إلى 6 سنوات.
وسبق التصويت في الداخل الذي أجري في الفترة من 10 إلى 12 ديسمبر الجاري، اقتراع المصريين بالخارج، أيام 1 و 2 و 3 ديسمبر، في 137 سفارة وقنصلية في 121 دولة حول العالم.