طائرة حولته لأشلاء.. مراسل الجزيرة يروي تفاصيل استشهاد المصور سامر أبو دقة
كشف الصحفي وائل الدحدوح، مراسل قناة الجزيرة، تفاصيل استشهاد زميله المصور سامر أبو دقة بعد أن استهدفه جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
وقال الدحدوح في مداخلة مع برنامج "حضرة المواطن" المذاع على قناة "الحدث اليوم": "ممارسة العمل في ظل هذه الظروف ليست بالأمر الهين وحتى نحن نجد صعوبة في فهمه ولكن هي هكذا الأشياء سامر من أشجع الزملاء ومن أكثر الزملاء الذين عملت معهم وكان بمثابة المصور الخاص بالنسبة لي".
وأضاف: "كنا في مهمة رسمية وكان هناك تنسيق مع جيش الاحتلال الإسرائيلي ولكن بعد انتهائنا من عملية التصوير تم استهدافنا بشكل مفاجئ كأن عاصفة اختطفتنا؛ وسقطنا على الأرض وكان معنا رجال الإسعاف".
وتابع: "حاولت أن أصل إلى سيارة الإسعاف جاهدا وطلبت من المسعفين أن يعودوا لإنقاذ الزميل سامر وقالوا يجب أن ننقذ حياتك أولا ثم نعود إلى انقاذ الزميل وكان الوقت قد مضى لخمسة ساعات أو ست ساعات ولكنه كان توفي".
وأكمل: "حين قمنا بسحب جثته بعد 5 ساعات وجدنا أنه قد تخفف من درع الصحافة وحاول أن يزحف باتجاه سيارة الإسعاف ولكن يبدو أن طائرة استطلاع أخرى استهدفته بصاروخ أخر وحولته إلى أشلاء ودمرت الكاميرا التي كانت بصحبته وبعض أجزائها دخلت إلى احشائه ودفنت معه".
وواصل: "ما من مفر ونحن نعيش في هذه المرحلة ولا يوجد لدينا خيارات؛ إنسانيا الأمر غير محتمل ولكن ماذا تفعل؟ تتنحي أم ترفع الراية البيضاء؛ أصيبت ودخلت المستشفى ولكن منذ ساعات الصباح صممت على الوقوف أمام الكاميرا لأن الناس تنتظر صوت وائل الدحدوح".
وذكر: "حين نسمع ردود الأفعال من الناس وحجم التعاطف الكبير وحجم الدعم اللامتناهي يحملنا ما لا نطيق من مسؤولية أخلاقية وأدبية؛ نتعالى ونعض على الجرح ونستمر".
واختتم: "اتفهم موقف كل الزملاء الصحفيين العرب ولكن بالتأكيد يمكن للزملاء أن يقوموا بأي شيء انا لا استصغر أي جهد سواء بالكلمة أو بالمسيرات أو الاعتصام أو المقال؛ وعلى المؤسسات الصحفية العربية أن تطلع بدور أكبر في التواصل مع المنظمات الأممية الإنسانية من أجل خلق حالة ضغط على الاحتلال الإسرائيلي وعلى الأقل يتوقف عن استهداف الصحفيين".
