انتقادات وضغوط متزايدة.. مقتل الأسرى الإسرائيليين يضع مصير نتنياهو في "مهب الريح"
لفتت وكالة بلومبرج إلى تصاعد الانتقادات الموجهة إلى بنيامين نتنياهو لعدم تحركه بشكل عاجل لإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس، وازدادت الانتقادات حدةً مع نشر تفاصيل حول مقتل ثلاثة أسرى إسرائيليين بالرصاص على أيدي جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال القتال في قطاع غزة، ومقتل أسرى في وقت سابق أثناء محاولات فاشلة لتحريرهم.
وقال نتنياهو، أمس السبت، إن “عمليات القتل صدمتني بشدة، ولكن نحن أكثر تصميمًا من أي وقت مضى على الاستمرار حتى النهاية – حتى نقضي على حماس، ونعيد جميع الرهائن”، بينما تظاهر الآلاف من أجل حل دبلوماسي.
وكان اثنان من الرهائن الإسرائيليين قد قتلا على الفور، بينما أصيب الثالث في البداية، ثم قُتل في إطلاق نار بعد أن طلب نجدته باللغة العبرية.
عائلات إسرائيلية تطالب نتنياهو بالتحرك بعد مقتل الرهائن الثلاثة
في مؤتمر صحفي، شرح مسؤول عسكري تابع لقوات الاحتلال بالتفصيل الأحداث التي أدت إلى مقتل ثلاثة رهائن إسرائيليين عن طريق الخطأ في غزة على يد جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي وكان أحدهم يحمل علمًا أبيض وتعرف أحد جنود الاحتلال على الرهائن، لكن جنديًا آخر شعر بالتهديد وفتح النار، مما أدى إلى مقتل اثنين على الفور وإصابة الثالث.
ووفقًا لشبكة سي إن إن الإخبارية، كشفت تسجيلات صوتية مسربة لاجتماع بين الرهائن الإسرائيليين المحررين ونتنياهو عن غضب عارم إزاء سلوك حكومة الاحتلال، فضلًا عن الرعب المستمر لدى الأسر من جانب حماس في غزة وتم تسريب تسجيل صوتي للاجتماع بين الرهائن السابقين وأقارب بعضهم الذين ما زالوا محتجزين وحكومة الحرب الإسرائيلية، مع نشر أجزاء منه على موقع الأخبار الإسرائيلي واي نت.
ويأتي ذلك وسط تزايد الضغوط على نتنياهو لتأمين إطلاق سراح الأسرى المتبقين، ومطالبات بالتدقيق في تصرفات جنود الحملة العسكرية المكثفة التي يشنها الاحتلال في غزة.
وذكر موقع واي نت أيضا أن جهود نتنياهو للرد على الرهائن وأقاربهم قوبلت بتصريحات متوترة وغاضبة.
وسُمعت في أحد التسجيلات امرأة كانت مختطفة تم تحريرها مع أطفالها – ولكن بدون زوجها الذي لا يزال في الأسر – وهي تقول: "الشعور الذي كان لدينا هناك هو أنه لا أحد يفعل أي شيء من أجلنا والحقيقة أنني كنت في مخبأ تعرض للقصف واضطررنا إلى تهريبنا من موقع لأخر فأصبنا وهذا بالإضافة إلى المروحية التي أطلقت النار علينا في طريقنا إلى غزة”.
وأضافت الأسيرة السابقة: "ليس لدى حكومتكم أي معلومات.. نعم.. ليس لدى حكومتكم أي معلومات حول ما تعرضنا له من القصف، ولم يكن أحد منكم يعرف شيئًا عن مكان وجودنا.. أنت تدعي أن هناك معلومات استخباراتية ولكن الحقيقة هي أننا تعرضنا للقصف، ثم تم فصل زوجي عنا قبل ثلاثة أيام من عودتنا وإطلاق سراحنا ونقلنا إلى الأنفاق".
ونشرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل صورًا لأشخاص يتجمعون حاملين لافتات لمظاهرة لدعوة اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى اتخاذ إجراءات من أجل إطلاق سراح الرهائن والمحتجزين حاليا في قطاع غزة.
وفي إشارة إلى التقارير التي تفيد بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يفكر في إغراق أنفاق حماس في غزة، تابعت المختطفة السابقة: "وأنتم تتحدثون عن إغراق الأنفاق بمياه البحر؟ أنت تقوم بقصف مسار الأنفاق في المنطقة المحددة التي توجد فيها والبنات يسألونني أين والدهم؟".
وأضافت المرأة الإسرائيلية: “أنتم تضعون السياسة فوق عودة المختطفين وقد شعرنا بأن الكل تخلى عنا".
ويتعرض نتنياهو لضغوط مكثفة منذ أسابيع بشأن وضع الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين كرهائن.
وأدى الاتفاق مع حماس منذ ذلك الحين إلى إطلاق سراح العشرات من الأسرى – معظمهم من النساء والأطفال – لكن حكومة الاحتلال لا تزال تحت ضغط لتأمين إطلاق سراح الأسرى المتبقين، وواجهت تساؤلات حول الوقت المستغرق للتوصل إلى اتفاق وأعلن الاحتلال أن 136 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، من بينهم 17 امرأة وطفلا.
وبحسب رواية واي نت عن الاجتماع، روى أحد الرجال ما قاله له أفراد عائلته بعد إطلاق سراحهم إذ كانوا تحت تهديد مستمر من قصف الاحتلال ولن تتمكن من التعرف عليهم في الشارع أو في النفق وأنتم تعرضون حياتهم للخطر ومن واجبنا إعادتهم الآن.
وصرخ والد أحد الرهائن في وجه وزير دفاع الاحتلال يوآف جالانت، عضو مجلس الوزراء الحربي.
وقال لجالانت: "أنت تتجادل يا جالانت في مؤتمرات صحفية، كفاك ما تفعل، وأعدهم إلى المنزل."
وقد ألقت شهادات الأسرى المفرج عنهم بعض الضوء على ظروف احتجاز الأسرى وأشار الكثيرون إلى محدودية الإمدادات والطعام؛ وقال البعض إنهم لم يكونوا على علم بمصير أحبائهم أثناء الأسر، واحتاج عدد من الرهائن إلى رعاية في المستشفى لعدة أيام بعد إطلاق سراحهم.
وقالت امرأة كانت رهينة في الاجتماع إن أولئك الذين بقوا في الأسر يعيشون “في الوقت الضائع وهم يستلقون طوال اليوم على الفراش، ويحتاج معظمهم إلى نظارات وأجهزة سمعية تم أخذها منهم عند اختطافهم، كما أنهم يعانون من صعوبة في الرؤية والسمع، مما يؤثر على أدائهم البيولوجي بشكل أكبر وأثناء وجودي هناك، ساعدتهم على النهوض ببطء من المراتب والنشاط قليلًا".
وأضافت المرأة، بحسب التسجيل الصوتي: “لا أعرف ماذا يفعلون وكيف يتصرفون منذ أن غادرت، وبالإضافة إلى حالتهم البدنية، أشعر أنني تركتهم في حالة نفسية سيئة للغاية. أنا والذين أُطلق سراحهم قبلي، كنت شابة ونشيطة، واعتنيت بهم، ساعدتهم على التفاؤل، ولكنهم اليوم يكافحون للبقاء على قيد الحياة، لكنهم على وشك فقدان الأمل”.
واعتبر طوفان الأقصى على نطاق واسع بمثابة فشل استخباراتي إسرائيلي كبير، حيث تقدم عدد من كبار مسؤولي الدفاع والأمن في أكتوبر لتحمل المسؤولية إلى حد ما عن الأخطاء التي أدت إلى الهجمات.
وأضافت المرأة التي سمعت في التسجيل خلال اللقاء: “طوال فترة وجودنا هناك شعرنا بالتخلي عنا مرتين، مرة يوم السبت، 7 أكتوبر، عندما لم تحمينا حكومتنا ومرة ثانية كل يوم يمر لا يتم إطلاق سراحنا".