وفاة أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح
نعى الديوان الأميري الكويتي اليوم السبت، أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح عن 86 عامًا، بحسب بيان أذاعه التلفزيون الرسمي.
ونعى الشيخ محمد العبد الله الصباح وزير شؤون الديوان الأميري الكويتي، ببالغ الحزن والأسى إلى الشعب الكويتي والأمتين العربية والإسلامية وشعوب العالم الصديقة أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي انتقل إلى جوار ربه اليوم.
ولد أمير الكويت الراحل ، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح في 25 يونيو عام 1937 وهو الابن السادس لحاكم الكويت العاشر الشيخ أحمد الجابر الصباح الذي حكم البلاد في الفترة بين عامي 1921 و1950 وتلقى تعليمه في مدارس حمادة وشرق والنقرة ثم في المدرسة الشرقية فالمدرسة المباركية.
وقد تولي الشيخ نواف الأحمد مقاليد الحكم في 29 من سبتمبر عام 2020 ، وأدى اليوم التالي 30 سبتمبر 2020 اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة أميرا للبلاد ليكون الحاكم السادس عشر للكويت وفقا للمواد التي نص عليها دستور الكويت وأحكام قانون توارث الإمارة.
وتميز منذ شبابه بشخصية هادئة وحازمة ومتزنة محبة للعمل والإنجاز وأسهم في تحقيق النجاح في جميع المناصب التي تولاها خلال مسيرته في مختلف الجهات التي امتدت نحو ستة عقود بذل خلالها جهودا جبارة في تطوير العمل فيها إضافة إلى تعزيز مكانة الكويت إقليميا ودوليا.
وعلى مستوى العلاقات الإنسانية حظى باحترام ومحبة الجميع إذ دائما تعايش مع المواطنين بكل بساطة وتواضع ومحبة مشاركا إياهم أفراحهم ومعزيا لهم في فواجعهم ومصائبهم ومتلمسا لحاجاتهم ومتطلباتهم.
وزخرت مسيرة عطاء سمو أمير البلاد بالعديد من المناصب استهلها في 21 فبراير عام 1961 حين تولى أول منصب له محافظا لمحافظة حولي في عهد الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح واستمر به حتى 19 مارس عام 1978 ، وتبوأ بعدها منصبا أكبر حين ولاه الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب وزارة الداخلية التي استمر فيها حتى 26 يناير عام 1988 نجح خلالها في التغلب على كل مظاهر الإرهاب التي عصفت بالمنطقة آنذاك كما استقطب الشباب للانخراط في سلك الشرطة مخرجا دفعات من الضباط المنوط بهم حماية الأمن والأمان في البلاد.
ثم تقلد سموه منصب وزير الدفاع في 26 يناير عام 1988 إذ قام بتطوير العمل بشقيه العسكري والمدني وعمل على تحديث وتطوير معسكرات الوزارة ومدها بالأسلحة والآليات الحديثة لتقوم بواجبها الوطني في الدفاع عن الكويت وحمايتها من المخاطر الخارجية.
وفي الغزو العراقي لدولة الكويت في الثاني من أغسطس عام 1990 الذي استمر قرابة سبعة أشهر تجلى الدور الكبير لأمير الكويت الراحل إذ عمل على تجنيد كل الطاقات العسكرية والمدنية من أجل تحرير البلاد وأدى دورا بارزا في قيادة المقاومة وتأمين وصول القيادة الكويتية الشرعية إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة إلى جانب قيادته للجيش.
وعند تشكيل أول حكومة بعد حرب تحرير الكويت من الاحتلال العراقي في 26 فبراير عام 1991 تولى حينها حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في 20 أبريل 1991 واستمر فيها حتى 17 أكتوبر 1992.
وفي 16 أكتوبر 1994 تولى منصب نائب رئيس الحرس الوطني وقضى فيه تسعة أعوام متتالية حتى 13 يوليو 2003 أسهم خلالها في تطوير أداء فرق الحرس الوطني من خلال تدريبها على أحدث أساليب الأمن والوقاية وتعزيز الأمن والأمان في البلاد.
ثم عاد ليتولى حقيبة وزارة الداخلية حتى صدر المرسوم الأميري في 16 أكتوبر عام 2003 القاضي بتعيينه نائبا أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية واستمر بهذا المنصب حتى تعيينه وليا للعهد في عام 2006.
وحصل أمير البلاد على احترام ومحبة وثقة العالم كونه رجل دولة من الطراز الرفيع ففي 23 مايو 2008 قلدت إسبانيا الأمير (وسام طوق الاستحقاق المدني) كما قلده الرئيس الفلسطيني محمود عباس (قلادة الكنعانيين الكبرى) عام 2018 وفي 1 أغسطس 2011 قلدت الأرجنتين الأمير الراحل (وسام
المحرر الجنرال سان مارتين).
وتجذرت العلاقات المصرية الكويتية في عمق التاريخ، إلا أنها ازدادات متانة وقوة خلال عهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، والرئيس عبدالفتاح السيسي؛ حيث برزت مقولة (الكويت في قلب مصر، ومصر في قلب الكويت)، ولاسيما في قلب وعقل كلا القيادتين، انطلاقا من إيمانهما بوحدة المصير والتطلع إلى مستقبل مزدهر.
وكان لزيارات الرئيس السيسي السابقة العام الماضي إلى الكويت، ، دورا كبيرا في الوصول إلى مساحة التفاهم الكبيرة والتقدير المتبادل بينهما؛ حيث دائما ما كان يؤكد كل منهما تقديره الكبير للأخر في مختلف المناسبات، مما جعل العلاقات المصرية - الكويتية المتجذرة عبر تاريخ البلدين، نموذجا يحتذى به في العلاقات الدولية؛ حيث تؤكد مصر دائما تأييدها ووقوفها إلى جانب كل ما من شأنه تحقيق أمن الكويت واستقرارها سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وكذلك تؤكد الكويت دوما دعمها اللامحدود إلى مصر.