الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

الحوثيون يرفعون درجة الاستعداد وسط مواجهة محتملة مع إسرائيل

الرئيس نيوز

ذكرت صحيفة ذا جارديان البريطانية أن المتمردين الحوثيين في اليمن حذروا السفن المسافرة في البحر الأحمر بضرورة تجنب الإبحار إلى المناطق التي يسيطر عليها الاحتلال الإسرائيلي وإلا فإن عليهم مواجهة الهجوم، وأدت الهجمات على السفن القريبة من اليمن إلى ارتفاع تكلفة الشحن مع مخاوف من احتمال تعطيل سلاسل التوريد العالمية.

وحذر مسؤول كبير بجماعة الحوثي اليمنية سفن الشحن في البحر الأحمر من تجنب السفر نحو إسرائيل والأراضي المحتلة، بعد أن أعلنت الجماعة المتحالفة مع إيران مسؤوليتها عن هجوم على ناقلة تجارية في وقت سابق من يوم أمس الثلاثاء.

وقال محمد علي الحوثي، رئيس اللجنة الثورية العليا للحوثيين في اليمن، إن السفن يجب أن تتجنب التوجه نحو إسرائيل، وإن أي سفينة تمر باليمن يجب أن تبقي أجهزة الراديو قيد التشغيل، وأن تستجيب بسرعة لمحاولات الحوثيين للاتصال.

كما حذر الحوثي سفن الشحن من "تزوير هويتها" أو رفع أعلام مختلفة عن الدولة التابعة لمالك سفينة الشحن ونشرت الجارديان صورة طائرة مروحية تابعة للحوثيين تحلق فوق سفينة الشحن جالاكسي ليدر.

واستولى المتمردون الحوثيون في اليمن على سفينة شحن في البحر الأحمر ووصفوا السفن الإسرائيلية بأنها “أهداف مشروعة” وتضامنا مع الفلسطينيين الذين يتعرضون للهجوم من إسرائيل في غزة، يستخدم الحوثيون سيطرتهم على الساحل الغربي لليمن، بما في ذلك موانئ مثل الحديدة، لشن هجمات على ما يعتبرونه سفنًا مرتبطة بإسرائيل.

وقالت جماعة الحوثي إنها ستستهدف جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل بغض النظر عن جنسيتها، وحذرت شركات الشحن الدولية من التعامل مع الموانئ الإسرائيلية.

وقال الحوثيون، أمس الثلاثاء، إنهم أصابوا ناقلة تجارية نرويجية بصاروخ، في أحدث احتجاج لهم على القصف الإسرائيلي لغزة.

وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، إن جماعته هاجمت الناقلة "ستريندا"، لأنها كانت تنقل النفط الخام إلى محطة إسرائيلية وبعد أن تجاهل طاقمها جميع التحذيرات.

ولكن الشركة المالكة للناقلة، شركة مونكيل النرويجية للناقلات المتخصصة في شحن المواد الكيميائية، قالت إن السفينة كانت متجهة إلى إيطاليا وعلى متنها شحنة من الوقود الحيوي، وليس النفط الخام لكنها اعترفت بنيها الرسو في ميناء إسرائيلي كان من المقرر أن يبدأ في يناير، وهي تفاصيل لم تعرضها في الساعات التي أعقبت الهجوم في البحر الأحمر مباشرة.

وقالت الشركة في بيان: "بناء على توصية مستشارينا الأمنيين، تقرر حجب هذه المعلومات حتى تصل السفينة وطاقمها إلى المياه الآمنة".

وقال الجيش الأمريكي إن المدمرة البحرية الأمريكية ماسون استجابت لنداءات الاستغاثة التي أرسلتها ستريندا وساعدت الطاقم الذي كان يكافح حريقا.

وقالت الشركة إن ستريندا أصيبت مساء الاثنين بصاروخ كروز أرضي أطلق من اليمن الذي يسيطر عليه الحوثيون.

وقال الجيش الأمريكي إن الهجوم أحدث أضرارا دون وقوع إصابات.

وفي أعقاب الهجوم، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه نشر إحدى سفنه الحربية الأكثر تقدما، وهي كورفيت من طراز ساعر 6، في البحر الأحمر وتحاول الولايات المتحدة على عجل تنظيم قوة حماية بحرية أكبر تتمركز خارج البحرين لمنع إغلاق أكثر ممرات الشحن ازدحاما في العالم، وبالتالي إصابة الاقتصاد العالمي بالشلل.

وحذرت مصادر في صناعة الشحن والنقل البحري من أن تكلفة شحن البضائع عبر البحر الأحمر آخذة في الارتفاع مع تصعيد الحوثيين لهجماتهم، مع مخاوف من أن يؤدي انتشارها إلى تعطيل الإمدادات العالمية التي تبحر عبر المنطقة.

وقد أدرجت سوق التأمين في لندن جنوب البحر الأحمر ضمن المناطق عالية المخاطر، ويتعين على السفن إخطار شركات التأمين الخاصة بها عند الإبحار عبر هذه المناطق، وكذلك دفع قسط إضافي عادة لفترة تغطية مدتها سبعة أيام.

وقال دنكان بوتس، نائب الأميرال السابق في البحرية الملكية البريطانية والقائد السابق للأمن البحري في الخليج، إن حوالي 23 ألف سفينة تمر عبر مضيق باب المندب الضيق الذي يربط البحر الأحمر وخليج عدن.

وأضاف بوتس، الذي يشغل الآن منصب مدير شركة يونيفرسال الاستشارية لحلول الأمن والدفاع: "هذه الهجمات لديها القدرة على أن تصبح تهديدًا اقتصاديًا استراتيجيًا عالميًا أكثر بكثير من مجرد تهديد جيوسياسي إقليمي".

وقد اختارت بعض شركات الشحن بالفعل إعادة توجيه سفنها عبر رأس الرجاء الصالح بعيدًا عن البحر الأحمر، مما أدى إلى إضافة أوقات الرحلة وتكاليف إضافية.

كما حذرت الولايات المتحدة الحوثيين من أن خطة السلام في اليمن التي تم التفاوض عليها مع المملكة العربية السعودية وتم تسليمها إلى مبعوث السلام التابع للأمم المتحدة ستفشل إذا استمرت الهجمات على السفن. 

وأكدت صحيفة يني شفق التركية أن جماعة الحوثي رفعت استعدادها لمواجهة كافة الاحتمالات ضد إسرائيل، وذلك بعد إشارة تل أبيب إلى أنها ستستخدم القوة ضد الجماعة.

وقال رئيس المجلس السياسي الأعلى للجماعة مهدي المشاط: “علينا بذل كل الجهود لضرب الأعداء ورفع درجة الاستعداد والاستعداد للتعامل مع كل الاحتمالات في مواجهة هذه التحديات الكبيرة”.

وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء، أعلن المتمردون الحوثيون مسؤوليتهم عن هجوم بطائرة بدون طيار على ناقلة نفط ترفع العلم النرويجي قبالة اليمن أثناء إبحارها إلى إسرائيل.

وقال عوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في مؤتمر صحفي: “فيما يتعلق بهجمات الحوثيين على سفن الشحن الدولية، فإن هذه الهجمات تشكل تهديدا للتجارة الدولية وإسرائيل، وسيتم التعامل مع هذا التهديد بالقوة” ولم يقدم جيندلمان المزيد من التفاصيل.

وتصاعد التوتر بين المتمردين الحوثيين في اليمن وإسرائيل وسط هجوم عسكري إسرائيلي على قطاع غزة، أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 18412 وإصابة أكثر من 50100 آخرين.