500 ألف إسرائيلي يطلبون الهجرة إلى أوروبا منذ بدء الحرب
بدأ عدد كبير من المستطونين الإسرائيليين في مغادرة إسرائيل منذ عملية طوفان الأقصى، والتي بدأت يوم 7 أكتوبر الماضي، ويواصل أخرون محاولات الخروج إلى أوروبا خلال الفترة الحالية، وهو ما أكدته وسائل إعلام إسرائيلية، وعلى رأسها القناة 12 الإسرائيلية، والتي كشفت أن العديد من الإسرائيليين قدموا طلبات لجوء منذ بدء الحرب على غزة، إلى عدد من دول أوروبا، وعلى رأسهم البرتغال التي أعطت تسهيلات للإسرائيليين مماثلة للتسهيلات التي أعطتها من قبل للأوكرانيين.
خاصة أن طلبات اللجوء للإسرائيليين إلى البرتغال لا تستغرق الموافقة إلا يوما واحدا، مما يتيح لهم الإقامة والعمل بشكل قانوني والحصول على المساعدات الحكومية.
وأوضحت القناة، في تقرير لها، أن هؤلاء استغلوا إعلان البرتغال السماح لهم بالحصول على تأشيرات اللجوء، إذ يكفي توفر جواز سفر إسرائيلي للحصول على الموافقة للبقاء في البرتغال والعمل بشكل قانوني، وقالت "القناة 12"، في أعقاب الحرب الحالية في قطاع غزة وإعلان البرتغال أنها ستسمح للإسرائيليين بتقديم طلبات اللجوء وإصدار تأشيرة اللاجئين، قرر العديد من الإسرائيليين الاستفادة من الفرصة.
ونقل التقرير الذي عرضته القناة، شهادات من إسرائيليين قدموا طلبات لجوء مؤخرًا في البرتغال، خاصة أن هذه المرة الأولى التي تفتح فيها البرتغال أبواب اللجوء للإسرائيليين، نظرًا للظروف "غير الموضوعية" التي تعيشها إسرائيل، وهو الأمر الذي لم يحدث في العمليات العسكرية التي شهدها الجانبان في السابق، على حد تعبير "القناة 12".
وقد أشارت تقارير إسرائيلية إلى ارتفاع الإقبال على طلبات الحصول على الجنسية البرتغالية، إذ سجلت زيادة بنسبة 68% في طلبات الحصول على الجنسية من الإسرائيليين.
وبحسب تقرير القناة، فإن سهولة الحصول على تأشيرة لاجئ في البرتغال، دفعت العديد من الإسرائيليين إلى اختيارها وجهة لطلب اللجوء والاستقرار لاحقا، فكل ما على الإسرائيلي أن يحضر جواز سفر ساري المفعول ويذهب إلى مكاتب الهجرة في لشبوبه والقول: "أنا من إسرائيل وأطلب اللجوء، بعد ذلك يأخذون بصمات الأصابع البيومترية وصورة، وفي النهاية يعطون صفحة تأكيد طلب اللجوء وهو أيضا تصريح عمل، وتستغرق العملية في المجمل يوما واحدا"، وبعد أشهر من هذه الخطوة يمكن الحصول على تأشيرة لمدة 5 سنوات.
وقد أظهرت معطيات سلطة الهجرة والسكان في إسرائيل أن نحو 370 ألف إسرائيلي غادروا منذ بدء معركة طوفان الأقصى حتى نهاية نوفمبر الماضي، وهاجر نحو 230 ألفا و309 إسرائيليين حتى نهاية أكتوبر الماضي، في حين غادر نحو 139 ألفا و839 خلال نوفمبر، بحسب معطيات سلطة الهجرة والسكان التابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية.
وسلط تقرير لصحيفة "ذا ماركر" الاقتصادية الضوء على ظاهرة اهتمام العائلات الإسرائيلية بشراء العقارات والمنازل في الخارج وتحديدا في أوروبا، وهو الاهتمام الذي اتسع مع استمرار العدوان على قطاع غزة.
أرقام أخرى أظهرتها تقديرات الموقع الإلكتروني "زمان يسرائيل"، التي أشارت إلى أن أكثر من 500 ألف إسرائيلي غادروا البلاد خلال الحرب على غزة، وهو أكبر من عدد العائدين والمهاجرين الجدد، ورجح الموقع أن أعداد المغادرين مرشحة للارتفاع، خصوصا أن هناك العديد من الإسرائيليين الذين عاشوا في الخارج قبل العدوان، أو سافروا إلى الخارج خلال العطلات الأعياد اليهودية في سبتمبر الماضي ولم يعودوا حتى الأن.
في حين خفض العدوان على غزة بشكل كبير استقدام اليهود، فمنذ بدء العدوان وصل إلى إسرائيل نحو 2000 مهاجر فقط، مقارنة بنحو 4500 في المتوسط شهريا قبل العدوان، وهو ما يشير إلى انخفاض أكثر من 70% في معدلات الهجرة إلى إسرائيل، بحسب المحرر في الموقع الإلكتروني تاني غولدشتاين.
وعززت هذه التقديرات والتحليل للبيانات والمعلومات التي أجراها غولدشتاين، ما وثقته أيضا الصحفية شلوميت لين في تقرير لها في صحيفة "ذا ماركر".
وبشأن عودة الاهتمام الإسرائيلي بشراء العقارات في الخارج، استشهدت صحيفة "ذا ماركر" باستطلاع أجرته مجموعة رسم الخرائط الجغرافية للمركز العقاري في سبتمبر الماضي، إذ أظهرت النتائج أن نحو 20% من الأسر في إسرائيل أصبحت مهتمة بشراء شقة خارج البلاد.
ويفسر ذلك أساسا بتصاعد التوتر الأمني مع الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، والأزمة السياسية بسبب التعديلات على الجهاز القضائي الإسرائيلي، حيث كانت الاستثمارات العقارية في الخارج لافتة قبل العدوان، وكانت اليونان الأولى من حيث عدد المهتمين نحو 38%، تليها الولايات المتحدة الأميركية 30%، ثم قبرص والبرتغال.
بعد شهر من العدوان، عادت مكاتب العقارات للإسرائيليين بالخارج إلى تلقي 4 إلى 10 استفسارات يوميا من الأطراف المعنية والعائلات الإسرائيلية لشراء عقارات بالبرتغال واليونان وحتى في قبرص.
وقبل أن يتحدث كثير من الإسرائيليين بشكل أساسي عن الاستثمار في العقارات والشقق السياحية، أصبحوا الآن "يبحثون عن شقق تحتوي على 3-4 غرف، والتي يمكن أن تناسب عائلاتهم أيضا"، بحسب نير شمول الرئيس التنفيذي لشركة عقارية في أثينا أثناء حديث له لصحيفة "ذا ماركر" الاقتصادية.
وأشار شمول، حسب المصدر ذاته، إلى أنه "خلال الحرب على غزة انتقل العديد من الإسرائيليين للعيش في شقق سياحية في أثينا وقبرص والجزر اليونانية وبورتو ولارنكا في قبرص".
والآن ومع دخول الحرب الشهر الثالث، أضاف شمول، في التصريح ذاته، أن مئات العائلات الإسرائيلية بدأت تفكر في ما إذا كانت الإقامة في المستقبل بشكل ثابت في اليونان مناسبة. وخلص الفاعل العقاري للقول "إنهم يريدون العيش بين الجالية اليهودية، ويتحققون من خيارات العمل والإقامة والاستقرار مستقبلا بالخارج".