شركات الشحن تتجنب عبور البحر الأحمر بعد هجمات استهداف السفن

أشارت كلوديا كاربنتر، في تقرير نشره موقع ستاندرد آند بورز جلوبال المتخصص في الشأن الاقتصادي، إلى أن السفر حول أفريقيا، عبر طريق رأس الرجاء الصالح أصبح على الطاولة وأن كثيرًا من شركات الشحن تفكر الآن في هذا الطريق القديم بدلًا من السفر عبر البحر الأحمر.

تعزيز الإجراءات الأمنية

وعلى الرغم من الخيار الأطول، من حيث المسافة والوقت، إلا أن بعض شركات الشحن البحري لا تستطيع تجنب باب المندب، وتقوم شركات الشحن بتحويل مسارها من العبور عبر الشرق الأوسط وتراقب أي علامة على زيادة حركة المرور في قناة السويس، وسط تزايد الهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن مؤخرًا، مع تعزيز المزيد من الخطوات الأمنية لضمان سلامة أطقم السفن التجارية، وفقًا لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.  

وتتجنب بعض شركات الشحن المنطقة تمامًا ويختارون بدلًا من ذلك العبور حول إفريقيا، وهذا يضيف حوالي أسبوعين إلى رحلاتهم ويزيد من الانبعاثات، حسبما قال ديفيد لوسلي، الأمين العام لمجموعة بيمكو لصناعة الشحن، في 10 ديسمبر على هامش مؤتمر قمة تشكيل مستقبل الشحن التي عقدت في متحف المستقبل في دبي.

وتصاعدت المخاطر التي تهدد الشحن البحري في البحر الأحمر ومنطقة باب المندب - التي يمر عبرها حوالي 10% من تدفقات النفط العالمية المنقولة بحرًا - في أعقاب الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، بعد أن أعرب الحوثيون المدعومين من إيران في اليمن عن دعمهم لحركة الملاحة البحرية.

وتراوحت السفن المتأثرة بين حاملة السيارات إلى ناقلات البضائع السائبة الجافة، كما تعرضت مجموعة كاملة من السفن التجارية لهجوم من قبل الحوثيين، مما دفع القوات البحرية وخفر السواحل إلى إصدار تحذيرات بشأن الحاجة المتزايدة للأمن وقال لوسلي إن هذا أدى إلى ارتفاع أسعار الناقلات في المنطقة، إلى جانب "أسعار التأمين"، مضيفًا: "لكن التأثير الأكبر هو تغيير المسار".

وأبلغت السلطات البريطانية في ديسمبر الجاري عن تهديدات متعددة للشحن العابر لمضيق باب المندب عند مدخل البحر الأحمر، حسبما أفادت وكالة ستاندرد آند بورز جلوبال في وقت سابق.

وقالت غرفة الشحن الدولية في بيان صدر يوم 29 نوفمبر على موقعها عبر الإنترنت: "إن الهجمات تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والأعراف البحرية من قبل القوات شبه العسكرية في اليمن وثمة اعتقاد راسخ أن بنية الأمن البحري المتطورة في المنطقة يجب أن تستمر في تعظيمها لضمان عدم وقوع أي سفن أخرى وطاقمها ضحية لمثل هذا العدوان."

وتصدر عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة تنبيهات منتظمة تحث على توخي الحذر عند الشحن عندما تتلقى معلومات عن أنظمة جوية غير مأهولة أو طائرات بدون طيار تتحرك في المنطقة.

وقال لوسلي: "هذا تعاون بين الحكومة والصناعة للتأكد من حصولنا على تلك التحذيرات المبكرة لمنع القبض على الأشخاص ونصح الناس بالابتعاد عن موطن المخاطر والهجمات المحتملة".

قناة السويس

وفي الوقت نفسه، تراقب شركات الشحن أيضًا أي دليل على مزيد من الازدحام في قناة السويس، حيث تعبر منها 19 ألف سفينة كل عام.

وقال الكابتن راجالينغام سوبرامانيام، الرئيس والمدير التنفيذي لمجموعة ميسك الماليزية، في مقابلة في منتدى الشحن في 10 ديسمبر الجاري، إن ما إذا كانت الهجمات ستؤثر على قناة السويس "سيكون مصدر قلق للجميع"، مؤكدًا: "حتى وقتنا هذا، لم نتأثر ولا ينبغي أن يكون الازدحام هو الشاغل الرئيسي ويجب أن يكون همنا الأساسي هو سلامة وأمن الجميع، ويجب أن يكون حق المرور هو الأولوية ويجب أن يحميه الجميع".

يتألف أسطول مجموعة ميسك من أكثر من 100 سفينة مملوكة ومستأجرة، بما في ذلك ناقلات الغاز الطبيعي المسال والإيثان وناقلات البترول والمنتجات وأنظمة الإنتاج العائمة ووحدات التخزين العائمة للغاز الطبيعي المسال، وقال مسؤول ميسك إنه في وقت سابق من هذا العام، تعهدت المجموعة بطلب السفن الجديدة الجاهزة لاستخدام الوقود البديل مثل الغاز الطبيعي المسال أو الأمونيا فقط.

وقال بود دار، نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة للسياسة البحرية والشؤون الحكومية في شركة إم إس سي ميديترانيان شيبنج، لموقع ستاندرد آند بورز جلوبال: "إننا نراقب الوضع بعناية شديدة ونلاحظ بشكل خاص طبيعة الهجمات الأخيرة التي قد تكون أو لا تكون لها علاقة مباشرة بما اعتقدنا أنها الأهداف المقصودة، وليس هناك شك في أنها سيكون لها بعض التأثير إلى جانب الاعتبارات العملياتية لقناة السويس". 

وعندما سئل عما إذا كان بإمكان شركات الشحن تجنب منطقة الشرق الأوسط، قال دار: “هناك بعض الأشياء التي يمكن لشركة الشحن القيام بها من الناحية التشغيلية، اعتمادًا على نقطة إلى نقطة حيث يوجد الشاحن والمتلقي ولكن هناك بعض الأمور وبعض الأماكن التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال طريق واحد، مثل باب المندب، لذلك قد يكون ذلك استثناءً ويعتمد الأمر حقًا على نوع التداول الذي تتعامل معه فيما يتعلق بمدى المرونة التي قد تتمتع بها”.

وأضاف أن كيفية تأثير الهجمات على التأمين البحري "لا يزال سؤالا مفتوحا.. وعلينا أن نراقب ذلك في المستقبل"، وتقوم شركة إم إس سي بتشغيل 800 سفينة وخمس طائرات لنقل البضائع عبر 300 طريق و520 ميناء اتصال.