تحقيقات وحوارات

عاجل| هل توفر الانتخابات الرئاسية المصرية 2024 فرصة للتغيير؟

الأحد 10/ديسمبر/2023 - 05:31 م

محمد إسماعيل

يكتسب الرئيس عبد الفتاح السيسي، البالغ من العمر 69 عامًا، والدور المصري المزيد والمزيد من الاهتمام على الساحة الدولية، وسط تطورات جيوسياسية وتحديات غير مسبوقة، وفقًا لتقرير موقع دويتش فيله الإخباري الألماني.

الانتخابات الرئاسية 2024

وبات الرئيس السيسي قاب قوسين أو أدنى من ولاية ثالثة تبدأ قريبًا، إلا أن هذا الفوز لم يكن كافيًا لتخفيف خشية المراقبون من عدم حل الأزمة الاقتصادية في مصر في البلاد التي يبلغ عدد سكانها أكثر كمن 105 مليون نسمة.

وحتى عام 2019، كان الدستور يسمح فقط بفترتين رئاسيتين، وانتُخب السيسي دون أي معارضة بنسبة 97% من الأصوات في عامي 2014 و2018 ثم أجريت تعديلات دستورية تسمح للرؤساء المصريين بفترة ثالثة وتمديد المدة من أربع إلى ست سنوات.

وقالت الهيئة الوطنية للانتخابات، في بيان لها، إن العملية الانتخابية التي يشارك فيها أربعة مرشحين نزيهة وعادلة وأن النتيجة النهائية ستنشر يوم 18 ديسمبر الجاري.

وتأتي إعادة الانتخاب المتوقعة في وقت من غير المرجح أن يواجه فيه الرئيس السيسي أي أنواء دولية في ضوء دور مصر البارز في الحرب الحالية في غزة، ونشر الموقع الألماني صورًا لشاحنات المساعدات التي تعود بعد تفريغ مساعدات إنسانية على معبر رفح الحدودي المصري مع قطاع غزة.

تأثير الحرب الإسرائيلية على غزة

منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس، تحول الاهتمام العالمي إلى دور مصر كشريك سياسي موثوق به في المنطقة، ووسيط ونقطة رئيسية لوصول للسلع الإنسانية للشعب الفلسطيني، ما أدى إلى تعزيز تأثير وصورة السيسي على المشهد الدولي قبل الانتخابات، وليس ذلك فحسب، بل سيكون لهذا التطور والاختمام بدور السيسي ودور مصر على الأرجح تأثير إيجابي على المالية العامة للبلاد.

ومؤخرًا، أعلنت المفوضية الأوروبية عن استثمارات تصل إلى 9 مليارات يورو (9.7 مليار دولار) في مصر، في حين تشير تقارير أخرى إلى أن صندوق النقد الدولي يدرس مضاعفة حجم قرض مصر استجابة للوضع الاقتصادي وقراءات التضخم الأخيرة، وتعتبر الاستثمارات والقروض المخطط لها بمثابة دفعة مرحب بها لبلد يعاني من أزمة اقتصادية منذ عام 2022.

ووفقا للبنك المركزي المصري، بلغ معدل التضخم 38% في أكتوبر، في حين فقد الجنيه المصري نصف قيمته مقابل الدولار الأمريكي. وتشير التقديرات الرسمية إلى أن 30% من السكان يعيشون في فقر وقد استنفدت تقريبًا معظم الاحتياطيات الأجنبية اللازمة لسداد القروض.

موقف مصر في منطقة مضطربة

علاوة على ذلك، فإن الاضطرابات في الصورة الجيوسياسية الأوسع، لا تتضمن الاضطرابات في غزة وحدها، بل وأيضًا الدول الأخرى المجاورة لمصر ــ السودان وليبيا واليمن ــ وكل من هذه البلدان غارقة في حالة حرب، والبحر الأحمر على وشك أن يتحول إلى ساحة معركة للميليشيات التابعة لإيران ضد إسرائيل.

وسيكون سيناريو مرعبًا بالنسبة لصناع القرار الأوروبيين إذا أصبحت مصر، باعتبارها أكبر دولة في شمال إفريقيا والدول العربية من حيث عدد السكان، غير مستقرة أيضًا، فلا المنطقة ولا العالم على استعداد للتعامل مع أي وضع مضطرب في مصر بسبب التداعيات الاقتصادية، كما أن الحرب في غزة وتهديد الاحتلال بتهجير الفلسطينيين ونقل الصراع إلى مصر، يشكل خطرًا على الأمن القومي المصري، مما أدى إلى حالة الوحدة خلف السيسي وزيادة الدعم للرئيس.

اقرأ أيضًا