زيمبابوي تستكشف فرص التصدير الواعدة لمنتجاتها إلى مصر
تتمتع إفريقيا بفرص تصدير وفيرة مدعومة باتفاقية التجارة على مستوى القارة والتي تسعى إلى إزالة الحواجز أمام التجارة، ما دفع صحيفة صنداي ميل التي تصدر في زيمبابوي إلى تسليط الضوء على تلك الفرص مع التركيز على تعظيم حجم التبادل التجاري.
وأشار الصحفي آلان ماجورو إلى أنه خلال معرض ليما الأفريقي التجاري، الذي عقد مؤخرًا في العاصمة المصرية القاهرة، تعرضت الشركات الزيمبابوية المشاركة للطلب المتزايد على المنتجات المحلية المتنوعة في جميع أنحاء القارة في قطاعات مثل الأغذية المصنعة والمدخلات والمواد الخام والأدوات الزراعية والبناء والهندسة، علاوة على الجلود والمنتجات الجلدية والبستنة والزيوت الأساسية.
كما قدم المعرض، الذي يعد أكبر معرض تجاري في أفريقيا، نافذة فريدة لزيمبابوي لفهم سوق البلد المضيف، مصر، وتحديد الفرص التي يمكن للشركات المحلية الاستفادة منها وبالفعل، شهد السوق المصري نموًا خلال السنوات القليلة الماضية، حيث كشفت الإحصائيات أن القارة الأفريقية لم تفلح في تلبية الطلب هناك حتى اليوم.
ومع ذلك، خلال منتدى الأعمال الأول بين زيمبابوي ومصر – الذي نظمته بوابة المعلومات التجارية "زيم تريد" على هامش المعرض، أكد بعض الموزعين الرائدين في السوق أنهم على استعداد للتوريد من زيمبابوي إذا تمكن المنتجون المحليون من تقديم منتجات عالية الجودة بأسعار عادلة ووفقًا لصحيفة تريد ماب، بلغ إجمالي فاتورة المدخلات في مصر 79.7 مليار دولار أمريكي في عام 2022، ارتفاعًا من 60.3 مليار دولار أمريكي في عام 2021.
ويأتي كبار الموردين من دول تشمل الصين والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة والهند وروسيا والكويت وألمانيا وتركيا وفي العام الماضي، كان الجزء الأكبر من هذه الواردات عبارة عن وقود معدني وزيوت معدنية (15.07 مليار دولار أمريكي)؛ وحبوب (6.41 مليار دولار أمريكي)؛ ومفاعلات وغلايات والآلات والأجهزة الميكانيكية (5.84 مليار دولار أمريكي)؛ والبلاستيك (4.62 مليار دولار أمريكي)؛ والحديد والصلب (4.28 مليار دولار أمريكي) وشملت أهم الواردات الأخرى الآلات والمعدات الكهربائية؛ منتجات صيدلانية؛ المركبات والمواد الكيميائية العضوية.
ومن بين المنتجات المستوردة في مصر، يوفر السوق مكاسب سهلة في قطاعات مثل اللحوم والزيوت الأساسية والبستنة والمدخلات والأدوات الزراعية، وأشارت الصحيفة إلى أن سوق اللحوم في مصر ضخم وتشير الإحصائيات إلى أن القارة لم تنجح في تلبية احتياجات البلاد ولكن الخبر السار هو أن زيمبابوي هي واحدة من الدول القليلة المسموح لها الآن بتصدير اللحوم إلى مصر.
وتجدر الإشارة إلى أن اللحوم يجب أن تكون حلالًا، وهناك جهود مستمرة لضمان تلبية الموردين الزيمبابويين لهذا المطلب ووفقًا لمجلة تريد ماب، استوردت مصر اللحوم ومخلفات اللحوم الصالحة للأكل بقيمة حوالي 1،32 مليار دولار أمريكي في عام 2022، مقارنة بـ 1،21 مليار دولار أمريكي في العام السابق.
وتعد مصر حاليًا أكبر مستورد للحوم ومخلفات اللحوم الصالحة للأكل في إفريقيا، حيث تشكل اللحم البقري المجمد الحصة الأكبر من الواردات، والتي تبلغ قيمتها حوالي مليار دولار أمريكي.
وكانت أهم الواردات الأخرى من القطاع الفرعي في مصر في عام 2022 هي المخلفات الصالحة للأكل (186 مليون دولار أمريكي)، واللحوم ومخلفات الطيور الصالحة للأكل (90 مليون دولار أمريكي)، ولحوم الأبقار الطازجة أو المبردة (21،2 مليون دولار أمريكي) ولحوم الأغنام أو الماعز ( 10،1 مليون دولار أمريكي) وكان الموردون الرئيسيون لمصر في العام الماضي هم الهند والبرازيل والولايات المتحدة وأستراليا والسودان وباراجواي وكولومبيا.
وينمو سوق الحديد والصلب في مصر، وذلك بسبب تطورات البنية التحتية التي تحدث في السوق، واستوردت مصر الحديد والصلب بقيمة حوالي 4.28 مليار دولار أمريكي في عام 2022، ارتفاعًا من 3.51 مليار دولار أمريكي في عام 2021 وخلال نفس الفترة، ارتفعت واردات الحديد أو الصلب في مصر من 1.31 مليار دولار أمريكي إلى 1.65 مليار دولار أمريكي وأشارت الصحيفة إلى أكبر موردي الحديد والصلب في السوق هم المملكة المتحدة والصين وبلجيكا والهند وتركيا وروسيا وهولندا.
تتمتع زيمبابوي بوضع يجعلها أكبر منتج للحديد والصلب في أفريقيا بمجرد أن يعمل مصنع مانهيز للحديد والصلب الذي سيتم إنشاؤه في مدينة مفوما بكامل طاقته وتشير التوقعات إلى أن المصنع سيبدأ في إنتاج 1.2 مليون طن سنويًا، مما يسهل على الدولة الأفريقية الشقيقة تلبية الطلب في مصر.
وتتمتع البلاد بمناطق أكثر جفافا وتعتمد على الواردات لتلبية بعض احتياجاتها البستانية، مما يتيح الفرص للمنتجين الزيمبابويين وتكشف أرقام مجلة تريد ماب أن واردات المنتجات البستانية في مصر بلغت 1،72 مليار دولار أمريكي في عام 2022، مقارنة بـ 1،52 مليار دولار أمريكي في عام 2021.
ومن هذا الرقم، شكلت الخضروات البقولية المجففة الحصة الأكبر (439،6 مليون دولار أمريكي)؛ والتفاح والكمثرى والسفرجل (55358.6 مليون جنيه)؛ والشاي (272.7 مليون دولار أمريكي)؛ والبن (197.3 مليون دولار أمريكي).
وهناك سوق ناشئة لبذور السمسم في مصر، ويبحث الموزعون عن موردين موثوقين مع تزايد الطلب في السنوات الأخيرة ومن المتوقع أن ينمو بسرعة وتشير الأرقام إلى أن واردات بذور السمسم ارتفعت من حوالي 5.6 مليون دولار أمريكي في عام 2016 إلى 88 مليون دولار أمريكي في عام 2022 وحاليا، الموردين الرئيسيين لمصر هم السودان والهند.
هناك مشترين مستعدين يتطلعون إلى استيراد السمسم من زيمبابوي، ويتم تشجيع المنتجين المحليين على التعامل مع إدارة مهلومات التجارة إذا كانت لديهم كميات جيدة للحفاظ على تلبية مستويات الطلب.
وهناك أيضًا فرص في قطاع الزيوت الأساسية والصادرات القائمة على التراث، وهذا أحد المجالات التي يمكن للشركات التي يقودها الشباب الاستفادة منها وتكمن الإمكانات الأكبر في المناطق التي تتمتع بها زيمبابوي بميزة تنافسية تعتمد على الثروات الطبيعية.
وهناك مجال للشركات المحلية للاستفادة من سوق المنتجات التراثية حيث أن البلاد لديها وفرة من الفواكه والأعشاب البرية، والتي يمكن العثور عليها في جميع المحافظات وتشمل المنتجات ذات الإمكانات مسحوق الباوباب، ومنتجات العناية بالبشرة المصنوعة من مزيج من المونجونجو والقهوة، والباوباب وعشب الليمون، والزيمينيا والليمون، والكالاهاري والمورينجا.
وتم عرض هذه المنتجات خلال معرض القاهرة وحققت نجاحًا كبيرًا بين زوار جناح زيمبابوي ومع وجود النباتات والفواكه المحلية الشائعة في إنتاج مستحضرات التجميل، فإن الزيوت العطرية والمنتجات التراثية التي تنتجها زيمبابوي ستسهل الهوية التنافسية وبالتالي ستعمل على تحسين التواصل مع المزيد من الموزعين في مصر وفي المقابلن تتمتع مصر بنقاط قوة في مجالات مثل إنتاج الجلود والملابس، وهو ما يمكن أن يفيد المنتجين في زيمبابوي من خلال زيادة الروابط مع الموزعين في مصر.