لماذا قررت بريطانيا إجراء رحلات استطلاعية فوق شرق البحر المتوسط؟
رصد تقرير لصحيفة قبرص ميل التكتم الشديد من قبل الحكومة البريطانية بشأن أي عمليات، إنسانية أو عسكرية، تتعلق بقطاع غزة الفلسطيني وتشمل تلك العمليات دولة قبرص في أعقاب نشر تقارير تفيد بأن المملكة المتحدة يمكن أن توفر سفنًا لتوصيل المساعدات الإنسانية وستقوم برحلات مراقبة للعثور على الرهائن ومن المقرر أن تجري معظم عمليات القوات البريطانية فوق شرق البحر الأبيض المتوسط.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية، التي اتصلت بها مؤسسة قبرص ميل للتعليق على ما إذا كانت الرحلات الجوية ستكون خارج منطقة القاعدة السيادية في أكروتيري، إنه لا توجد معلومات أخرى متاحة باستثناء الرحلات الجوية التي ستكون مهامها استطلاعية.
وأضافت حكومة المملكة المتحدة أن الطائرات المشاركة في المهام الاستطلاعية ستكون غير مسلحة، ولن يكون لها دور قتالي، وستكون مهمتها فقط تحديد مكان الرهائن، مضيفة أنه سيتم نقل المعلومات المتعلقة بإنقاذ الرهائن فقط إلى السلطات المختصة المسؤولة عن إنقاذ الرهائن.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها المملكة المتحدة في عناوين الأخبار بشأن عمليات عسكرية خارج أكروتيري، حيث أشارت التقارير في الأسابيع القليلة الماضية إلى أن المملكة المتحدة كانت أيضًا تقوم بإعارة قاعدتها للأمريكيين للقيام بعمليات في غزة أيضًا.
وقبل بضعة أسابيع، ذكر تقرير، نُشر على موقع يو كيه ديكلاسيفايد، نقلًا عن صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن الولايات المتحدة كانت تستخدم أكروتيري لتزويد إسرائيل بالأسلحة في الهجوم المستمر على غزة، في أعقاب هجوم حماس على المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة في أكتوبر، ووفقًا للمعلومات التي كشفها التقرير المذكور، من المحتمل أن يتم تسليم الأسلحة والمعدات الأمريكية إلى سلاح الجو الملكي البريطاني في أكروتيري من القواعد الأمريكية في تركيا وإسبانيا وألمانيا.
ونفت كل من نيقوسيا ولندن استخدام مناطق القواعد ذات السيادة في الجزيرة كقناة لنقل الأسلحة إلى إسرائيل وسط الصراع المستمر في غزة ولكن إحجام حكومة المملكة المتحدة عن تقديم أي معلومات حول ماهية العتاد الذي يتم نقله جوًا إلى إسرائيل عبر أكروتيري، في حين لم يثبت أو يدحض هذا الاقتراح، يبدو أنه يترك الأمر سؤالًا مفتوحًا.
في هذه الأثناء، ردا على سؤال من وكالة الأنباء القبرصية للتعليق على الأخبار التي تفيد بأن بريطانيا سترسل سفن المياه الضحلة التي يمكن أن تقترب من غزة كجزء من خطة ممر المساعدات الإنسانية، قالت وزارة الخارجية فقط إنها تبحث عن بديل وطرق أخرى غير معبر رفح في مصر لإيصال المساعدات وتتمتع الزوارق البريطانية، بحسب رويترز، بالقدرة على الاقتراب من السواحل دون الحاجة إلى بنية تحتية خاصة.
وبينما رفض المسؤولون البريطانيون التعليق على التقرير المحدد، فإنه أشار إلى تصريحات رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في مؤتمر المناخ كوب-28 الذي عقد الأسبوع الماضي في دبي.
وقال سوناك: “لقد رحبت بحرارة بوقف القتال للسماح بإخراج الرهائن… واغتنمنا الفرصة لإيصال المزيد من المساعدات إلى غزة وضاعفت المملكة المتحدة مساعداتها ثلاث مرات، ولكن لا تزال هناك مساعدات غير كافية تصل عبر معبر رفح والممرات الأخرى، وأضاف سوناك: “لذلك، فإننا نستكشف بنشاط طرقًا أخرى، بما في ذلك توصيل المساعدات إلى غزة عن طريق البحر”.
تسبب الاضطرابات المتعمدة في نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) من الشرق الأوسط، وتحديدًا من خلال هجمات الانتحال، مخاوف بشأن سلامة الطيران في قبرص والمجال الجوي الإقليمي وأفاد موقع أخبار الطيران الألماني إيرو أن شركة لوفتهانزا، إحدى أكبر شركات الطيران في العالم، نفذت إجراءات لمعالجة هذه الظاهرة في مناطق الشرق الأوسط وقد قدمت شركة الطيران تعليمات محددة لطياري أسطولها للتعامل مع المواقف الحرجة الناتجة عن مثل هذه التدخلات.
وذكر موقع إخباري آخر، وهو "أسبوع الطيران"، أن "المستويات المتزايدة من الصراع الدولي ومحاولات التدخل في أنظمة الملاحة في الطائرات قد حفزت توجيهات وتنبيهات جديدة من المنظمات الدولية".
وأضافت أن منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) أصدرت آخر تحديث لها لإدارة الخدمات الجوية في المجال الجوي فوق مناطق النزاع.
ويؤدي التداخل المتعمد للإشارة، والذي يحدث غالبًا بسبب أنظمة التشويش، إلى عدم قدرة الطيارين على تحديد موقع الطائرة بدقة، وهو الوضع المعروف باسم الانتحال.
ويسلط تقرير لموقع إيرو الضوء على حادثة وقعت خلال رحلة لشركة لوفتهانزا حيث تلقى الطيار بيانات غير دقيقة حول موقع الطائرة ويمكن أن يؤثر نوعان من التداخل، يُشار إليهما باسم "التشويش" و"الانتحال"، على إشارات الأقمار الصناعية.
وترتبط هذه الظاهرة بالأزمة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بالرحلات الجوية المتجهة من أضنة جنوب تركيا إلى لارنكا، كما تردد مؤخرا واضطر الملاحون إلى إغلاق أجهزة استقبال نظام تحديد المواقع (GPS) بسبب تلقي معلومات خاطئة، وتم تحديد موقع الطائرة بدقة لاحقًا بالتنسيق مع برج المراقبة في لارنكا عند دخولها "منطقة معلومات الطيران في نيقوسيا".
وأشار التقرير إلى أنه تمت ملاحظة هجمات انتحال في مجالات جوية مثل بيروت والقاهرة وبغداد وتل أبيب، والتي تم تحديدها على أنها نقاط ساخنة لمثل هذه الحوادث.