أكثر الأندية تحقيقًا لبطولات كرة القدم القارية عبر التاريخ

لطالما كانت كرة القدم لعبة الجميع، لدرجة أنه لا يمكن لأحد تحديد من قام بلعبها لأول مرة، فقد كانت هناك نسخ متعددة منها في كل منطقة جغرافية؛ يتشارك فيها الناس على بساطتهم متعة قذف جسم كروي بين فريقين اثنين دون قواعد.. فالمتعة هي المطلب الرئيسي هنا!

وهذا ما أهلها لتكون الرياضة التي تجمع الناس من شتى بقاع الأرض في مكان واحد ليتشاركوا تحديًا واحدًا نعرفه الآن باسم كأس العالم لكرة القدم. إلا أن ما يسبق هذا الحدث الكبير هو سلسلة من التحديات التي تؤهل اللاعبين والأندية للمشاركة، على مستوى دولي وقاري. وقد برزت العديد من الأندية في المنافسات القارية عبر التاريخ، وأصبح أبطالها نجومًا تتغنى الجماهير بأسمائهم، وتفتخر بأصولهم حتى يومنا هذا.

نجوم دوري أبطال أوروبا عبر التاريخ

يتربع دوري أبطال أوروبا  في أعلى هرم البطولات الأوروبية لكرة القدم، فهو كساحة معركة تُصنع فيها الأساطير ويُكتب التاريخ. وفي قمة هذا الأولمبياد الكروي، نجد نادي ريال مدريد في الصدارة برصيد مذهل يبلغ 14 لقبًا، مما يشهد على تفوقه المستمر وهيمنته على كرة القدم الأوروبية.

يتبع العملاق الإيطالي (نادي ميلان) نادي ريال مدريد في الصدارة بسبعة ألقاب، مثبتًا قدرته على مواجهة نخبة أوروبا بقوة. ليتبعه في ذلك كل من نادي ليفربول وبايرن ميونيخ بستة ألقاب لكلٍّ منهما، ثم نادي برشلونة بخمسة ألقاب. ونرى بعد ذلك أبطال كل من نادي أياكس، ومانشستر يونايتد، وإنتر ميلان وتشيلسي، بثلاثة ألقاب لكل نادٍ.

الأندية الأكثر تحقيقًا للبطولات في دوري أبطال آسيا

يتصدر دوري أبطال آسيا مقدمة بطولات كرة القدم للأندية في آسيا. ومنحتنا بطولته منذ بدايتها في عام 1967 متعة منقطعة النظير من خلال المنافسات الحماسية التي جرت بين الأندية الآسيوية المختلفة. والتي خطفت أندية كوريا الجنوبية معظم ألقابها؛ بمجموع يبلغ 11 لقبًا؛ ثلاثة منها حققها نادي بوهانغ ستيلرز، ولقبان آخران حققهما نادي سوون سامسونغ بلو وينغز، يماثله في ذلك نادي ايلهوا تشونما. ويتبع تلك النوادي الثلاثة كل من: دايو رويالز، وتشونبوك موتورز، وأولسان هيونداي.

تأتي اليابان في المرتبة الثاني من حيث عدد الألقاب التي حققتها أنديتها في دوري أبطال آسيا. وتتشارك هذا الإنجاز خمسة أندية يابانية، هي: فوروكاوا الكتريك، ويوميوري، وجوبيلو ايواتا، وأوراوا ريد دايموندز، وغامبا أوساكا؛ بلقب واحدٍ لكل منها.

تتألق السعودية بأكبر عدد من الألقاب في دوري أبطال آسيا كدولة عربية؛ حيث حصلت على أربعة ألقاب حتى الآن؛ حقق نادي الاتحاد اثنين منها، وقام نادي الهلال بتحقيق اثنين آخرين. كما تألقت كل من إيران وقطر بثلاثة ألقاب لكل واحدة منهما، والصين وتايلاند بلقبين لكل دولة، ثم أستراليا والإمارات بلقب واحد لكل منهما.

دوري أبطال إفريقيا

يتم تنظيم دوري أبطال إفريقيا تحت إشراف الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (CAF)، وكان حجر الأساس في كرة القدم الأفريقية منذ تأسيسه في عام 1957؛ بمبادرة من مصر والسودان وإثيوبيا وجنوب أفريقيا، وساهم في رفع مستوى كرة القدم الأفريقية على المستوى العالمي.

وعلى مر السنين، كان دوري أبطال أفريقيا مسرحًا لكرة القدم الحماسية، وشهد على بطولات أندية أفريقيا. ويبرز نادي الأهلي المصري كأكثر الأندية حصولًا على الألقاب في تاريخ البطولة، حيث يملك في رصيده 11 لقبًا، يتبعه تي بي مازيمبي والزمالك بخمسة ألقاب لكل منهما، مما يظهر أصالة وتنوع المواهب في جميع أنحاء القارة. كما يحمل الترجي الرياضي التونسي 4 ألقاب، تتبعه فيها عدة أندية، مثل: نادي الوداد الرياضي، والرجاء الرياضي، وكانون سبورتيف دي ياوندي، وهافيا كوناكري، بثلاثة ألقاب لكل منها.

كأس العرب

كأس العرب بطولة مرموقة تجمع 16 فريقًا من جميع أنحاء العالم العربي، لتعرض الثقافة الغنية لكرة القدم ومواهب أبطال المنطقة في هذه اللعبة. وليس هذا الحدث منصة تنافسية للفرق فحسب؛ بل تجربة فريدة للجماهير الذين يترقبون أخبار بطولات ودوريات كرة القدم بفارغ الصبر.

وشهدت البطولة فوز أندية مميزة؛ حيث تتصدر العراق بفوزها باللقب أربع مرات، والذي قادتها مهارة لاعبيها إلى بطولات عالمية، مثل: كأس الأمم الآسيوية، وتصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم، ومباريات ودية مع روسيا وكولومبيا. تتبعها السعودية برصيد لقبين، مظهرةً قوة فريدة في المسابقة. وحققت كل من: الجزائر والمغرب ومصر وتونس اللقب مرة واحدة. وبذلك تشهد بطولة كأس العرب على شغف الوطن العربي بكرة القدم، وتؤكد تأثيرها على المشهد العالمي لكرة القدم.

جوهر البطولات القارية لكرة القدم

تكشف البطولات القارية لكرة القدم في كل من: دوري أبطال أوروبا، ودوري أبطال آسيا، ودوري أبطال أفريقيا، وكأس العرب عن روح المنافسة والاعتزاز بالوطن في دواخل كل لاعب من لاعبيها؛ فلكل بطولة قصتها الخاصة، والتي ترسمها الأندية وأبطالها على أرض الملاعب، وتطورها كل منطقة جغرافية لتعكس روحها وشغفها بكرة القدم، فالأمر ليس مسألة ألقاب فقط؛ بل إرث يلهم الأجيال القادمة.