الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

عاجل| "هآرتس" تفضح أكاذيب إسرائيل عن هجوم 7 أكتوبر: ذبح وحرق الأطفال "فبركة"

الرئيس نيوز

نشرت صحيفة «هآرتس» تقريرًا فندت فيه كثيرًا من الرواية الإسرائيلية حول الهجوم الذى نفذته حركة «حماس» وغيرها من الفصائل الفلسطينية، فى السابع من أكتوبر الماضى، على الثكنات العسكرية والبلدات اليهودية المحيطة بقطاع غزة.

وخلص التقرير، الذى نشرته الصحيفة أمس، إلى أن الهجوم ترافق مع جرائم كثيرة ضد المدنيين اليهود والعرب من سكان إسرائيل، ولكن الرواية عنها «اتسمت بمبالغات ضخمة شارك فى ترويجها مسئولون كبار، عسكريون وسياسيون ونشطاء المجتمع المدنى، بينهم مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وزوجته، ووزارات ودوائر حكومية عديدة».

وقال التقرير إن «سياسيين وضباطًا فى الجيش الإسرائيلى ومتطوعين من (زاكا)- جمعية تشخيص ضحايا الكوارث- ونشطاء فى الشبكات الاجتماعية يتحدثون منذ ٧ أكتوبر عن قصص فظيعة ارتكبها عناصر حماس. ولكن فى أوساط الجمهور فى إسرائيل وفى العالم، تنتشر أيضًا قصص وروايات غير صحيحة»، مشيرًا إلى حدوث «تضخيم للأحداث»، خاصة أن عدة جهات نشرت معلومات لا أساس لها عما حدث فى ذلك اليوم.

ومن الروايات التى يفندها التقرير تلك التى تحدثت عن «العثور على عشرات الجثث من الأطفال الذين تم قطع رءوسهم»، وقال: «هذا الوصف ظهر فى تقرير لشبكة (آى ٢٤ نيوز) مثلًا، ووصفت فيه الكاتبة أن أحد الضباط فى الميدان قال لها إنه يوجد أكثر من ٤٠ طفلًا تم قتلهم، وإن المخربين قاموا بقطع رءوس بعضهم».

وأضاف: «جاءنا من هذه الشبكة أن التقارير عن الفظائع وعن العدد استندت إلى شهادات ضباط قاموا بإجلاء الجثث فى بلدات الغلاف»، وقد تم تجميعها فى جولة للمراسلين الأجانب رفقة الناطق بلسان الجيش الإسرائيلى بعد أربعة أيام من اندلاع الحرب، وأن أعدادًا مشابهة تكررت أيضًا فى شهادات أعضاء «زاكا».

وتابع التقرير: «هذا الوصف تم اقتباسه فى الشبكات الاجتماعية، وأحيانًا تم تغيير الرواية بحيث أصبحت (جثث أطفال تم إحراقها أو جثث أطفال تم تعليقها على حبل) مثلًا، والقناة الرسمية لوزارة الخارجية نشرت شهادات للعقيد جولان باخ، من قيادة الجبهة الداخلية، وحسبها، فقد عُثر فى أحد البيوت على جثث ثمانية أطفال محروقة».

وفى حساب ديوان رئيس الوزراء على شبكة «إكس»، نُشرت صور تشبه الرسومات مع تعليق: «هذه صور فظيعة لأطفال قُتلوا وأُحرقوا على يد وحوش حماس»، وجاء فى المنشور أن «رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، عرض هذه الصور على وزير الخارجية الأمريكى، أنتونى بلينكن».

وفى أوصاف مشابهة، نشر ضابط فى الجيش الإسرائيلى مثل هذه المزاعم، إذ التقى المراسل فى «ميدان السبت»، يشاى كوهين، بالمقدم يارون بوسكيلا، من فرقة غزة، والأخير تحدث عن أطفال تم تعليقهم على «حبل للغسيل»، وأمور مشابهة، ونقلها عنه رجل اليمين جوئيل فاكنن فى «إكس».

وعلّق «كوهين» بأنه بعد النشر لفت نظره أن القصة غير دقيقة: «لماذا يقوم ضابط فى الجيش باختلاق قصة فظيعة جدًا؟».

وتبين، والكلام لـ«كوهين»، أن تلك الأوصاف غير صحيحة فى الحقيقة، إذ إن بيانات مؤسسة التأمين الوطنى عن القتلى والمعلومات التى تم جمعها من القيادات فى الكيبوتسات «المستوطنات»، ومن رجال الشرطة، أظهرت أنه فى ٧ أكتوبر تم قتل طفلة واحدة فى المعارك، هى ميلا كوهين، من كيبوتس بئيرى، ووالدها إيهود.

وأضاف: «من هنا يتبين أنه حتى أوصاف نتنياهو التى وردت فى محادثة له مع الرئيس الأمريكى، جو بايدن، التى بحسبها أن مخربى حماس قد أخذوا عشرات الأطفال وقاموا بتكبيلهم وإحراقهم وإعدامهم، ليست أوصافًا تتفق بشكل دقيق مع صورة الواقع».

وأشار التقرير إلى أن بعض الأوصاف غير الصحيحة تم نشرها من قبل أعضاء جمعية تشخيص ضحايا الكوارث «زاكا»، الذين تحدث أحدهم، وهو مسعف، عن مشهد فظيع آخر، هو العثور على جثة امرأة وجدها فى كيبوتس بئيرى، وقد كان بطنها مفتوحًا والجنين الذى كان مربوطًا بالحبل السُّرى وُجد مطعونًا أيضًا.

وقد كرر هذا الشخص شهادته تلك فى محادثة مع «هآرتس»، وقال إنه رأى هذا المشهد فى الكيبوتس، وأضاف: «عندما قمنا بتحريكها رأينا بطنها مفتوحًا والسكين كانت قربها، والجنين كان مربوطًا بالحبل السُّرى، وقد تم إطلاق النار عليها من الخلف».

وأضاف المسعف أنه وجد المرأة قرب البيت، وفى الغرفة الآمنة وجد طفلًا عمره ٦ أو ٧ سنوات وقد أُطلقت عليه النار.

وأكد تقرير «هآرتس» أن بين قتلى مستوطنة بئيرى لم يكن هناك أى أطفال فى عمر ٦ أو ٧ سنوات، وأن قصة المرأة الحامل مختلقة تمامًا.

وتطرق التقرير، أيضًا، إلى قصة أخرى روّجتها زوجة نتنياهو، وبعثت برسالة بشأنها إلى زوجة الرئيس الأمريكى، جيل بايدن، قالت فيها إن «إحدى النساء اللواتى تم اختطافهن إلى القطاع حامل فى الشهر التاسع، وإنها وُلدت فى أسر حماس».

وفى الشبكات الاجتماعية، نُشرت صورة المحتجزة واسمها نتفارى مولكان، وتبين أنها لمواطنة من تايلاند، ونفى زملاؤها وأبناء عائلتها أنها كانت حاملًا.

وعندما أُطلق سراح «مولكان» تأكد أنها لم تكن حاملًا، كما أن الجيش الإسرائيلى أيضًا لا توجد لديه حتى الآن أى معلومات عن امرأة حامل مخطوفة، وفى جهاز الأمن يتعاملون مع هذه القصة على أنها «شائعة» لا أساس لها، لكن مكتب رئيس الحكومة لم ينفها.

وذكرت «هآرتس» أن هناك قصة أخرى نُشرت قبل بضعة أسابيع، وكانت قاسية بشكل خاص؛ إذ إن رئيس جمعية اتحاد الإغاثة، إيلى بير، تحدث عن طفل تم إدخاله فى الفرن وأُحرق حتى الموت.

وتحدث «بير» بهذه التفاصيل فى مؤتمر للمانحين فى الولايات المتحدة، ومن هناك تدحرجت هذه القصة حتى إنها نُشرت بداية الشهر الحالى فى صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، التى أصبح فيها الطفل بالتقرير «عدة أطفال»، ولكن هذه القصة أيضًا غير صحيحة، لأن ميلا كوهين كانت الطفلة الوحيدة التى قُتلت فى ذلك اليوم، ولا توجد لدى الشرطة أى شهادة عن جثة طفل تنطبق عليه هذه العلامات.