عاجل| بعد انهيار الهدنة.. إسرائيل تصعد عملياتها جنوب غزة لدفع الفلسطينيين للهجرة إلى سيناء
في تطور ميداني جديد بشأن الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة المحاصر، بدأ أن جيش الاحتلال يسعى إلى تضيق الخناق على أهالي القطاع بمواصلة القصف العنيف لإجبارهم على النزوح خارج القطاع نحو مصر.
وبينما طالب جيش الاحتلال، الأحد، سكان مناطق المحطة والكتيبة وحمد والسطر وبني سهيلا ومعن في قطاع غزة بإخلائها والتوجه إلى المناطق الآمنة، نشر المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي على منصة "إكس" خريطة التنقل قائلا: "حفاظًا على سلامتكم ندعوكم إلى الانتقال إلى مآوي النازحين المعروفة في أحياء الفخاري، والشابورة والزهور وتل السلطان".
وطالب جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، سكان شمالي قطاع غزة في جباليا والشجاعية والزيتون والبلدة القديمة بإخلاء منازلهم عبر محورين مركزيين إلى منطقة درج طوبه والمنطقة الغربية بغزة.
وجنوبا، طالب الجيش بإخلاء مناطق في خربة خزاعة وعبسان وبني سهيلا ومعن والقرارة، والتوجه إلى رفح ومنطقة المواصي الإنسانية.
وإذا ما نزح الفلسطينيون إلى رفح الفلسطينية واشتد القصف الهمجي عليهم لن يبق أمامهم إلا النزوح تجاه رفح المصرية.
ودأبت مصر على التأكيد على أن تهجير الفلسطينيين خط احمر بالنسبة لها، وأنه مرفوض كليا وبشكل خاص التهجير إلى مصر.
وقال الرئيس السيسي إن الاحتلال يفعل كل شيء حتى يكون العيش في القطاع مستحيلا؛ وبالتالي يكون التهجير نتيجة منطقية لذلك.
وكثفت إسرائيل أمس السبت قصفها على قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي بعد انتهاء الهدنة مع حركة "حماس"، فيما قرر رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو إعادة فريق جهاز الاستخبارات (الموساد) من قطر بعد بلوغ المفاوضات مع الحركة "طريقًا مسدودًا".
وقال مكتب نتنياهو في بيان، "بعد بلوغ المفاوضات طريقًا مسدودًا أمر رئيس الموساد ديفيد بارنياع فريقه الموجود في الدوحة بالعودة إلى إسرائيل".
ورأى أن "منظمة (حماس) لم تنفذ التزاماتها بموجب الاتفاق الذي شمل الإفراج عن جميع الأطفال والنساء المختطفين وفقًا للائحة أرسلت إلى (حماس) وصدقت عليها".
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" أمس السبت أن القصف الإسرائيلي من البر والبحر والجو منذ صباح أول من أمس الجمعة، أدى إلى مقتل 240 شخصًا في الأقل وإصابة أكثر من 650 آخرين، مشيرة إلى أنه تركز على مدينة خان يونس بجنوب القطاع.
وقالت إن جيش الاحتلال الإسرائيلي شن "مئات الغارات الجوية والقصف المدفعي ومن البوارج والزوارق البحرية الحربية على مناطق قطاع غزة"، ولا سيما في خان يونس، حيث "دمرت عشرات البيوت والبنايات السكنية على ساكنيها".
ووفق إندبندنت عربية تتقاذف إسرائيل و"حماس" المسؤولية عن انتهاء الهدنة وعدم تمديدها، على عكس الرغبة التي أبدتها أطراف الوساطة، قطر ومصر والولايات المتحدة.
وقالت الحركة أول من أمس الجمعة إنها اقترحت "تبادل أسرى" بـ"مسنين" من الرهائن، وأن تسلم جثث رهائن إسرائيليين "قتلوا في القصف الإسرائيلي".
وأعلن جيش الاحتلال أول من أمس الجمعة أنه تأكد من وفاة 5 من الرهائن وأبلغ عائلاتهم، قائلًا إن الدولة العبرية استعادت جثة أحدهم.
وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "أسفه العميق" لاستئناف القتال، آملًا في "التمكن من تمديد الهدنة".
بدوره، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس السبت إلى "مضاعفة الجهود توصلًا إلى وقف دائم للنار والإفراج عن جميع الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى (حماس) وتزويد سكان غزة مساعدات".
كما حذر إسرائيل من أن هدفها المعلن بـ"القضاء بالكامل" على حركة "حماس" قد يؤدي إلى حرب تمتد "10 سنوات"، لكن نتنياهو أعلن أمس السبت أن الحرب في قطاع غزة ستتواصل "إلى أن تحقق كامل أهدافها"، بما في ذلك إعادة جميع الرهائن الإسرائيليين والقضاء على "حماس".
بدوره حض وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إسرائيل أمس السبت على حماية المدنيين بالتوازي مع قتالها ضد "حماس" في غزة، قائلًا إن توفير الحماية للمدنيين ضروري لتحقيق الانتصار في حرب المدن ضد الحركة الفلسطينية المسلحة.
وقال أوستن أمام منتدى ريغان للدفاع الوطني في كاليفورنيا إنه "تعلم درسًا أو اثنين عن حرب المدن" خلال قتاله في العراق وأيضًا قيادته الحملة العسكرية ضد تنظيم "داعش".
وأضاف: "مثل (حماس)، كان تنظيم (داعش) متغلغلًا بعمق في المناطق المأهولة، وقد بذل التحالف الدولي الجهد لحماية المدنيين وإنشاء ممرات إنسانية، حتى خلال أصعب المعارك".
وتابع: "العبرة ليست في أنه يمكنك الانتصار في حرب المدن من خلال حماية المدنيين، العبرة هي أنه لا يمكنك الفوز في حرب المدن إلا من خلال حماية المدنيين".
وقال: "في قتال من هذا النوع، نقطة الارتكاز هي السكان المدنيون، وإذا دفعتهم إلى أحضان العدو، فإنك تستبدل هزيمة استراتيجية بالنصر التكتيكي".
من جهته أعلن الحرس الثوري الإيراني أمس السبت مقتل اثنين من عناصره في هجوم إسرائيلي بسوريا، مشيرًا إلى أنهما كانا يؤديان "مهمة استشارية" من دون تفاصيل.
وتثير حرب غزة مخاوف من اتساع التصعيد ليطال جبهات أخرى في الإقليم، خصوصًا بين إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة من جهة، وإيران وأطراف حليفة لها من جهة أخرى.