موضوع خطبة الجمعة اليوم ١ ديسمبر
يتساءل العديد من المسلمين في أنحاء الجمهورية، لمعرفة موضوع خطبة الجمعة اليوم ١ ديسمبر ٢٠٢٣، بالتزامن مع إعلان وزارة الأوقاف موضوع الخطبة قبل موعدها، والذي يأتي في إطار عملية تجديد الخطاب الديني.
وشددت الأوقاف، على الأئمة ضرورة الالتزام بموضوع الخطبة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير وألا يزيد زمن الخطبة عن 15 دقائق؛ لتكون ما بين عشر دقائق وخمس عشرة دقيقة للخطبتين الأولى والثانية معا كحد أقصى.
وكانت قد جاءت خطبة الجمعة الماضية الموافقة يوم 24 نوفمبر 2023م، 10 جمادي الأولي 1445هـ، بعنوان «القوة والثبات في مواجهة التحديات»، بتلاوة للقارئ الشيخ عبدالناصر حرك، وخطيبا الشيخ الدكتور أسامة فخري الجندي من علماء وزارة الأوقاف.
موضوع خطبة الجمعة اليوم
ومن المقرر أن يؤدي أئمة وخطباء وزارة الأوقاف خطبة الجمعة اليوم 1 ديسمبر 2023م، 17 جمادي الأولي 1445 هـ، بعنوان «الحذر واليقظة والإعداد في القرآن الكريم»، بتلاوة للقارئ الشيخ محمدي بحيري وخطيبا الدكتور محمد السيد نصار من علماء وزارة الأوقاف.
ويستقبل مسجد النور في العباسية، صلاة الجمعة الأولى من شهر ديسمبر 2023 م، 17 من جمادى الأولى 1445 هـ، حيث ينقل التليفزيون المصري وعدد من القنوات الخاصة والإذاعة شعائر صلاة الجمعة.
عناصر خطبة الجمعة اليوم 1 ديسمبر 2023:
أولًا: الحذرُ بينَ الجاهليةِ والإسلامِ.
ثانيًا: صورٌ وأشكالُ الحذرِ.
ثالثًا: الحذرُ مِن عذابِ الآخرةِ.
نص خطبة اليوم الجمعة الموافق 1 ديسمبر 2023:
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابِه الكريمِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ}، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا ونبيَّنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهُمَّ صلِّ وسلِّمْ وباركْ عليهِ، وعلى آلِهِ وصحبهِ، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ:
فإنَّ المتأملَ في القرآنِ الكريمِ يدركُ أنَّهُ حافلٌ بالتنبيهِ على الحذرِ واليقظةِ والإعدادِ، حيثُ جاءَ الأمرُ بالحذرِ مِن غضبِ اللهِ (عزَّ وجلَّ) وعقابِهِ، يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ}، ويقولُ سبحانَهُ: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ}، كما حذَّرَنَا سبحانَهُ مِن مخالفةِ أمرِ رسولِهِ ﷺ، فقالَ (جلَّ وعلا): {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}، وحذَّرَنَا سبحانَهُ مِن المنافقين وتلونِهِم، فقالَ تعالَى: {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ}.
كما حذَّرَنَا الحقُّ سبحانَهُ مِن الأعداءِ المتربصينَ بنَا، وأمرَنَا باليقظةِ لمخططاتِهِم، والإعدادِ لمواجهتِهَا، حيثُ يقولُ سبحانَهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُوا جَمِيعًا} ويقولُ (عزَّ وجلَّ): {وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً ۚ}، ويقولُ تعالَى: {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ}.
على أنَّ الحذرَ الذي يجبُ أنْ نتنبَّهَ لهُ قسمان: حذرٌ مِن عدوٍّ ظاهرٍ ومعلومٍ، والآخرُ مِن أذنابِ هذا العدوِّ أو المثبطينَ والمعوقين، وهم أشدُّ خطرًا مِن العدوِّ الظاهرِ، فمَا سقطتْ دولةٌ أو أُسقطتْ عبرَ التاريخِ إلّا كانتْ العمالةُ والخيانةُ أحدَ أهمِّ عواملِ وأسبابِ سقوطِهَا، وهذا ما حذَّرَنَا منهُ القرآنُ الكريمُ، حيثُ يقولُ سبحانَهُ عن المنافقينَ والمثبطينَ: {۞ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا ۖ وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ ۖ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ۖ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ ۚ أُولَٰئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا}، ويقولُ سبحانَهُ: {وَإِن يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُم بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَائِكُمْ ۖ وَلَوْ كَانُوا فِيكُم مَّا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا}، ويقولُ تعالَى: {إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ}، ويقولُ سبحانَهُ: {لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}، ويقولُ (جلَّ وعلَا): {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ فَإِن رَّجَعَكَ اللَّهُ إِلَىٰ طَائِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا ۖ إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ}.
**
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِنَا مُحمدٍ ﷺ، وعلى آلِهِ وصحبهِ أجمعين.