السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

محتجزون ولكن! كيف كانت إيميليا ملكة في غزة؟

الرئيس نيوز

لم يكن أحد يعرف من تكون إيميليا حتى ذكرتها والدتها في رسالة شكر إلى المقاومة الفلسطينية وذكرت الأم أن ابنتها إيميليا كانت "ملكة في غزة"، وهي عبارة أقرب إلى سطر من قصة للأطفال أو رواية، فمن هي إيميليا؟، ولماذا عاشت كملكة في غزة؟  

تبلغ إيميليا الخامسة من عمرها، وهي فتاة صغيرة ذات بشرة بيضاء وشعر أشقر وهي إسرائيلية كانت قبل السابع من أكتوبر، تعيش في إحدى مستوطنات غلاف قطاع غزة في فلسطين المحتلة من قبل الاسرائيليين منذ 1948. 

الأمر لم يقتصر منذ ذلك الحين على الاحتلال، بل كان أشبه بالإبادة بحق شعب بأكمله، وكان مولد إيميليا في غلاف غزة أحد المشاهد المفزعة لتجريد شعب فلسطين من وطنه ومقدراته ومحاولات متكررة لمحو تاريخه وطمس مستقبله، ليصبح جزءًا كبيرًا منه هائمًا في الشتات، وما تبقى هائمًا في شتات الداخل وعذابات القصف والتخريب والقتل والحرب والأسر والقمع اليومي المتنقل من جيل إلى جيل، أي من أجداد إيميليا إلى أبويها وصولًا إليها.

ويشكل قطاع غزة 1.33% من مساحة فلسطين الكلية، وهي المنطقة الثانية التي لم يستطع الاحتلال الإسرائيلي السيطرة عليها جنبًا إلى جنب مع أجزاء من الضفة الغربية، وكانت إسرائيل قد قامت بفصلهما بعد احتلالها للأراضي الواقعة بينهما لتنشأ بعدها ما يُسمى الكيبوتس، حيث تعيش إيميليا.

ولأن الضفة وغزة بقيتا كل هذه الفترة من المعضلات التي لم يستطع الاحتلال التعامل معها بفضل المقاومة القوية التي طورت قدراتها يومًا بعد يومًا، رغم الحروب المتتالية والحصار الدائم، سعت إسرائيل دائمًا إلى العمل على ضربها وتدميرها وارتكاب الاف المجازر بحق أهلها، فكان طوفان الأقصى في 7 أكتوبر ضد الاحتلال، ووقعت إيميليا ووالدتها والعشرات مثلهم في قبضة المقاومة الفلسطينية، إلى جانب العشرات أيضًا من الجنود والضباط في جيش الاحتلال. 

وأعلنت المقاومة أهداف العملية: اتمام عملية تبادل مع العدو تؤدي إلى إطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين الذين يمارس بحقهم شتى أشكال التعذيب النفسي والجسدي اليومي، إضافة إلى حقهم بالأرض والحرية.

لكن الاحتلال الإسرائيلي الذي تنتمي إيميليا لدولته، ليس سوى كيان متغطرس لا خطوط حمراء لديه، فخرج بكامل عتاده وتحالفاته الممتدة ورمى بحقد نادر آلاف الأطنان من المتفجرات واستشهد جراء القصف نحو 15000 فلسطيني من سكان غزة.

ووفقًا لتقرير الأناضول، حاصر الاحتلال القطاع مانعًا عنه كل مقومات الحياة، ودمر المستشفيات وأكثر من 50% من البنى التحتية، حتى أنه لم يأبه لإيميليا ووالدتها دانيال ومن معهم، الذين زعم أن سيستردهم بناره، إلى أن شعر بالعجز ورضخ ذليلًا.

وقبل أن يتم تسليم إيميليا ووالدتها ضمن صفقة تبادل أثناء الهدنة الراهنة، كتبت والدة الفتاة الصغيرة رسالة بالعبرية، وبها كلمتين عربيتين فقط في نهايتها وهما "شكرًا كتير" وكتبت الأم الإسرائيلية رسالة الشكر إلى من يفترض أنهم سجانوها، وقالت: "كانوا بالنسبة لابنتي بمثابة الأبوين، وتعترف إيميليا بأنكم كلكم اصدقاؤها ولستم مجرد أصدقاء وإنما أحبابٌ حقيقيون، شكرًا لكونكم غمرتموها بالحلويات والفواكه وكل شيء موجود حتى لو لم يكن متاحًا، بفضلكم ابنتي اعتبرت نفسها ملكة في غزة”.

قالت دانيال والدة إيميليا في رسالة وجهتها لأبطال الطوفان، في شهادة إسرائيلية نادرة على حسن معاملة المقاومة للأسرى وفي موقف يعكس التناقض الصارخ مع تعامل الاحتلال مع السجناء والمعتقلين والأسرى الفلسطينيين الذين يتم التنكيل بهم بمبرر أو بدون مبرر.