ماذا يحدث في الدوحة؟ تفاصيل مفاوضات تمديد الهدنة بغزة
يمارس كبار الوسطاء في عملية تبادل المحتجزين والأسرى بين إسرائيل وحماس، المزيد من الضغط على الجانبين لإطالة أمد الهدنة الراهنة في غزة، وبدء محادثات من شأنها إنهاء الحرب، وفقا لتصريحات مسؤولين مصريين وقطريين لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وتستمر المفاوضات بين إسرائيل وحماس في العاصمة القطرية الدوحة، لتمديد الهدنة الإنسانية مرة أخرى، وإطلاق المزيد من الرهائن الإسرائيليين المختطفين مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين.
وقال الكاتب الصحفي، ديفيد أجانتيوس، في صحيفة "واشنطن بوست"، إن اجتماعا عقد في الدوحة، أمس الثلاثاء، ضم مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ويليام بيرنز، ومدير الموساد الإسرائيلي، ديفيد بارنيا، ورئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي عمل كوسيط مع قادة حماس المقيمين بالدولة الخليجية.
ونقل أجانتيوس عن مصدر مطلع على المفاوضات قوله، إن فكرة "المزيد مقابل المزيد" تكتسب زخما في مفاوضات الرهائن بالنسبة لإسرائيل وحماس على حد سواء، وأوضح المصدر، وفقا لأجانتيوس، أنه "على الرغم من عدم تقديم أي التزامات نهائية قاطعة، فإن هناك رغبة لدى الجانبين" للتوصل إلى اتفاق واسع، من شأنه إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين مقابل فترات توقف أطول للقتال، وإطلاق سراح المزيد من السجناء والمعتقلين الفلسطينيين والسماح بتدفق أكبر للمساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة.
وطبقا للمصدر نفسه، فإن الوسطاء القطريين "طلبوا من حماس شرح معاييرها للإفراج عن الرهائن، ثم شاركوا تلك المعايير مع ممثل الموساد، الذي قدم تفاصيل متطلبات إسرائيل".
وذكر أن "المفاوضين اتفقوا على 5 فئات من الرهائن الإسرائيليين للإفراج عنهم مستقبلًا، هي الرجال الذين تجاوزوا سن الخدمة العسكرية الاحتياطية، والمجندات، وجنود الاحتياط الذكور، والجنود الذكور في الخدمة الفعلية، وجثث الإسرائيليين الذين ماتوا قبل أو أثناء الاحتجاز".
عقبات في الطريق
وأوضح المصدر أن حماس أبدت "استعدادها للتفاوض على جميع الفئات الخمس"، مضيفا أن معايير التبادل - مثل عدد السجناء الفلسطينيين الذين سيتم تبادلهم مقابل كل مختطف إسرائيلي، وعدد الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم كل يوم، وحجم المساعدات الإنسانية التي سيتم إرسالها إلى غزة – لم يتم تحديدها بعد.
بالإضافة إلى حماس، يتوزع باقي الرهائن بين فصائل فلسطينية مختلفة إذ تحتجز حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية عددًا آخر من الرهائن ولكن بعض المختطفين الآخرين محتجزون لدى جماعات متشددة صغيرة لا تعدو كونها عائلات مفردة وفقا لأجانتيوس.
وقال المصدر الذي تحدث مع الكاتب الأمريكي، إن حماس أبلغت القطريين بأنهم "واثقون من قدرتهم على إعادة الجميع"، على الرغم من أنهم متفرقون وتتمثل إحدى العقبات في أنه في حين كانت حركتا حماس والجهاد تحتجزان رهائنهما في الأنفاق، حيث كانوا آمنين نسبيا من القصف، فربما كانت الجماعات الأصغر تحتجز المختطفين فوق الأرض، أي أنهم ظلوا في خطر أكبر طوال قصف الاحتلال الدموي لقطاع غزة.
وأضاف المصدر أن حماس "ليست متأكدة ممن بقوا على قيد الحياة" وصرح مسؤولون مصريون كبار لصحيفة "وول ستريت جورنال"، بأن الوسطاء القطريين والمصريين يضغطون من أجل الخطوات التالية التي من شأنها وقف القتال لفترة أطول، على أمل أن يتطور إلى وقف دائم لإطلاق النار، وبالإضافة إلى السماح بالإفراج عن المزيد من الرهائن، فإن تمديدات إضافية للهدنة يمكن أن تمنح إسرائيل مزيدا من الوقت لتحديد التسوية السياسية بعد الحرب في القطاع والتحضير لها، وفقا للصحيفة الأمريكية.