الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

نيويورك تايمز: هل أطلق بونابرت مدافعه على أهرامات مصر؟

الرئيس نيوز

تستعد دور العرض السينمائي لافتتاح فيلم نابليون للمخرج البريطاني ريدلي سكوت، بالتزامن مع عطلة عيد الشكر، وقد أثارت مشاهد بالفيلم نوعًا من الجدل حول دقة المعلومات التاريخية، وبصفة خاصة حول حقيقة إطلاق نابليون المدافع على أهرامات الجيزة في مصر.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنه لا يتواجد دليل على أن قوات الحملة الفرنسية أطلقت المدفعية على الأهرامات، أو أن قوات نابليون أطلقت نيرانها على أنف أبو الهول.

واستشهدت الصحيفة بوجهة نظر سليمة إكرام، أستاذة علم المصريات في الجامعة الأمريكية في القاهرة والتي أكدت عدم إطلاق النار على الأهرامات أو التمثال التاريخي وأضافت "مما نعرفه، كان لنابليون تقدير كبير لأبي الهول والأهرامات واستخدمها كوسيلة لحث قواته على مجد أكبر".

وفي مقابلة مع صحيفة ذا تايمز اللندنية، قال المخرج لدى سؤاله إن كان نابليون فعلا قد عمد إلى تفجير أهرامات مصر: "لا أعلم إن كان قد فعل ذلك.. لكنها كانت طريقة سريعة لنقول في فيلمنا إن الأمر قد استتبت للحملة الفرنسية في مصر".

وانتقد بعض المؤرخين المخرج سكوت، لكن الكثيرين يأملون أن يثير "نابليون" الاهتمام بالأحداث التي ألهمت الفيلم. وعلى الرغم من أن نابليون لم يوجه أي مقذوفات حرفيا على الأهرامات، إلا أن غزوه لمصر كان له تأثير عميق على التراث الثقافي المصري وكيف يفهمه العالم اليوم.

وقال ألكسندر ميكابريدزه، الأستاذ في جامعة ولاية لويزيانا في شريفبورت والمتخصص في تاريخ نابليون. أن غزو نابليون أسفر أيضا عن إرث علمي وثقافي معقد، وأضاف: كان "بداية علم المصريات، بداية هذا الانبهار بمصر والرغبة في استكشاف التاريخ المصري والثقافة المصرية".

وكانت الحملة الفرنسية في مصر من عام 1798 إلى 1801، مدفوعة بطموحات نابليون الاستعمارية والرغبة في إحباط النفوذ البريطاني. ولكن بالإضافة إلى حشد جيش من حوالي 50 ألف رجل، اتخذ نابليون قرارا غير عادي بدعوة أكثر من 160 عالما، في مجالات مثل علم النبات والجيولوجيا والعلوم الإنسانية وغيرها لمرافقة الغزو.

وثق علماء وفنانو الحملة الفرنسية المناظر الطبيعية والثقافية في مصر، والتي قاموا بتجميعها في النهاية في منشور أساسي، عام 1809، يحتوي على إدخالات مفصلة حول مجمع أهرامات الجيزة.
وكان ذلك أحد الأسباب التي تجعل المؤرخين يعرفون أن نابليون زار الأهرامات، كما هو موضح في فيلم سكوت، على الرغم من أنه من غير المحتمل أن يعتبر الهياكل أهدافا عسكرية.

وفي جهودهم لتوثيق التراث الأثري الواسع لمصر، استولى العلماء الفرنسيون على العديد من القطع الأثرية المهمة، بما في ذلك حجر رشيد، المعروف باسم "Rosetta Stone"، وهو صخرة منقوشة بثلاث لغات أثبتت فعاليتها في فك رموز الهيروغليفية المصرية القديمة.

وانتهى الأمر بالحجر والعديد من الغنائم الأخرى في أيدي البريطانيين بعد انهيار السيطرة الفرنسية على مصر في عام 1801. بحلول ذلك الوقت، وعودة نابليون إلى فرنسا.

وبعد الحملة الفاشلة، انتشرت أخبار عجائب مصر الثقافية في جميع أنحاء أوروبا وأطلقت موجة جديدة من الهوس بمصر وحضارتها حول العالم وقد أدت هذه الشهية التي لا تشبع للآثار المصرية إلى قرون من الاستكشاف والتنقيب واستغلال الثقافة المادية الواسعة في المنطقة.