الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

ترحيب دولي بصفقة تبادل الأسرى وآمال بوقف الحرب

وسط نزيف دماء ودمار.. غزة تستيقظ على اتفاق هدنة بين إسرائيل وحماس

الرئيس نيوز

اتفقت إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، اليوم الأربعاء، على هدنة، تحمل أول انفراجة بعدما دك جيش الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة لأسابيع ودمر أجزاء كبيرة منه في إطار سعيه لمحو أي مظهر للحياة الإنسانية في القطاع وصولا لتهجير السكان.

وحظي الاتفاق بين إسرائيل وحماس لتبادل محتجزين من الطرفين وتنفيذ هدنة إنسانية في قطاع غزة، بتأييد دولي واسع، وسط آمال بالانتقال من الهدنة القصيرة إلى وقف شامل للحرب.

وأعلنت حركة حماس، اليوم الأربعاء، تفاصيل اتفاق التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي، والذي تم بوساطة مصرية قطرية.

وذكرت الحركة في بيان، أنها توصلت إلى اتفاق هدنة إنسانية (وقف إطلاق نار مؤقت) لمدة أربعة أيام، بجهود قطرية ومصرية حثيثة ومقدّرة، يتم بموجبها وقف إطلاق النار من الطرفين، ووقف كل الأعمال العسكرية لجيش الاحتلال في كافة مناطق قطاع غزة، ووقف حركة آلياته العسكرية المتوغلة في قطاع غزة.

بنود اتفاق إسرائيل وحماس

وأضافت أن الاتفاق يتضمن إدخال مئات الشاحنات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود، إلى كل مناطق قطاع غزة، بلا استثناء شمالًا وجنوبًا.

كما يشمل الاتفاق إطلاق سراح 50 من محتجزي الاحتلال من النساء والأطفال دون سن 19 عامًا، مقابل الإفراج عن 150 من النساء والأطفال من الفلسطينيين من سجون الاحتلال دون سن 19 عامًا وذلك كله حسب الأقدمية.

وتضمن الاتفاق وقف حركة الطيران الإسرائيلي في جنوب القطاع على مدار الأربعة أيام، وكذا وقف حركة الطيران في (الشمال) لمدة 6 ساعات يوميًا من الساعة 10:00 صباحًا حتى الساعة 4:00 مساء، كما يلتزم الاحتلال الإسرائيلي خلال فترة الهدنة بعدم التعرض لأحد أو اعتقال أحد في كل مناطق قطاع غزة، فيما يضمن الاتفاق حرية حركة الناس من الشمال إلى الجنوب على طول شارع صلاح الدين.

ومن جانبها، أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي موافقتها، صباح اليوم الأربعاء، في تصويت غير مسبوق، على اتفاق لإطلاق سراح حوالي 50 محتجزًا إسرائيليًا في غزة، ووقف إطلاق النار لمدة أربعة أيام على الأقل.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن 30 وزيرًا من أعضاء الحكومة صوتوا لصالح الصفقة، بينما عارضها 3 وزراء من حزب عوتسما يهوديت (إيتمار بن جفير)، ومن المتوقع أن تبدأ عملية التنفيذ، الخميس.

ترحيب أمريكي

ورحب الرئيس الأمريكي جو بايدن بصفقة تبادل المحتجزين بين إسرائيل وحماس، مشيدًا بجهود الوساطة التي بذلتها مصر وقطر.

ونقل البيت الأبيض عن بايدن قوله في بيان: أشكر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على قيادتهما الحاسمة وشراكتهما في التوصل إلى هذا الاتفاق.

وأكد بايدن أن من المهم تنفيذ جميع جوانب الصفقة بين إسرائيل وحماس بالكامل، وقال إنها ستعيد المزيد من الرهائن الأمريكيين إلى بلادهم، متعهدًا بألا تتوقف المساعي حتى يتم إطلاق سراحهم جميعًا.

مصر والحلول النهائية

وبدوره، رحَّب الرئيس عبد الفتاح السيسي بنجاح جهود الوساطة في التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس لتبادل المحتجزين، وتنفيذ هدنة إنسانية في قطاع غزة.

وعبر السيسي في بيان عن ترحيبه بما نجحت به الوساطة المصرية القطرية الأمريكية في الوصول إلى اتفاق على تنفيذ هدنة إنسانية في قطاع غزة، وتبادل للمحتجزين لدى الطرفين.

وأكد استمرار الجهود المصرية المبذولة من أجل الوصول إلى حلول نهائية ومستدامة تحقق العدالة، وتفرض السلام، وتضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

وقف الحرب

وأعلنت وزارة الخارجية القطرية اليوم الأربعاء، أن اتفاق الهدنة الإنسانية لمدة 4 أيام بين إسرائيل وحركة حماس قابلة للتمديد، مشيرة إلى أنه سيتم الإعلان عن موعد دخولها حيز التنفيذ خلال 24 ساعة.

وأضافت الخارجية القطرية، في بيان، أن أعداد المفرج عنهم في صفقة التبادل بين الجانبين ستزيد في مراحل لاحقة من تطبيق الاتفاق.

وأكدت استمرار مساعيها الدبلوماسية لخفض التصعيد وحقن الدماء وحماية المدنيين، وثمّنت بهذا الصدد الجهود التي بذلتها مصر والولايات المتحدة في دعم جهود الوساطة وصولًا إلى هذا الاتفاق.

وعبَّر وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن أمله أن تؤسس الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس لاتفاق شامل ومستدام يوقف آلة الحرب، ويفضي لمحادثات جادة لعملية سلام شامل وعادل، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية.

ورحبت وزارة الخارجية الأردنية بالجهود التي بذلتها قطر بالشراكة مع مصر والولايات المتحدة وأفضت للتوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية في قطاع غزة.

وشددت الخارجية الأردنية في بيان، على أهمية أن تكون هذه الهدنة خطوة تفضي إلى وقف كاملٍ للحرب على قطاع غزة، وأن تسهم في وقف التصعيد واستهداف الفلسطينيين وتهجيرهم قسريا.

وأكدت على ضرورة ضمان إسهام الاتفاق في تأمين وصول المساعدات الإنسانية الكافية لكافة مناطق القطاع، وبما يلبي جميع الاحتياجات وبما يحقق الاستقرار ويضمن بقاء أهالي غزة في أماكن سكناهم.

تأييد فلسطيني

ورحَّبت القيادة الفلسطينية باتفاق الهدنة في قطاع غزة، معبرة عن تقديرها لجهود الوساطة المصرية القطرية في هذا الصدد، ودعت في الوقت ذاته لوقف شامل للهجمات الإسرائيلية.

وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ على منصة X، إن الرئيس محمود عباس والقيادة ترحب باتفاق الهدنة الإنسانية، وتثمن الجهد القطري المصري الذي تم بذله.

وجدد الشيخ الدعوة للوقف الشامل للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وإدخال المساعدات الإنسانية، وتنفيذ الحل السياسي المستند للشرعية الدولية، وبما يؤدي إلى إنهاء الاحتلال، ونيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله وسيادته.

دعم إسرائيلي

عبَّر الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوج عن تأييده لاتفاق تبادل المحتجزين والهدنة الإنسانية بين إسرائيل وحركة حماس.

وأضاف هرتسوج في بيان: أتمنى أن تكون هذه خطوة أولى نحو إعادة المزيد من المختطفين إلى البلاد.

وأكد مواصلة إسرائيل وجيشها وأجهزتها الأمنية التحرك في كل الاتجاهات التي تؤدي إلى تحقيق هذه الغاية مع استعادة الأمن الكامل للمواطنين الإسرائيليين.

روسيا والصين

رحَّبت روسيا  على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، بصفقة تبادل المحتجزين والهدنة الإنسانية بين إسرائيل وحركة حماس.

وأشادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية بالجهود الخاصة المبذولة لتنفيذ نداء المجتمع الدولي لوقف التصعيد. 

كما رحبت الصين، عبر بيان لوزارة الخارجية، بالاتفاق بين إسرائيل وحماس، وأعربت عن أملها في أن يساعد ذلك على تخفيف الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.

وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينج خلال مؤتمر صحفي دوري: نرحب باتفاق وقف إطلاق النار المؤقت الذي توصل إليه الأطراف المعنيون، ونأمل بأن يساعد على تخفيف وطأة الأزمة الإنسانية، ويساهم في خفض التصعيد والتوترات.

وأضافت أنه منذ اندلاع الجولة الحالية من الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، تدعو الصين إلى وقف لإطلاق النار، وبذلت جهودًا متواصلة لتهدئة الوضع وحماية المدنيين وتقديم المساعدة الإنسانية.

أوروبا واستغلال توقف القتال

كما رحبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بالاتفاق، مؤكدة بذل قصارى جهدها لاستغلال هذا التوقف (في القتال) من أجل زيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وعبَّرت فرنسا عن أملها في أن يتم إطلاق سراح 8 من مواطنيها يعتقد أنهم محتجزون لدى حماس في قطاع غزة.

وقالت وزيرة الشؤون الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا: نأمل أن يكون هناك فرنسيون ضمن أول دفعة من المحتجزين الذين سيطلق سراحهم.

من جهته، وصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون الاتفاق بين إسرائيل وحماس بالخطوة الحاسمة.

وقال كاميرون في بيان، إن هذا الاتفاق خطوة هامة نحو طمأنة عائلات الرهائن ومعالجة الأزمة الإنسانية في غزة، وحث جميع الأطراف على ضمان تحقيق الاتفاق بالكامل.

خطوة نحو إنهاء الحرب

وأشاد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي بجهود قطر ومصر والولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية تساهم في تخفيف الأوضاع المأساوية في قطاع غزة.

وعبر البديوي، في بيان، عن أمله بأن يساهم هذا الاتفاق بدخول العديد من المساعدات الإنسانية والإغاثية والوقود لأهالي غزة، وأن تكون هذه الهدنة بداية للوقف الدائم لإطلاق النار وإنهاء الأزمة في القطاع، ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني.

شروط حركة الجهاد

وقالت حركة الجهاد الفلسطينية، إنها لن تحرر أي محتجزين إسرائيليين غير مدنيين لديها، إلا بعد الإفراج عن جميع المعتقلين الفلسطينيين في سجون إسرائيل.

وأكدت الحركة في بيان على موقفها الثابت بأن أسرى العدو من غير المدنيين، الذين في أيديهم، لن ينالوا الحرية حتى تحرير كل الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال.

وشددت على استمرارها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، على المستويات الميدانية والسياسية كافة، وصولًا إلى إحباط جميع أهداف هذا العدوان.

نزيف دماء ودمار

وفي الأثناء، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، من أن مأساة صحية تهدد قطاع غزة بسبب نقص الوقود والمياه.

وقال الناطق باسم المنظمة إنه في حالة عدم توفير الوقود بكميات كافية سنشهد انهيار مرافق الصرف الصحي، مما يهيئ الظروف لانتشار الأمراض وحصول مأساة.

ومنذ بدء التصعيد في غزة مطلعَ أكتوبر الماضي، تمنع إسرائيل دخول أي شحنات وقود للقطاع، لكنها سمحت مؤخرا بإدخال عدة آلاف من اللترات لصالح وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بالإضافة إلى شركة الاتصالات الفلسطينية.

وتسبب منع إسرائيل لإدخال الوقود إلى غزة في توقف ضخ الماء من 76 بئرا، إلى جانب توقف محطتي تحلية المياه التابعة للأونروا، فضلا عن توقف 15 مضخة للصرف الصحي، وهو ما يمثل خطرا شديدا على الصحة العامة.

وخلف النقص في الوقود مأساة إنسانية، بعد أن واجه أطفال خدج مصيرا مجهولا في مستشفى الشفاء بغزة، إذ توقف العمل في قسم الحضانات بسبب انقطاع الكهرباء ونفاد الأوكسجين، قبل أن يتم نقلهم إلى مستشفيات في الجانب المصري.

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فإن عدد الشهداء منذ السابع من أكتوبر تجاوز 13 ألفا، وعشرات آلاف آخرون أصيبوا، علاوة على نزوح نحو مليون ونصف المليون شخص في قطاع غزة، نصفهم من الأطفال.