"فوكس نيوز": ما نتائج اجتماع بكين بشأن الحرب في غزة؟
وفقًا للنظرة الأمريكية التقليدية، تابعت الصحافة الأمريكية المباحثات الدبلوماسية، بمشاركة عربية إسلامية كبيرة لأزمة غزة الراهنة كاستعراض عضلات للصين ومحاولة لإظهار قوتها الدبلوماسية من خلال اجتماع كبير في بكين وكانت العاصمة الصينية قد رحبت بوزراء خارجية عدد من دول الشرق الأوسط والدول الإسلامية في محاولة لوضع نهاية للحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في أسرع وقت ممكن، ولكن شبكة فوكس نيوز نظرت إلى المشاورات الصينية العربية الإسلامية كمحاولة لممارسة نفوذ الصين.
واستضاف كبير دبلوماسي الصين وزراء من المملكة العربية السعودية ومصر والأردن والسلطة الفلسطينية وإندونيسيا، كما شارك في المباحثات الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي حسين ابراهيم طه، وصرح وزير الخارجية الصيني بأن بلاده ستعمل مع "إخواننا وأخواتنا" في العالم العربي والإسلامي لمحاولة إنهاء الحرب في غزة في أقرب وقت ممكن.
وقال وزير الخارجية الصيني وانج يي لضيوفه من الدبلوماسيين العرب والمسلمين إن قرارهم بزيارة بكين يظهر مستوى الثقة العالي في بلاده، وأكد وانج في كلمته الافتتاحية في دار ضيافة دياويوتاي في بكين قبل بدء محادثاتهما "أن الصين صديق وشقيق جيد للدول العربية والإسلامية وقد حافظنا دائمًا بحزم على الحقوق والمصالح المشروعة للدول العربية والإسلامية ودعمنا دائمًا بقوة القضية العادلة للشعب الفلسطيني".
ويعد هذا الاجتماع بمثابة شهادة على النفوذ الجيوسياسي المتنامي للصين ودعمها الطويل الأمد للفلسطينيين والدولة الفلسطينية وتدعم الصين منذ فترة طويلة الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية وكثيرا ما تدين إسرائيل بسبب مستوطناتها في الأراضي والجدير بالذكر أن الصين لم تنتقد هجوم حماس الأولي في 7 أكتوبر.
ودعا وزير الخارجية السعودي خلال محادثات الاثنين إلى وقف فوري لإطلاق النار ودخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة وقال الأمير فيصل بن فرحان آل سعود: "لا تزال أمامنا تطورات خطيرة وأزمة إنسانية عاجلة تتطلب تعبئة دولية للتعامل معها ومواجهتها"، مضيفًا إن السعودية تقدر قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يدعو إلى هدنة إنسانية عاجلة وممتدة في غزة، وأردف: "لكننا لا نزال بحاجة إلى المزيد من الجهود والتعاون".
وزعمت سفيرة إسرائيل لدى الصين، إيريت بن آبا، أن سلطات الاحتلال تسمح بدخول مساعدات إنسانية كافية إلى غزة بالتعاون مع المنظمات الدولية، وأن "الضغط على إسرائيل في هذا الصدد له دوافع سياسية ولا يفضي إلى المساعدات الإنسانية الضرورية التي يتم تقديمها".
وأصبحت الصين - ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة – تتحدث بصراحة بشكل متزايد في الشؤون الدولية، بل إنها انخرطت بشكل مباشر في بعض هذه الشؤون في الآونة الأخيرة وفي مارس، ساعدت بكين في التوسط في اتفاق شهد إعادة العلاقات بين السعودية وإيران بعد سبع سنوات من التوتر ووضعت الصفقة الصين بشكل مباشر في موقع صانع الصفقات الدولية، وهو المكان الذي احتلته القوى العالمية ذات الوزن الثقيل منذ فترة طويلة مثل الولايات المتحدة وروسيا.