الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

إندبندنت: طفل اسكتلندي يعثر على تمثال مصري قديم في مدرسته

الرئيس نيوز

سلّطتْ صحيفتا ذا إندبندنت وذا جارديان البريطانيتين الضوء على سر كنز مصري قديم تم العثور عليه مدفونًا في أرض فناء مدرسة خاصة في اسكتلندا، وهي قصة مذهلة تعرفها جميع عائلات بلدة ميلفيل، ويعود تاريخ القصة إلى عام 1952، وكان تلميذ بمدرسة خاصة في البلدة يحفر للعثور على جذور البطاطس أثناء مساعدة البستاني في أرض مدرسته كجزء من عقوبة مدرسية عادية.

وعثر التلميذ بالصدفة على جسم منتفخ مدفون في تربة الحديقة وظن في البداية أنه ثمرة بطاطس، ليكتشف لاحقًا أنه عثر على تحفة مصرية هي عبارة عن رأس تمثال صنع في مصر القديمة قبل حوالي 4000 عام.

وقد تبدو فكرة العثور على كنوز قديمة مدفونة في الريف الاسكتلندي، وليس تحت رمال القاهرة، مستبعدة إلى حد ما ومع ذلك، كان هذا هو التمثال الأول من بين 18 قطعة أثرية مصرية تم اكتشافها في ثلاث مناسبات منفصلة من قبل تلاميذ المدارس على مدار حوالي 30 عامًا في أكثر الأماكن غير المتوقعة - منزل ملفيل، وهو مبنى تاريخي بالقرب من أبرشية مونيميل الصغيرة في فايف.

وقالت ذا جارديان إن معظم الآثار موجودة الآن في متاحف اسكتلندا الوطنية، والتي تحكي لأول مرة القصة الرائعة وراء الاكتشافات وفي عام 1952، احتلت مدرسة دالهوزي الخاصة مبنى منزل ملفيل وأحضر أحد المعلمين اكتشاف الصبي إلى المتحف الملكي الاسكتلندي آنذاك حيث أدرك عالم المصريات المتميز، سيريل ألدريد، أهميته كرأس تمثال مهم من الحجر الرملي الأحمر يعود تاريخه إلى منتصف الأسرة الثانية عشرة، أي (حوالي 1922-1855 قبل الميلاد)، والذي تشير جودته إلى وجود ورشة ملكية خاصة لصنع هذا النوع من التماثيل.

وبعد أربعة عشر عامًا، في عام 1966، تم العثور على تمثال صغير من البرونز المصري لثور أبيس في أرض المدرسة نفسها من قبل التلاميذ الذين كانوا يؤدون تمرينات التربية البدنية في الهواء الطلق وأثناء تمرين القفز، سقط أحد الصبية على نتوء بارز من الأرض وتبين أن تاريخ التمثال يعود إلى العصر المتأخر أو العصر البطلمي (حوالي 664-332 قبل الميلاد).

وأحضر المعلم المشرف، "سير ماكني"، القطعة الأثرية إلى المتحف للتعرف عليها ومن أغرب المصادفات أنه كان هو نفس الصبي الذي عثر على الرأس في عام 1952 وعرض ألدريد أن يقوم موظفو المتحف بتنظيفه، لكن ماكني أخذ الثور معه واختفى دون أن يترك أثرًا، وبعد إغلاق مدرسة دالهوزي، تم شراء ملفيل هاوس في عام 1975 من قبل مجلس فايف الإقليمي آنذاك، والذي استخدمه حتى عام 1998 كمدرسة داخلية للمخالفين الشباب والأطفال الذين يعانون من مشاكل سلوكية.

وفي عام 1984، كانت الدكتورة إليزابيث جورنج هي أمينة المتحف لعلم آثار البحر الأبيض المتوسط عندما قامت مجموعة من المراهقين بزيارة المتحف حاملين معهم قطعة للتعرف عليها وشعروا أنه قد يكون من الآثار القديمة، وتبين أنه تمثال برونزي مصري قديم لرجل وتذكرت جورنج سلفها في منصب أمين المتحف، ألدريد، وهو يخبرها عن الاكتشافات المصرية السابقة في أراضي ملفيل، وأدركت إليزابيث جورنج أن التماثيل التي عثر عليها هناك لا بد أن تكون متصلة ببعضها البعض وهذه واحدة من أكثر القصص غير العادية التي حدثت لي خلال 26 عامًا في المتحف وقد أثبت اكتشافها بما لا يدع مجالًا للشك أنه كانت هناك مجموعة من التماثل بالموقع ذات يوم، ولكن كيفية وصول الآثار إلى هناك، ولماذا انتهى بها الأمر مدفونة، فلا تزال لغزًا كبيرًا.

وبسبب فضولها، قررت إليزابيث جورنج "البحث بشكل أعمق"، ورتبت لزيارة المدرسة لتحديد مكان دفن التمثال ومع ذلك، بحلول الوقت الذي تم فيه إحضارها إلى المتحف بعد حوالي ثلاث سنوات، كان مكتشف التمثال قد انتهى به الأمر في سجن ساوتون في إدنبرة ولكن تم ترتيب لقاء معه في منزل ملفيل تحت إشراف ضابط المراقبة، وأطلعها على مكان العثور على التمثال.

واتفق الخبراء في المتحف البريطاني على أن التمثال يمثل كاهنًا يقدم القرابين، وهو موضوع غير معتاد ومن المحتمل أنه تم إنشاؤه خلال الأسرة الخامسة والعشرين (حوالي 747-656 قبل الميلاد) واستكشفت إليزابيث جورنج الموقع بشكل أكبر، فعثرت على آثار أخرى، بدءًا من الجزء العلوي من تمثال خزفي جميل للإلهة إيزيس وهي ترضع ابنها حورس، إلى جزء من لوحة خزفية تحمل عين حورس.

ويعتبر المبنى منزلًا فخمًا ورائعًا تم تشييده من قبل إيرل ملفيل الأول في عام 1697، وهو الآن بمثابة مكان إقامة لقضاء العطلات بنظام الخدمة الذاتية. 

وامتد بحث إليزابيث جورنج إلى الملكية القانونية للآثار، لتحديد ما إذا كان قد تم تجميعها من قبل أحد أفراد عائلة ليفين وملفيل الذين كانوا يشغلون العقار ذات يوم ولكن، في عام 1984، تم الاتفاق على أن اكتشافات ذلك العام يجب أن تعامل على أنها كنز ثمين حصل عليه المتحف.

ويتم سرد قصة الاكتشافات لأول مرة من قبل إليزابيث وخليفتها في أمانة المتحف الدكتورة مارجريت ميتلاند، في وقائع جمعية الآثار الاسكتلندية المقبلة، والتي ستنشر في 30 نوفمبر.

وأضافت الصحيفتان البريطانيتان أن أحد التفسيرات المحتملة هو أن الإسكندر، اللورد بالجوني، وريث الملكية، قد حصل على تلك الآثار عندما زار مصر عام 1856 مع شقيقتيه لتحسين حالته الصحية السيئة بعد مرضه أثناء مشاركته في حرب القرم ولكنه عاد إلى بريطانيا أكثر ضعفًا وتدهورت صحته، وتوفي عام 1857، عن عمر يناهز 24 عامًا، بسبب مرض السل.

ومن الممكن أن يكون هذا هو السبب وراء الحزن والارتباط الحزين للآثار بوفاته المبكرة دفع أحد أقاربه إلى التخلص منها ومن الممكن أيضًا أن تكون قصص "لعنة المومياء"، التي يرجع تاريخها إلى ستينيات القرن التاسع عشر، قد ربطت هذه الآثار بسوء الحظ، مما دفع أحدهم إلى دفنها.

وقال ميتلاند، المنسق الرئيسي لمتحف اسكتلندا للبحر الأبيض المتوسط القديم: "لا يمكننا التأكد مما إذا كانت الخرافات لعبت أي دور في التخلي عن تلك التماثل ودفنها، لكن الأمر ليس مستحيلا".

يتم عرض رأس الحجر الرملي، الذي يبلغ ارتفاعه 110 ملم، في المتحف وقال ميتلاند: "إنه تحفة فنية غير عادية، ومهمة للغاية من حيث الثقافة المصرية".

وأوضحت إليزابيث جورنج: "يمكن لكل أمين متحف أن يروي لك بعض القصص غير العادية، ولكن هذه واحدة من أكثر القصص غير العادية التي حدثت لي خلال 26 عامًا في المتحف".