الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل

عاجل| بعد 5 أسابيع من الحرب.. ما حجم الدمار الذي لحق بغزة جراء العدوان الإسرائيلي؟

الرئيس نيوز

سلطت شبكة «بي بي إس نيوز أور» الإخبارية الأمريكية الضوء على حجم الدمار الهائل الذي لحق بغزة بعد 5 أسابيع من العدوان الإسرائيلي الغاشم على القطاع المحاصر.

وأكد مراسلو الشبكة الأمريكية، أن نظام الرعاية الصحية والمستشفى المركزي في غزة في حالة انهيار منذ 5 أسابيع -أي منذ هجوم 7 أكتوبر الماضي.

ودخلت المراسلة ليلى مولانا ألين قطاع غزة، أمس الاثنين، وسجلت ملاحظاتها عن القتال الدائر هناك، كما رصدت تحرك السكان في غزة باتجاه جنوب القطاع.

وأصر جيش الاحتلال على مراجعة الفيديو الذي سجلته مراسلة الشبكة الأمريكية في غزة، بزعم الحفاظ على أمن العمليات.

مباني سويت بالأرض

وأكدت المراسلة في شهادتها أنه لم تعد أي طرق متبقية في غزة، وبينما عبرت الحدود إلى غزة، من نفس المسار الترابي الذي استخدمته المقاومة في تنفيذ هجوم 7 أكتوبر باتجاه المستوطنات الواقعة بغلاف غزة، لاحظت أن العديد من المباني على حدود القطاع قد سويت بالأرض.

ونقلت المراسلة عن مصدر عسكري بجيش الاحتلال قوله: "نعتقد أن جحر الديك -وهي قرية زراعية يسكنها 5000 شخص- كانت نقطة تخطيط رئيسية ونقطة انطلاق لهجوم 7 أكتوبر الماضي".

وسجلت المراسلة في مشاهدتها الكثير من المواقع الاستيطانية والكثير من الصواريخ المضادة للدبابات التي شاهدت آثارها، وكانت العديد من المنازل مفخخة بالأسلاك التي انفجرت قبل أن يتمكن جنود جيش الاحتلال من دخولها.

ويدعي جيش الاحتلال العثور على أكثر من موقع وجدت فيها الأنفاق فيها وتم تمويهها وتغطيتها، ويعتقد جيش الاحتلال أن الأنفاق التي يزعم رصدها هي جزء من شبكة أنفاق أكبر.

وتحدث مسؤول جيش الاحتلال المقدم جلعاد باسترناك عن مئات الحفر والأنفاق المفتوحة التي بنتها المقاومة تحت الأرض خلال السنوات الماضية.

وقال: "في هذه القرية فقط وجدنا خمس حفر وثلاثة أنفاق رئيسية تحت المنازل"، ولكن جيش الاحتلال رفض اطلاع المراسلة على الأنفاق لذا فهي لم تشاهد نفقًا بعينيها، واعتمدت فقط على ما قيل لها من قبل جلعاد الذي ادعى أن جيش الاحتلال لا يستطيع إظهار هذه الأنفاق للمراسلين بدعوى أن هناك خطرًا من وجود مقاتلين نشطين بالداخل.

ويزعم جلعاد أن لكل نفق غرض مختلف، على سبيل المثال، أنفاق يستعان بها بالقرب من جنود جيش الاحتلال من أجل التسلل إليهم أو تطويقهم من الأسفل وضربهم، ولا يستبعد جلعاد أنه قد يكون واقفًا في أي لحظة فوق أنفاق لم يعثر عليها جيش الاحتلال بعد. 

وتابعت المراسلة: "من الصعب تصديق أن أي شخص يمكن أن يعيش هنا مرة أخرى فقد بلغ حجم الدمار هنا منتهاه وفي العديد من القرى الأخرى على طول حدود غزة مع إسرائيل، كل بيت مدمر".

ويقول مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، إن 45 بالمئة من منازل غزة تضررت بالفعل أو دمرت بالكامل.

وبينما تحرك المراسلون أكثر داخل الشريط، شاهدوا عددًا من المركبات المدرعة المدمرة، وفجأة، جاء نداء عاجل على اللاسلكي فقد أصيب جندي من جنود الاحتلال في الموقع الذي كان المراسلون يتجهون إليه، وأُبلغ الفريق بأن أحد جنود الاحتلال قد أصيب برصاصة في رقبته، ربما على يد قناص وبدأت محاولة تنظيم عملية إخلاء بطائرة هليكوبتر وتولى جلعاد التنسيق بين الجندي المصاب والمروحية وسيارة الإسعاف وشقت القافلة طريقها وعلى متنها الضحايا نحو الحدود.

وفي الأمام، ظهر المدنيون من سكان غزة سيرًا على الأقدام من فوق قمة موقع عسكري، وشوهدوا بوضوح بسبب الحقائب القليلة التي كانوا يحملونها، وبدت على وجوههم آثار لأسابيع من الخوف المستمر والخسائر المدمرة.

وفي حين تواصل إسرائيل قصف غزة جوًا وبرًا وبحرًا، استطاع المراسلون رؤية مئات من المدنيين الغزيين وهم يحاولون الإخلاء على الطريق السريع الرئيسي الذي يربط بين الشمال والجنوب وكان من الواضح أنهم مرهقون وجائعون، وفي الخلفية، يمكن سماع إطلاق النار، والذي يقول جيش الاحتلال للمراسلين إنه من مقاتلي المقاومة الفلسطينية.

وينادي جيش الاحتلال بانتظام باللغتين العبرية والإنجليزية، على أمل العثور على الرهائن المختبئين بين الحشود والإشارة إليهم بالخروج.

مسيرة طويلة نحو المجهول

وتم الاتفاق على وقف القتال اليومي لمدة أربع ساعات لعمليات الإجلاء ولكن على الرغم من إعلان ساعات التوقف لا يوجد أي علامة على تطبيقها حتى أمس الاثنين، بحسب مراسلو الشبكة الأمريكية.

وقابلت المراسلة مدنيًا فلسطينيًا يدعى أبو شادي الحايك وقال لها إن مجتمعه عانى بما يفوق الخيال ويواجه الآن مسيرة طويلة نحو المجهول.

وأضاف أبو شادي: "ليس لدينا طعام أو ماء ونحن نازحون من منزلنا وقد تم تدمير بنايتنا وممتلكاتنا بداخلها وأنا أهرب بدون ملابس أسرتي نحن جميعًا بدون ملابسنا ولا نعرف ماذا نفعل أو ماذا نستطيع ان نفعل؟".

وعلق مسؤول جيش الاحتلال على سكان غزة النازحين بالقول: "أعتقد أن الناس هنا يعرفون أن لديهم فرصة لحماية حياتهم فالجميع ينتظرونهم في الجزء الجنوبي من القطاع بالملاذات والخيام والماء والطعام".

وتقول المراسلة: "يأمل هؤلاء النازحون إلى جنوب القطاع، وقد قيل لهم، أنهم قد يفقدون منازلهم بفرارهم إلى الجنوب، لكنهم سينقذون حياتهم ولكن سكان غزة الذين وصلوا بالفعل إلى الجنوب يقولون إن القصف هناك على نفس القدر من السوء وأن الظروف المعيشية لا تطاق".

قصف في كل مكان بدون رحمة

أما المدني الفلسطيني الآخر الذي تحدثت معه المراسلة فهو أنور أبو الطرابيش، الذي كان في مستشفى الشفاء وكان يتوقع أن يكون مكانًا آمنًا له وللمواطنين الآخرين ولكنه لم يكن مكانا آمنا، وهناك قصف في كل مكان بدون رحمة، ووصف الأمر بأنه مجازر جماعية.

ويزعم جيش الاحتلال إنه يبذل قصارى جهده لتقليل الخسائر البشرية، ويتذرع بأنه لا خيار آخر سوى القضاء على حماس، على الرغم من الخسائر في صفوف المدنيين، وينظر الإسرائيليون، الذين غالبًا ما يكونون على خلاف حول السياسة الداخلية، إلى هذه الحرب، وفقًا للمراسلة،  كمعركة من أجل بقاء دولتهم.