أصابها في مقتل.. هجوم 7 أكتوبر يعرقل جهود إسرائيل لدفع اليهود إلى الهجرة إليها
يتمتع كل يهودي في العالم بالحق غير المقيد في الهجرة إلى إسرائيل وفي أن يصبح مواطنًا إسرائيليًا، ولكن الجهود الإسرائيلية لاجتذاب اليهود إلى خيار الهجرة والمواطنة أصيبت في مقتل في أعقاب هجوم 7 أكتوبر المباغت الذي ترك اليهود أمام سؤال صعب: "هل العيش في إسرائيل آمن لهم ولعائلاتهم؟" خاصة بعد أخذ أكثر من 200 إسرائيلي رهائن في قبضة حركات المقاومة الفلسطينية، ولا صوت يعلو اليوم على المطالبات القادمة من الشرق بإيقاف العمليات العدائية لجيش الاحتلال، وغالبًا من تقترن بمطالبات أخرى من الغرب بالإفراج عن هؤلاء الرهائن.
ويبدو أن مساعي إسرائيل لاجتذاب اليهود ليقوموا بالهجرة إليها تمر بأزمة حقيقية، وانعكس ذلك على الصحافة الإسرائيلية، فعنونت صحيفة جيروزاليم بوست: "حان وقت الهجرة: يجب أن ينتقل المزيد من اليهود إلى إسرائيل"، في أعقاب 7 أكتوبر، وتدعو الصحيفة، في هذه اللحظة بالتحديد، إلى اعتبار الهجرة ضرورة استراتيجية لإسرائيل وهي تواجه أكبر التحديات، وتواجه الدولة اليهودية أسوأ حرب لها منذ 50 عاما، ويبدو أن أحداث السبت المظلم في 7 أكتوبر ستظل محفورة إلى الأبد في ذاكرة الإسرائيليين الجماعية.
وأصبح من الصعب نسبيًا إقناع أي شخص يهودي يعيش في الغرب بأن عليه أن يهاجر إلى إسرائيل، الأقل أمنًا اليوم، ما يثبت أن 7 أكتوبر كان بمثابة ضربة لمفهوم الإسرائيليين للأمن القومي، فمن ذا الذي يخاطر ويضحي بحياته الآمنة، ليذهب للإقامة في إسرائيل وسط ضباب عدم اليقين بشأن سلامته وسلامة ذويه، على الرغم من الرواية التي يتبناها الاحتلال بأن دولتهم ستظل هي الموطن القومي والأسلافي والأصيل للشعب اليهودي، الذي تظل أبوابه، كما هو الحال دائمًا، مفتوحة أمام أي يهودي في جميع أنحاء العالم.
وتستغل الصحافة الإسرائيلية ملف معاداة السامية للضغط على اليهود لكي يفروا إلى واحة الساميين على الأرض فبإمكانهم النجاة من معاديي السامية في العالم، ولكن من ينجيهم من المقاوم الفلسطينية وتحركاتها غير المتوقعة، وكانت إسرائيل تروج للهجرة زاعمة أن ثمة يهود يشعرون بالتوتر بشأن الخروج من منازلهم في أوروبا والغرب، ولكن أمن اليهود في إسرائيل اليوم أصبح أمرًا مشكوك فيه مع انطلاق صافرات الإنذار في تل أبيب والمدن الكبرى في كل يوم تقريبًا، وأصبح من المألوف رؤية الإسرائيليين في الملاجئ فور سماع الصافرات.
وتقول جيروزاليم بوست: "في حين أن أمام إسرائيل العديد من التحديات التي يتعين عليها التغلب عليها في الأسابيع والأشهر وحتى السنوات المقبلة، فإنه في هذا الوقت بالتحديد لا يمكن المبالغة في أهمية الهجرة. طوال تاريخ إسرائيل، لعبت الهجرة دورًا حاسمًا في تصميم بلدنا وقدرته على مواجهة التحديات".
وأضافت الصحيفة: “إن الهجرة هي ضرورة ديموغرافية ويساعد تزايد عدد السكان - من خلال الهجرة - في الحفاظ على قاعدة المواطنين اللازمة لدعم البرامج الاجتماعية، والحفاظ على النمو الاقتصادي، والأهم من ذلك، تعزيز الأمن القومي. وبينما تواجه إسرائيل فترة من التحديات الخطيرة، فإن التدفق المستمر للمهاجرين الجدد يساهم في تحقيق أهداف إسرائيل”.