تعود للستينيات.. أخطاء تاريخية أدت إلى معاناة الفلسطينيين في 2023
طرح المحلل الأمريكي "كيفن درام" سؤالا عن المسؤول الحقيقي، عن الفوضى واندلاع القتال مرارا وتكرارا في الشرق الأوسط.
ورجح، في مقال نشرته مدونته، أن المسؤولية التاريخية عما يجري اليوم في غزة تقع على عاتق الصهيوني تيودور هرتزل والوزير البريطاني آرثر بلفور وتقاعس الأمم المتحدة وأخطاء مسؤولي الإمبراطورية العثمانية، وكلهم شخصيات لم يعد لهم وجود في عالم اليوم، ولكن نتائج أعمالهم هي التي تخلق الوضع الراهن المتأزم.
وبعيدًا عن الشخصيات، سلط درام الضوء على مكان مهم لعب دورًا مهمًا في التاريخ الأحدث نسبيًا، ويقصد مضيق تيران الذي ظل مشهورًا لمدة عقد أو نحو ذلك بين عامي 1956 و1967، وفي أعقاب منع الشحنات البحرية من وإلى إسرائيل من عبور قناة السويس، زعم الاحتلال الإسرائيلي أنه في مأزق أمام حصار متوهم لأن الحقيقة تقول إن إسرائيل لم تفقد أبدًا الوصول الحر إلى البحر الأبيض المتوسط، وكان التقسيم الأصلي لفلسطين الذي أقرته الأمم المتحدة يشمل بضعة أميال من الخط الساحلي حول مدينة إيلات على خليج العقبة وكان الجنوب قليل الأهمية لأنه لم يكن هناك ميناء هناك ولا خطوط سكك حديدية أو طرق جيدة تربط الخليج ببقية الأراضي المحتلة ولم يشرع الاحتلال في بناء ميناء إلا بعد العام 1952.
وفي عام 1956، تم افتتاح الميناء، وكان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حديث العالم بعد أن استتبت له القيادة في مصر قبل بضع سنوات باعتباره بطلا قوميًا عربيًا وفي يوليو، قام بإغلاق مضيق تيران، مما منع وصول البضائع من وإلى إيلات - بما في ذلك النفط من إيران، وشنت إسرائيل ضربة انتقامية ضد مصر، بمساعدة بريطانيا وفرنسا، اللتين كانتا غاضبتين من تأميم عبد الناصر المتزامن لقناة السويس.
وانتهت الأزمة عندما انسحبت الدول الثلاث من مصر وأعيد فتح مضيق تيران مع قيام قوات الأمم المتحدة بالإشراف على الأمور من شرم الشيخ وعلى مدى السنوات القليلة التالية، حاولت الاحتلال الإسرائيلي التفاوض على نوع من الاتفاق للسماح للبضائع الإسرائيلية بعبور قناة السويس، لكنها الاحتلال استسلم للأمر الواقع في النهاية وهذا ما جعل مضيق تيران هو منفذهم الوحيد إلى الهند وإيران والشرق الأقصى.
وفي غضون عقد من الزمن، كان 90% من واردات النفط الإسرائيلية يمر عبر المضيق، وقد أوضحت إسرائيل أنها تعتبر الحصار على المضيق بمثابة عمل من أعمال الحرب وفي عام 1964، أنشأ منظمة التحرير الفلسطينية، وبحلول عام 1967 كانت الحرب وكان ن أبرز نتائجها سيطرة إسرائيل على كل من غزة والضفة الغربية (وشبه جزيرة سيناء، التي وفرت السيطرة على مضيق تيران) وفي عام 1973 شنت مصر حربًا أخرى ضد إسرائيل، وبعد تلك الحرب بدأت إسرائيل بشكل جدي في بناء المستوطنات على الأراضي المحتلة.
ورجح درام أن حرب 1967 هي التي شكلت نصف القرن التالي وفي النهاية أعادت إسرائيل سيناء إلى مصر ووقعت معاهدة سلام، لكن إرث الحرب الذي لم يزول كان السيطرة الإسرائيلية الدائمة على غزة والضفة الغربية.
من العدل أن نقول إن إسرائيل والعالم العربي كان لديهما الكثير من العداء قبل عام 1967، لكن السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية وقطاع غزة هي التي جعلت الشرق الأوسط حقًا على ما هو عليه اليوم ربما بسبب العديد من الشخصيات ومكان واحد هو مضيق تيران، وثمة مكان آخر ظل ضحية دائمة للصراع وهو قطاع غزة.
شكوك حول النوايا الإسرائيلية
قال الجنرال تشارلز كيو براون، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، إن هدف إسرائيل المعلن من حملتها العسكرية في غزة، وهو التدمير الكامل لحركة حماس المسلحة التي تدير القطاع، هو هدف تكتنفه الشكوك خاصة من ناحية قابليته للتطبيق، وأكد كبير المستشارين العسكريين للرئيس الأمريكي جو بايدن أن التوصل إلى حل أسرع للقتال في غزة قد يساعد في الحد من الصراع المدني الذي قد يدفع الناس للانضمام إلى صفوف المسلحين الفلسطينيين.
وقال الجنرال تشارلز كيو براون، رئيس هيئة الأركان المشتركة، إن هدف إسرائيل المعلن من حملتها العسكرية في غزة فضفاض للغاية" ولكنه قال أيضا إن إسرائيل تركز على استهداف القيادة العليا لحماس، وهو ما قد يتحقق بسرعة أكبر.
وقال براون للصحفيين قبل وصوله إلى اليابان مؤخرًا في أول تصريحات تفصيلية له بشأن الصراع المستمر منذ شهر "أعتقد أنه كلما طال أمد هذا الأمر أصبح الأمر أكثر صعوبة"، وشنت إسرائيل هجوما بريا وجويا ضد حماس في قطاع غزة بعد أن عبر مسلحون من القطاع الصغير إلى جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1400 شخص واحتجاز حوالي 240 آخرين كرهائن.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن 10569 من سكان غزة استشهدوا منذ بدء القتال وحوالي 40% منهم من الأطفال، في حين تتفاقم المشاكل الإنسانية ومن جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن عدد المدنيين الذين قتلوا في غزة يظهر أن هناك خطأ ما بشكل واضح في العمليات العسكرية الإسرائيلية.