بين حرب 6 أكتوبر وطوفان الأقصى.. أوجه الاختلاف والشبه لأخطاء قادة الاحتلال الإسرائيلي
أعادت مجلة "مومنت" نشر مقالة كتبها الباحث درو ميدلتون في عام 1975، وهي عبارة عن تقييم بعد عامين من حرب أكتوبر يشمل الأخطاء التي ارتكبتها قيادات الاحتلال الإسرائيلي على الجبهتين المصرية والسورية، وقد شبه العديد من المعلقين غزو حماس المفاجئ لإسرائيل في 7 أكتوبر بحرب النصر في 1973، عندما شنت مصر وسوريا هجومًا مفاجئًا ضد إسرائيل في عطلة يوم الغفران.
وعلى الرغم من أن المشهد كان مختلفًا تمامًا في عام 1975، إلا أن العديد من الأسئلة الأكثر صعوبة في لا تزال قائمة.
في شهر ديسمبر من عام 1973، بدأ جنود وضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي يدركون أن الحروب، مثل الانتخابات، رغم أنها تسوي بعض الأسئلة، فإنها تثير حتمًا أسئلة جديدة في المجال العسكري وكذلك في المجال السياسي ولم تكن حرب أكتوبر 1973 استثناءً.
وبعد مرور 18 شهرًا، أصبح من الواضح أن الوضع العسكري الإجمالي في الشرق الأوسط قد تغير جذريًا عما كان عليه عندما عبرت القوات المسلحة المصرية قناة السويس، فميزان القوة العسكرية، الذي كان يميل آنذاك لصالح إسرائيل، صعد بشكل دراماتيكي نحو توازن ديناميكي، متأثرًا بأسلحة جديدة، وتكتيكات جديدة، وبأخطاء إسرائيلية قديمة ومفاهيم خاطئة كانت لا تزال قائمة، مثل الجي الذي لا يقهر، وفي الواقع وعلى أرض المعركة قد قهر.
كان لكل حرب من الحروب العربية الإسرائيلية الأربع طابع عسكري مميز وانتصر الاحتلال في السنوات الأولى من عمر القضية الفلسطينية بتكتيكات حرب العصابات التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي والتي امتزجت فيها الحماسة بالخبرة المكتسبة في ساحات القتال في الحرب العالمية الثانية ولكن مُنِىَ الإسرائيليون بالهزيمة بسبب قيادة سيئة.
وكانت الثقة المفرطة هي مصدر العديد من المشاكل التي واجهتها إسرائيل في وقت مبكر من حرب أكتوبر 1973، كان هناك رفض، وهو أمر غير معتاد لديهم للاعتقاد بأن القوات العربية، السورية أو المصرية، يمكن أن تتحسن، أو أن تدفق الأسلحة السوفييتية عبر الإسكندرية واللاذقية والإصلاح الجذري للقيادة، من الجنرالات إلى الضباط، من شأنه أن يحدث أي فرق، ولكن الفرق كان لصالح الجيش المصري الذي حسم المعركة.