عاجل| مستقبل غزة ما بعد الحرب.. سيناريوهات إسرائيلية أمريكية طموحة للخلاص من حماس
منذ الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للكيان الإسرائيلي، وتتصاعد تصريحات من شأنها دراسة مستقبل قطاع غزة، ما بعد انتهاء الحرب على القطاع الفلسطيني المحاصر.
وناقش المسؤول الأمريكي الفكرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكذلك رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن، وشكر بلينكن الأخير لدوره في استقرار الضفة الغربية، وشدد على ضرورة أن تلعب السلطة الفلسطينية دورا في إدارة قطاع غزة.
الأمر الذي ردت عليه حماس بأن الفلسطينيين لن يسمحوا لأي سلطة كانت أن تأتي على ظهر دبابة أو بضوء أخضر أمريكي. مما يعيد أجواء التلاسن بين الغريمين التقليديين في فلسطين فتح وحماس.
الباحث في الشؤون العربية عصام سلامة يقول لـ"الرئيس نيوز" مقترح مناقشة مستقبل غزة ما بعد الحرب يثير الضحك، وهو بمثابة ذر للرماد في العيون؛ للتغطية على فشل جيش الاحتلال إحراز أي تقدم ملموس في عملية اجتياح غزة بريا.
أكد سلامة أن الاحتلال سيحاول التغطية على فشلة في الأرض بمزيد من القصف العنيف على المدنيين العزل؛ محاولا بذلك إحراز أي نصر وهمي، لافتا إلى أن الهمجية التي بدا عليها في حربه الغاشمة على قطاع غزة سببت إحراج لأقرب حلفائه أمريكا وبريطانيا، فهناك مظاهرات بالآلاف تندد بالدعم المطلق للاحتلال في حربه، لذلك باتت تظهر دعوات لوقف إطلاق النار في جولة الحرب هذه.
أشار الباحث في الشؤون العربية إلى أن الاحتلال فشل على الأصعدة كافة، فلا مخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء نجح ولا عمليته البرية نجحت أيضا لذلك فإن نتنياهو في موقف لا يحسد عليه.
ومؤخرا قال وزير دفاع جيش الاحتلال، إن حماس لن تكون جزءا من مستقبل غزة ما بعد الحرب، وأنه بإزالتها من القطاع سيصبح بذلك القطاع غير مقلق بالنسبة لإسرائيل، كما قال المسؤول الأمريكي جون كيربي إن حماس لن تكون جزءا في مستقبل غزة ما بعد الحرب.
وخلال وقت سابق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، المتطرف بنيامين نتنياهو، خلال مقابلة تلفزيونية أجرتها معه شبكة "أي بي سي نيوز" الأميركية، إن إسرائيل ستتولى لفترة غير محددة "المسؤولية الأمنية الشاملة" في قطاع غزة بعد الحرب. وأشار إلى أنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في قطاع غزة ما لم تفرج "حماس" عن الرهائن.
لكن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين قال لصحيفة وول ستريت جورنال، إن إسرائيل تريد أن تكون المنطقة تحت إشراف تحالف دولي يضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول ذات الأغلبية المسلمة أو أن يديرها قادة سياسيون محليون في غزة.
كما بدأ الدبلوماسيون في واشنطن والأمم المتحدة والشرق الأوسط وخارجها دراسة الخيارات.
وكانت رويترز ذكرت هذا الشهر أن المناقشات تشمل نشر قوة متعددة الجنسيات في غزة بعد الصراع وتشكيل إدارة مؤقتة بقيادة فلسطينية تستبعد ساسة حماس ودورا مؤقتا في الأمن للدول العربية المجاورة وإشرافا مؤقتا للأمم المتحدة على القطاع.
يقول الباحث في الشؤون العربية عصام سلامة، إن المسؤول عن مستقبل غزة هم المسيطرون على الأرض، ولا يمكن لإسرائيل أو أمريكا فرض أمر واقع بمثل هذه التصريحات، وأن السلطة في الضفة الغربية وكذلك إسرائيل المدعومة أمريكيا، لو كان بإمكانها إخراج حماس من غزة لفعلوا ذلك منذ العام ٢٠٠٦ الذي سيطرت فيه حماس على القطاع. وأنه بعد نحو 15 يوما من الهجوم البري لا تزال النتيجة صفر".
وقال سلامة: "ظني أن حماس لن تقبل كذلك بوجود قوات لحفظ السلام أو المراقبة على الأرض، لأن وجود مثل هذه القوات لطالما كانت تلعب أدوارا مشبوهة في العديد من المناطق التي كانت تتواجد فيها، كما أن وجود مثل هذه القوات لن يمنع إسرائيل من الاستمرار في تنفيذ جرائمها في القطاع، لأن الاحتلال دأب على انتهاك القانون الدولي والمعاير الدولية، وسط صمت مطبق دوليا، فالاحتلال قصف المشافي والمدارس وارتكب مجازر وجرائم ضد الإنسانية في حربه على غزة ولم يتحرك المجتمع الدولي".
تابع سلامة: "ظني أن مصر لن تقبل إرسال قوات أو لجان مراقبة في قطاع غزة، وذلك وفق التصريحات الإسرائيلية التي تصدر من حين لأخر"، وأضاف: "كما أفشلت مصر المخطط الصهيوني لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء، ستفشل القاهرة أيضا مخطط إلقاء مسؤولية القطاع عليها".
في السياق، ذكرت صحيفة "أساهي" اليابانية اليوم الأربعاء أن وزراء خارجية "مجموعة السبع" من المتوقع أن يشيروا في بيانهم الختامي إلى ضرورة وقف القتال في قطاع غزة.
وناقش وزراء خارجية "مجموعة السبع" أثناء اجتماعهم في قمة تستمر يومين بطوكيو، كيفية تنشيط جهود السلام في الشرق الأوسط، و"اليوم التالي" في قطاع غزة بمجرد انحسار الصراع هناك.
وقالت اليابان مستضيفة القمة في بيان، إن الموضوع طرح خلال عشاء عمل في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، وإن المجموعة ستواصل اليوم الأربعاء المحادثات بشأن الأزمة بين إسرائيل وغزة، ولم يقدم البيان أي تفاصيل عن الخيارات المطروحة للنقاش إذا أطيح بحركة "حماس" من غزة نتيجة للقصف الإسرائيلي المستمر على القطاع الفلسطيني.
وتتكون مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى من بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة، ويشارك فيها أيضا الاتحاد الأوروبي.
وفي بعض التعليقات المباشرة الأولى حول هذا الموضوع، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأسبوع الحالي إن إسرائيل ستسعى إلى تولي المسؤولية الأمنية في غزة "لأجل غير مسمى".
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الإثنين، إن غزة تتحول إلى "مقبرة للأطفال"، مشددًا على المطالبة بوقف إطلاق النار في القطاع الذي تقول فيه السلطات الصحية الفلسطينية إن عدد قتلى الضربات الإسرائيلية فيه تجاوز 10 آلاف.