الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

عاجل| 12 سببا وراء عدم انخراط إيران ووكلائها في الحرب الإسرائيلية على غزة؟

الرئيس نيوز

بدا أن رسالة الردع الأمريكية، المتمثلة في التهديد المباشر لأي قوى وأطراف إقليمية في الانخراط في الحرب الهمجية التي يشنها الكيان الإسرائيلي على المدنيين العزل في قطاع غزة الفلسطيني المحاصر، أتت ثمارها. 

فبعد شهر من عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، وقتلت على إثرها نحو ١٤٠٠ إسرائيلي ما بين عسكري ومستوطن مسلح، وشنت على إثرها إسرائيل عملية السيوف الحديدية التي قتلت نحو ١١ ألف فلسطيني بينهم ٤٠٠٠ طفل ونحو ٣٠٠٠ امرأة، دأبت إيران وأذرعها المسلحة في المنطقة على التلويح بالدخول على خط المعارك إذا ما استمرت المجازر الإسرائيلية وقرر الاحتلال الدخول في معركة برية في القطاع وهو ما تم فعليا لكن دون رد فعل من طهران وأذرعها. 

ومنذ اليوم الأول للعملية الإسرائيلية الهمجية التي عكست الازدواجية في المجتمع الدولي الذي لطالما دأب على التغني بمفاهيم ومعايير الإنسانية، قالت أمريكا إنها أرسلت رسائل قوية لجميع الأطراف الإقليمية بعدم الدخول على خط المواجهات، ومن شأن ذلك أرسلت حاملات طائرات هي الأحدث في العالم إلى المتوسط كرسالة ردع. 

ووفق خبراء فإن أمريكا لا تريد توسع دائرة القتال في المنطقة المشتعلة؛ خاصة مع انشغالها بالحرب في أوكرانيا، إلى جانب حربها الاقتصادية مع الصين. 

ووفق الأيديولوجية الإيرانية، فإنها تعتمد على الحروب غير المباشرة أو بالوكالة ولا تفضل الدخول المباشر في المعارك، للحفاظ على مساحة المناورة، مثلما حدث في سوريا واليمن والعراق، وهي لن تقرر الدخول في المعارك بشكل مباشر إلا إذا تجاوز الطرف الاخر الخطوط الحمر لإيران وهي الاعتداء المباشر عليها، مثلما حدث مع قائد فيلق القدس قاسم سليماني، فقررت قصف قاعدة عين الأسد الأمريكية في العراق ردا على اغتيال سليماني. 

ودأبت إيران على تكوين أذرع عسكرية لها في المنطقة واستخدامها في تمرير سياساتها التوسعية، وهو ما نجحت فيه؛ مثل حزب الله اللبناني وحزب الله العراقي والحشد الشعبي العراقي وانصار الله الحوثي في اليمن، إلى جانب علاقتها القوية مع حركات الجهاد وحماس في قطاع غزة. 

والجمعة الماضية، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، إنه لن يتدخل بشكل مباشر في الأحداث وأنه يرى أن المقاومة الفلسطينية قادرة على الصمود. 

الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، محمد محسن أبو النور كتب عبر صفحته على "فيسبوك": "لماذا لم تدخل إيران الحرب بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة؟". 

وأجاب قائلا: "بكل تأكيد ومن دون أدنى شك هي: أن إيران لن تدخل الحرب كما أن حتى شركاءها في لبنان لن يدخلوا الحرب أيضا، وظهر ذلك جليا من خلال خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يوم الجمعة 3 نوفمبر 2023، وقد أعلن عدم الدخول في الحرب بالرغم من أن عمليات حزبه ضد إسرائيل متواصلة منذ 8 أكتوبر 2023 ــ وفق قواعد الاشتباك المعمول بها قبل ذلك التاريخ ــ أي في اليوم التالي مباشرة لعملية طوفان الأقصى تلك التي اندلعت فجر 7 أكتوبر "2023، ويضيف: "إيران لن تدخل الحرب للعوامل الاثني عشر التالية:

1ــ ذكاء إيران وقدرتها الهائلة على الدمج بين البراجماتية من حيث مصالحها السياسية الوطنية، وبين الأيديولوجية من حيث تأسس نظامها على العداء الديني المطلق لإسرائيل، وبالتالي تعرف أن ظروف الحرب وميدانها الطبوغرافي يجعل من المستحيل عليها دخول حرب مع إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

2ــ فهم إيران الراهن العميق لبنية النظام الدولي الجديد الذي بات يتشكل، والذي لن تكون فيه الولايات المتحدة الأمريكية هي رأس النظام العالمي منفردة، وبالتالي هي توقن (أي إيران) أن أي صراع مع إسرائيل هو ليس صراعا مع كيان صهيوني محتل ومغتصب بل هو صراع مع القوى الدولية، وهي تعرف أنها قوة إقليمية لكنها لا تملك أدوات أن تكون قوة دولية.

3ــ إيران دولة إقليمية كبيرة للغاية ومؤثرة جدا ويمكنها خوض حروب مع قوى إقليمية مماثلة لها، غير أن تحرك حاملات الطائرات العملاقة الأمريكية يعني تصميم القوى الغربية على حماية وكيلتها في المنطقة وهي إسرائيل، وتحويل أي صراع محتمل إلى صراع دولي لن تكون إيران قادرة على تحمل تبعاته منفردة.

4ــ أن إيران لا تعمل في السياسات الإقليمية بمعزل عن حلفائها الدوليين والرعاة الكبار لمواقفها وهما: روسيا والصين اللتان نجح الغرب في شغلهما ــ ولو جزئيا ــ في ساحات صراع مختلفة بما في ذلك انفجار الوضع في أوكرانيا ووضع أعواد الثقاب المشتعلة حول بكين في بحر الصين الجنوبي وتأهيل تايوان لتكون قنبلة تنفجر في وجه الصين في أي وقت.

5ــ التحالفات الأمريكية الوطيدة مع الدول المحيطة بالصين من كل اتجاه وهي اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين، وغيرها، وإجراء أمريكا عشرات المناورات العسكرية المشتركة مع تلك الدول؛ لعزل الصين في أي وقت عن القيام بدور كبير في الشرق الأوسط، وإيران تدرك ذلك كل الإدراك.

6ــ لا علاقة بتاتا بين تلك الحرب وموقف إيران منها وبين مفاوضات الملف النووي المتجمدة منذ أغسطس 2022 في فيينا ومن يلجأ إلى مثل هذا التحليل يعرف أنه يجافي الحقيقة لاعتبارات سياسية وأيديولوجية، وبالتالي موقف إيران من الصراع مع أمريكا مبني على استغنائها الراهن عن الوصول إلى اتفاق يمكن أن ينكثه أي رئيس محتمل يحل محل بايدن.

7ــ العوامل الداخلية المعقدة المؤثرة على الموقف الإيراني الشامل بما في ذلك ارتفاع الأصوات الداخلية الداعية إلى ضرورة خفض التصعيد مع إسرائيل وأمريكا في ملفات إقليمية لا تمس المصالح الإيرانية المباشرة، وعدم الدخول في حرب مع دولة لم تمس ثوابت الأمن القومي الإيراني، حتى الآن، وهذه الثوابت هي الاعتداء العسكري برا أو بحرا أو جوا على الأراضي الإيرانية.

8ــ لجوء طهران إلى سياسة النصر بالنقاط وعملها وفق استراتيجية التحرك البطيء والتحريك المحسوب بدقة للحلفاء والوكلاء وضرب المصالح الأمريكية ببطء حتى تحقق ما هو أهم من النصر على إسرائيل، وهو إكراه أمريكا على تفكيك قواعدها في المنطقة والانسحاب الكامل والشامل من الشرق الأوسط، ولعل العمليات المنظمة ضد الجنود الأمريكيين في منطقة غرب الفرات خير دليل على ذلك.

9ــ لكن المشكلة أن الغرب المسيطر على أغلب وسائل الإعلام الدولية يتجاهل أخبار العمليات الإيرانية على القواعد الأمريكية برغم أنها أصبحت في حكم الثابت المتواتر، ويركز على عمليات إسرائيل على قواعد الحرس الثوري في دمشق وحلب؛ لضعضعة الصورة الذهنية الإيرانية لدى الرأي العام الإيراني والعربي وربما الدولي أيضا. 

10ــ الاحتفاظ بموقف ثابت تعلو فيه السياسة على الحرب، والتأكيد على أن حماس هي الحكومة المنتخبة وبالتالي عدم الاعتراف بمقررات وثقية مدريد لعام 1991 ولا مخرجات اتفاق أوسلو لعام 1993 ولا بمبادرة السلام العربية لعام 2002، ويمكن قراءة ذلك من خلال تحليل المحتوى الإعلامي الإيراني بعد اللقاء الذي جمع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بالزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي خلال زيارة لطهران في الأيام الماضية.

11ــ رغبة إيران في عدم توحيد الداخل الإسرائيلي الذي بات متشرذما أكثر من أي وقت مضى في تاريخ دولة هذا الاحتلال منذ 75 عاما، وهو في طور الانفجار في وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مع رصد إيران اللحظي للمظاهرات المندلعة الآن في شوارع تل أبيب احتجاجا على سياسات نتنياهو الخرقاء، وإعطاء فرصة للزخم السياسي الذي تشهده شوارع العواصم الغربية من حيث المظاهرات المؤيدة لفلسطين والمناهضة لإسرائيل، ومن ينظر إلى الصورة التي نقلتها الشاشات مباشرة من أمام البيت الأبيض في واشنطن سيدرك تلك الرؤية الإيرانية.

12ــ مواصلة التنسيق مع القوى العربية الكبرى وعدم التصرف بمعزل عنها وعلى رأس تلك القوى مصر التي تشهد علاقات إيران معها تصاعدا في خطها البياني، ويمكن تحليل ذلك من خلال كثافة الاتصالات الرسمية المعلنة بين القاهرة وبين طهران، ومن خلال بدا أن رسالة الردع الأمريكية، المتمثلة في التهديد المباشر لأي قوى وأطراف إقليمية في الانخراط في الحرب الهمجية التي يشنها الكيان الإسرائيلي على المدنيين العزل في قطاع غزة الفلسطيني المحاصر، أتت ثمارها. 

فبعد شهر من عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، وقتلت على إثرها نحو ١٤٠٠ إسرائيلي ما بين عسكري ومستوطن مسلح، وشنت على إثرها إسرائيل عملية السيوف الحديدية التي قتلت نحو ١١ ألف فلسطيني بينهم ٤٠٠٠ طفل ونحو ٣٠٠٠ امرأة، دأبت إيران وأذرعها المسلحة في المنطقة على التلويح بالدخول على خط المعارك إذا ما استمرت المجازر الإسرائيلية وقرر الاحتلال الدخول في معركة برية في القطاع وهو ما تم فعليا لكن دون رد فعل من طهران وأذرعها. 

ومنذ اليوم الأول للعملية الإسرائيلية الهمجية التي عكست الازدواجية في المجتمع الدولي الذي لطالما دأب على التغني بمفاهيم ومعايير الإنسانية، قالت أمريكا إنها أرسلت رسائل قوية لجميع الأطراف الإقليمية بعدم الدخول على خط المواجهات، ومن شأن ذلك أرسلت حاملات طائرات هي الأحدث في العالم إلى المتوسط كرسالة ردع. 

ووفق خبراء فإن أمريكا لا تريد توسع دائرة القتال في المنطقة المشتعلة؛ خاصة مع انشغالها بالحرب في أوكرانيا، إلى جانب حربها الاقتصادية مع الصين. 

ووفق الأيديولوجية الإيرانية، فإنها تعتمد على الحروب غير المباشرة أو بالوكالة ولا تفضل الدخول المباشر في المعارك، للحفاظ على مساحة المناورة، مثلما حدث في سوريا واليمن والعراق، وهي لن تقرر الدخول في المعارك بشكل مباشر إلا إذا تجاوز الطرف الاخر الخطوط الحمر لإيران وهي الاعتداء المباشر عليها، مثلما حدث مع قائد فيلق القدس قاسم سليماني، فقررت قصف قاعدة عين الأسد الأمريكية في العراق ردا على اغتيال سليماني. 

ودأبت إيران على تكوين أذرع عسكرية لها في المنطقة واستخدامها في تمرير سياساتها التوسعية، وهو ما نجحت فيه؛ مثل حزب الله اللبناني وحزب الله العراقي والحشد الشعبي العراقي وانصار الله الحوثي في اليمن، إلى جانب علاقتها القوية مع حركات الجهاد وحماس في قطاع غزة. 

والجمعة الماضية قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، إنه لن يتدخل بشكل مباشر في الأحداث وأنه يرى أن المقاومة الفلسطينية قادرة على الصمود.

بناء على العوامل الاثني عشر أعلاه فإن الغوص المتئد في العقلية الاستراتيجية الإيرانية ودراسة تاريخ سلوك طهران في قضايا مماثلة وفي اعتداءات إسرائيلية سابقة على قطاع غزة وعلى مجمل الأراضي الفلسطينية المحتلة يفهم منه أن كل ظروف المواجهة بين إيران وبين إسرائيل غير متوافرة في الظرف الراهن وربما لا تتوافر على المديين القريب والمتوسط".