الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

عاجل| كيف تصدت المقاومة الفلسطينية للاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة؟

الرئيس نيوز

وسط حالة من التكتم والغموض يحاول جيش الاحتلال إدارة عملية اجتياح بري لقطاع غزة، بشكل مختلف؛ عبر اختراق غزة بريا بشكل محدود في عدة مناطق من جهتين أساسيتين؛ الشمال، بالقرب من بيت لاهيا وبيت حانون، والشرق، جنوبي حي الزيتون.

وتشير تقارير إلى أن محاولات الاختراق تستهدف دخول القطاع بعمق عدة كيلومترات وهي ما توصف أمنيا بالمناطق المحروقة، وبالتالي فإن ذلك يسمح لقوات الاحتلال بالانتشار دون أي عوائق حضرية أو كمائن يمكن أن تُمثِّل خطرا شديدا.

يقول الباحث في الشؤون العربية عصام سلامة، إن الكيان يستهدف في الوقت الحالي احتلال شمال القطاع، وأن الهدف من عدم الإعلان صراحة ببدء الهجوم البري هو تجنب نتنياهو أي إخفاقات جديدة إذا ما فشل في احتلال الشمال، خاصة أن هناك معارضة كبيرة في الداخل الإسرائيلي للعملية البرية، خشية من نتائجها.

لفت سلامة في تصريحات لـ"الرئيس نيوز"، إلى أن المخطط هو أنه إذا ما نجحت العملية يحاول نتنياهو ترميم صورته وشعبيته المتأكلة، والترويج لها، أما إذا ما فشلت فهو في الأساس لم يعلن عنها. 

ووفق تقارير فإنه بمجرد اقتراب قوات الاحتلال من المناطق الحضرية، مثل شارع صلاح الدين الذي يقسم قطاع غزة بالطول إلى نصفين تقريبا ويربط شمالها بجنوبها، قوبلت فورا برد فعل نيراني كثيف من قِبَل المقاومة، ما أخرج قوات الاحتلال من الشارع ومحيطه سريعا، حيث لم تتحمل الثبات في مواقعها الجديدة، بحلول مساء الاثنين 30 أكتوبر. 

ما الذي تستخدمه قوات المقاومة لردع قوات الاحتلال وإبعادها عن المناطق الحضرية؟

قذائف الياسين

تقول تقارير متخصصة إنه من أجل تنفيذ الاجتياح البري، فإن هناك عدة أدوات تستخدمها أية قوة مُهاجمة، مثل الدبابات والمركبات المدرعة، إلى جانب المدفعية الكثيفة التي تكون عادة في خلفية القوات المهاجمة أو ضربات الطيران، التي يمكن في مجموعها، وبفضل القوة النارية والقصف المتواصل، أن تمهد الطريق أمام المهاجمين.

ولا يمكن تحقيق أي اختراق على الأرض من دون الدبابات والمركبات المدرعة بشكل أساسي؛ المركبات المدرعة تنتشر على الأرض وتحمل الجنود داخلها للتعامل مع المشاة من المدافعين وتحاول تحييد صواريخهم المضادة للدبابات والخارقة للدروع وبالتالي تحمي الدبابات، أما الدبابات فتخترق الثغرات في خطوط المدافعين لدعم دخول المدرعات في المقام الأول، وهكذا بالتبادل.

لكن المُدافع (وهو هنا جنود المقاومة) يمتلك أدوات لوقف تقدم هذه القطع العسكرية البرية أيًّا كان نوعها، وأولى هذه الأدوات بالنسبة للمقاومة الفلسطينية هي قذائف الياسين التي أعلنت عنها حماس بعد عدة أيام من نجاح عملية "طوفان الأقصى"، وفي مساء الاثنين 30 أكتوبر أعلنت أنها باغتت العدو بقذائف من النوع نفسه. قذائف الياسين من عيار 105 ملم، وعيار القذيفة يُمثِّل قُطر عبرودها، وهو رأس القذيفة الذي ينطلق من السلاح، ويضرب الهدف، ويكون أعلى الظرف الفارغ.

ولم تكشف المقاومة الكثير من المعلومات عن الياسين، لكن كما يبدو من شكل القذائف يتضح أنها ذات رأس حربي ترادفي، وهو نوع من الأجهزة المتفجرة التي تحتوي على مرحلتين من التفجير (أو أكثر في بعض الحالات)، وبالتالي فهو مُصمَّم لاختراق أنواع مختلفة من الدروع أو الهياكل، بما في ذلك المدرعات والدبابات الإسرائيلية.

المرحلة الأولى من هذا الرأس الحربي عادة ما تكون عبارة عن شحنة متفجرة صغيرة تهدف إلى صنع ثقب في الطبقة الخارجية للهدف، أو تنشيط الدرع التفاعلي للهدف، وهو نوع من الدروع التي تنفجر للخارج لمواجهة القذيفة القادمة، فيتمكَّن من توجيه كامل قوة القذيفة الانفجارية إلى الخارج وليس إلى داخل الدبابة أو العربة المدرعة.

أما المرحلة الثانية من هذه القذيفة فهي عبارة عن شحنة متفجرة أكبر تتبع الأولى، وتستغل الاختراق أو الفجوة التي حدثت في الدرع التفاعلي، ثم تفرغ كامل قوتها إلى داخل العربة المدرعة أو الدبابة، مما يسبب المزيد من الضرر للطبقة الداخلية للهدف أو مكوناته، وبالتبعية يعطل المركبة عن العمل ويصل إلى ركابها من الجنود، فيوقف تقدمها.

مع ضرب القذيفة (2)، وبعد 10 أمتار، يشتعل المحرك الصاروخي الداخلي لها وتنفتح أربعة زعانف تثبيت تمنح المقذوف استقرارا في أثناء رحلته ناحية الهدف، وسرعة قصوى تبلغ 300 متر في الثانية، لتضرب الهدف خلال مسافة قدرها عادة 200 متر، وفي هذا النطاق من المقدَّر أن يكون لدى الصاروخ الترادفي من هذا النوع فرصة بنسبة 50% تقريبا لإصابة هدف متحرك (وليس ثابتا)، ما يعني أن إطلاق 20 منها سيحقق 10 إصابات ضاربة.

عادة ما ينطلق هذا النوع من الصواريخ من قذائف "آر بي جي-7" الروسية، وهي قاذفة صواريخ تُحمل على الكتف لأنها عديمة الارتداد، عادة ما يكون تشغيلها بواسطة شخصين، الأول مدفعي حامل للسلاح، والثاني مساعد يحمل طلقات إضافية ويدافع عن المدفعي من الهجوم.