الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

أسرى 7 أكتوبر.. ورقة حماس لـ تبييض سجون الاحتلال من الفلسطينيين

الرئيس نيوز

شهد ملف الأسرى الإسرائيليين والأجانب المحتجزين لدى كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في قطاع غزّة، تطورات بارزة في الساعات الأخيرة.

وأعلن الناطق العسكري الإسرائيلي دانيال هاجاري، اليوم الثلاثاء، أنه تم حتى الآن إبلاغ عائلات 315 جنديا وضابطا قتيلا و240 إسرائيليا مخطوفا بعد عملية طوفان الأقصى  في 7 أكتوبر الجاري.

ويرفع هذا الإعلان حصيلة الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس في قطاع غزة من آخر رقم معلن وهو 229 شخصا.

وأشار المتحدث باسم جيش الاحتلال -في مؤتمر صحفي- إلى أن عدد المختطفين هذا ليس نهائيًا، وأن الجيش يحقق في الأمر، لكنّ لم يفصح عن مزيد من التفاصيل بشأن كيفية العمل على استعادتهم.

وكانت أفرجت حماس عن إسرائيليتين مسنتين مساء الاثنين 23 أكتوبر، لتصبحا بذلك ثالث ورابع رهينة يفرج عنها من بين أكثر من 200 رهينة في غزة منذ 7 أكتوبر الجاري.

وقالت حركة حماس إنها أطلقت سراح الرهينتين الثالثة والرابعة المسنتين لأسباب إنسانية.

وكان قد أفرج عن أول رهينتين مساء الجمعة 20 أكتوبر الجاري، وتحملان الجنسيّة الأمريكيّة.

ما عدد الأسرى في غزّة؟

المتفق عليه هو أن عدد الأسرى والرهائن لدى حماس 200 على الأقل، لكن كل طرف يقدّم عددا كليا مختلفا.

وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن وجود 240 شخصا في عداد المفقودين، لكنه أكد أنّ هذا الرقم قد يحدّث باستمرار، نظرًا لصعوبة تأكيد عدد الأجانب.

في حين قدّر أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، في بيان، أنّ عدد الأسرى يتراوح ما بين 200 و250 أسيرًا أو ما يزيد عن ذلك.

ولم يحدد أبو عبيدة الأعداد الموجودة من الأسرى في قطاع غزة بشكل كامل ودقيق، مرجعا ذلك إلى اعتبارات أمنية وميدانية وبسبب القصف الإسرائيلي المتواصل.

وكشفت حركة حماس أن كتائب القسام تحتفظ بنحو 200 أسير، وأن البقية موزّعون لدى مكونات أخرى من فصائل المقاومة، أو في أماكن لا نستطيع حصرها في ظل الوضع الميداني القائم، وفق ما جاء على لسان أبو عبيدة.

أما بالنسبة للأجانب المحتجزين في غزة، قال أبو عبيدة إنه كان من الصعب التحقق من هويتهم أثناء المعركة، متعهدا بإطلاق سراحهم عندما يتاح ذلك ميدانيا.

وليس واضحًا بعد عدد الأجانب الذين اقتادتهم حماس، علمًا أن بينهم مزدوجي الجنسية، وبعضهم لا يحمل الجنسية الإسرائيلية، وقد جرى توقيف أغلبهم في حفل في غلاف غزة.

وسط هذا، يزداد غضب أهالي الرهائن في إسرائيل؛ قلقا على حياة أبنائهم مع زيادة العمليات العسكرية في غزة، فحتى الآن، قُتل 50 أسيرا، من بين نحو 200-250 أسيرا، وفق ما أعلنته حركة حماس، خلال قصف إسرائيلي سابق على مناطق في غزة متواجدين بها.

أسيرات توبخ نتنياهو

وطلت أمس الاثنين، 3 إسرائيليات محتجزات في قطاع غزة، طالبن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالإفراج فورًا عن الأسرى الفلسطينيين مقابل الإفراج عن المحتجزين لدى حركة حماس.

وظهرت سيدة إسرائيلية، تتوسط إسرائيليتين، في مقطع فيديو بثته كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، موجهة حديثها بالعبرية إلى نتنياهو، قائلة: أنت تقتلنا أفرج عن الأسرى الفلسطينيين.

وقالت المحتجزة التي ظهرت جالسة على كرسي بلاستيكي مرتدية ثوبًا منزليًا: نحن هنا في أسر حماس منذ 23 يومًا، ونعرف أنه كان هناك مؤتمر صحفي لعائلات المحتجزين بالأمس، وكان من المفترض أن يحدث وقف لإطلاق النار، لكن نتنياهو تراجع.

وخاطبت نتنياهو قائلة: كان من المفترض أن تحررنا، لقد تعهدت بإطلاق سراحنا جميعًا، وبدلًا من ذلك نتحمل الآن نتاج فشلك الأمني والسياسي والعسكري والدبلوماسي.

واحتدت السيدة الإسرائيلية في حديثها الموجه إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، قائلة: بسبب الإخفاق الذي حققته في السابع من أكتوبر، وعدم وجود جيش هناك، لم يحمنا أحد، ولم يصل إلينا أحد لإنقاذنا.

وأضافت: نحن مواطنون بسطاء، مواطنون يدفعون الضرائب لإسرائيل، ومع ذلك نجد أنفسنا اليوم في الأسر في ظروف سيئة للغاية.

وارتفع صوت المحتجزة الإسرائيلية في غضب: أنت تقتلنا، أنت تريد أن تقتلنا جميعا بواسطة الجيش الإسرائيلي، في إشارة إلى الغارات الإسرائيلية والقصف العنيف على قطاع غزة، لا سيما أن حركة حماس أعلنت أن الغارات الإسرائيلية قتلت 50 من المحتجزين لديها.

وتساءلت: ألم يكفك ذبحك للجميع؟ ألم يكفك المواطنين الإسرائيليين الذين قتلوا؟ أطلق سراحنا الآن، أطلق سراح أسراهم، وذلك قبل أن تبدأ في الصراخ: نريد أن نعود إلى عائلاتنا الآن.

دعاية نفسية قاسية

ووصف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مقطع الفيديو بأنه دعاية نفسية قاسية من قبل حماس.

وأضاف: نحتضن جميع العائلات، سنبذل قصارى جهدنا لإعادة جميع المختطفين والمفقودين إلى ديارهم.

كما رد نتنياهو على الرسالة بقوله: أتوجه إلى يلنا تروبانوف، ودانيال ألوني، وريمون كيرشت، الذين اختطفتهم حماس، قلوبنا معكم ومع المختطفين الآخرين، ونحن نبذل قصارى جهدنا لإعادة جميع المخطوفين والمفقودين إلى ديارهم.

مفاوضات الأسرى

ويبلغ عدد الأسرى الذين أطلقت حماس سراحهم 4 أسيرات، إذ أفرجت عن أسيرتين مسنتين في الثمانينات من عمرهما، بعد إطلاقها سابقًا سراح سيدة وابنتها تحملان الجنسية الأمريكية إلى جانب الجنسية الإسرائيلية.

وأعلن رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار في أول تعليق له منذ اندلاع الحرب أن الحركة جاهزة فورًا لعقد صفقة تبادل تشمل الإفراج عن جميع الأسرى في سجون العدو الصهيوني، مقابل الإفراج عن جميع الأسرى لدى المقاومة.

ودعا السنوار الهيئات والمؤسسات العاملة بمجال الأسرى في الحركة إلى حصر أسماء المحتجزين لدى إسرائيل.

 ويقدر عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلية بـ6 آلاف و600 أسير، بينهم 1600 أسير تم اعتقالهم منذ بدء عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الجاري.

من جانبه، أكد الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، السبت، أنه جرت اتصالات عديدة في ملف الأسرى، وكانت هناك فرصة للوصول إلى صيغة اتفاق فيه، لكن العدو (إسرائيل) ماطل ولم يبد جدية حقيقية لإنهاء معاناة أسراه، بل إن قصفه الهمجي وجرائمه المتواصلة أدت إلى قتل نحو 50 منهم حتى الآن.

وأشار إلى أنه إذا أراد العدو أن ينهي هذا الملف (الأسرى) مرة واحدة فنحن مستعدون لذلك، وإذا أرد مسارًا لتجزئة الملف فنحن جاهزون لذلك أيضًا، وعليه أن يدفع الأثمان التي يعرفها.

وتابع أبو عبيدة: نقول للعدو وللعالم وبشكل واضح ومختصر، إن العدد الكبير من أسرى العدو لدينا، ثمنه تبييض (إخلاء) كامل السجون الإسرائيلية من كافة الأسرى (الفلسطينيين).

رد أهالي الرهائن

ردا على مطالب حماس، أعلن أهالي الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين -في مؤتمر صحفي عقدوه مساء السبت- موافقتهم على صفقة تبادل الكل مقابل الكل.

وطالب أهالي الأسرى بإنجاز الصفقة فورا، معربين عن قلقهم البالغ على حياة أبنائهم من العملية العسكرية والقصف الإسرائيلي على قطاع غزة.

وأمام عرض حركة حماس صفقة الإفراج عن كل الرهائن لديها من الجانب الإسرائيلي مقابل الإفراج عن كل الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل، وإعلان تل أبيب في المقابل أنها ستحرر كل الرهائن بعملياتها العسكرية، يظل ملف الأسرى هو الأكثر سخونة منذ أن شنت حماس هجومها المباغت في 7 أكتوبر الجاري.

وطالبت إسرائيل منذ اليوم الأول، الإفراج فورًا عن الرهائن والأسرى لدى حماس، مصرّة على المضي قدمًا في ما وصفته بمعركة القضاء على حركة حماس.

ومؤخرًا لجأ جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى استخدام ورقة الأسرى والرهائن في المقايضة على إدخال المواد الأساسية إلى غزة من ماء وكهرباء وغذاء.

ويسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتحقيق نصر أمام شعبه بإعادة الرهائن بجانب تدمير حركة حماس في الهجمات على قطاع غزة، فيما تسعى الحركة من جانبها لتحقيق نصر بإنجاز يخص الأسرى الفلسطينيين؛ تعويضا عن قيام إسرائيل بقتل وإصابة آلاف الأشخاص وتدمير البنية التحتية في القطاع.

وعادة ما يستعيد جيش الاحتلال الإسرائيلي أسراه أو جثث جنوده، في عملية تفاوض غير مباشرة تقودها الحكومة، مثل صفقة استعادة الجندي، جلعاد شاليط، من حماس عام 2011 بعد خمس سنوات من الأسر، مقابل إفراج إسرائيل عن أكثر من ألف سجين فلسطيني.

والملاحظ من صفقات تبادل سابقة بين الحكومات الإسرائيلية من جهة، وحزب الله اللبناني أو الفصائل الفلسطينية من جهة أخرى، أنه يجري التكتم أحيانًا عما إذا كان الأسرى أحياءً أو أمواتًا.

كما تجدر الإشارة إلى تكتم الطرفين عن أي معلومات تخص عدد الجنود أو الضباط الإسرائيليين الأسرى داخل قطاع غزة.