لا يمكن وصفها بـ"المحايدة".. الإعلام الأمريكي يسلط الضوء على دور مصر الحاسم في القضية الفلسطينية
سلط الإعلامي الأمريكي " كريس ستيوارت" الضوء على الدور الحاسم لمصر في محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وخاصة في هذا الوقت الدقيق من عمر الصراع بين الجانبين.
وفي تحليل نشره موقع "إيه بي سي أكشن نيوز" قال ستيوارت إن مصر، ذات التاريخ المعقد الذي يشمل شدًا وجذبًا مع كل من إسرائيل وحماس، تلعب دورًا حاسمًا في مفاوضات السلام ومستقبل اللاجئين الفلسطينيين، مضيفًا: "برزت مصر كلاعب بارز في محيطها الإقليمي ومن الخطأ تجاهل الدور الذي تلعبه القاهرة".
وتابع ستيوارت: "في 18 أكتوبر، ولدى عودته من زيارته لإسرائيل، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن عن الرئيس عبد الفتاح السيسي: "خلاصة القول هي أن السيسي يستحق التقدير الحقيقي لأنه كان متعاونًا للغاية وتحدث بصراحة تامة".
وبعد بضعة أيام، استضافت القاهرة قمة حول الحرب ضمت زعماء المنطقة وبعض المسؤولين الغربيين، ولم تضم ممثلين عن إسرائيل أو حماس.
وبحسب وسائل إعلام محلية، تم الترتيب للقمة لمناقشة استراتيجيات وقف التصعيد، وقال السيسي: “إن مصر تدين بكل وضوح استهداف أو قتل أو ترهيب جميع المدنيين المسالمين”.
وأكد ستيوارت أن مصر كانت، وستبقى، ركيزة أساسية في السيطرة على نقل المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها إلى فلسطين عبر معبر رفح الحدودي، وهو الحدود الوحيد مع قطاع غزة الذي لا تسيطر عليه إسرائيل.
وأكد ستيوارت كذلك أن دور الوساطة المصرية ولا يزال من الممكن أن يتجاوز حدودها المشتركة مع غزة؛ لاعتبارات كثيرة؛ أولًا، تتمتع البلاد بتاريخ معقد مع إسرائيل.
وقالت فيفيان يي، رئيس مكتب نيويورك تايمز من القاهرة: "نعم، إنها علاقة مثيرة للاهتمام حقًا بين مصر وإسرائيل لأنه على الرغم من أنهما تعيشان في سلام من الناحية الفنية، بعد أن وقعتا اتفاقيات كامب ديفيد في أواخر السبعينيات، إلا أنها لم تكن أبدًا سلامًا دافئًا".
وأضافت يي: “على مدى الأعوام الثلاثين الماضية، ومن خلال أربع حروب، دفع سكان هذه المنطقة المضطربة ثمنًا باهظًا من المعاناة والانقسام والكراهية وإراقة الدماء”، وقال الرئيس الأسبق جيمي كارتر: "لم تعاني أي دولتين أكثر من مصر وإسرائيل، ولكن من المهم أن تعي واشنطن أن الجمهور المصري ينظر إلى إسرائيل بالكثير من العداء، وهو ما أصبح أكثر صحة الآن بعد أن يحدث في غزة".
وفي الوقت نفسه، عملت مصر مع حماس في الماضي للتفاوض على اتفاقيات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى لكنها علاقة عمل مشحونة في كثير من الأحيان.
وكانت حماس على خلاف إيديولوجي رئيسي مع القاهرة ولكن في السنوات التي تلت الربيع العربي، رممت حماس علاقاتها مع القاهرة وفي عام 2017، أعلنت حركة حماس رسميًا عن فط ارتباطها بتنظيم واستقبلت قيادة حماس وفودًا من مصر والعكس صحيح، وبحلول نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كانت لمصر علاقات عمل مع كل من حماس وإسرائيل، مما جعل البلاد لاعبًا بارزًا في المفاوضات بينهما ولكن على الرغم من هذا الدور، فإن المشاعر المصرية تجاه الصراع وفي ضوء نبض الشارع المصري لا يمكن وصفها بـ"المحايدة".
وتدرك القاهرة أن للجمهور المصري ذاكرة طويلة تعود إلى النضالات الفلسطينية في الأربعينيات والخمسينيات والستينيات وبعد ذلك، بالطبع، كانت مصر نفسها في حالة حرب مع إسرائيل عدة مرات والآن، الوضع في حالة توتر شديد مع المصريين من جميع الخلفيات، ولكن بشكل خاص الشباب المصري المتحمس ضد حملة القصف التي يشنها الاحتلال ضد غزة طوال الأيام الماضية ونظمت في البلاد احتجاجات كبيرة مؤيدة للفلسطينيين وقد أدان الرئيس السيسي بشدة القصف الإسرائيلي على غزة، واتهم في مؤتمر صحفي حكومة الاحتلال بممارسة "العقاب الجماعي" للفلسطينيين، وهو أمر محظور بموجب القانون الدولي وتدعم الدول العربية المجاورة، مثل مصر والأردن، رسميًا حل الدولتين، والذي عادةً ما يكون قائمًا على الحدود قبل حرب الأيام الستة عام 1967.
وأشار ستيوارت إلى أنه في ظل حجم الصراع، يتعين على الزعماء العرب مثل الرئيس السيسي مواجهة هذا الأمر وجهًا لوجه، ومواجهة حقيقة أن شعبه مؤيد بشدة لفلسطين، وأنه لا يستطيع ترك هذه القضية دونما تسوية للأبد أو سنوات أخرى كما حدث خلال العقدين الماضيين وطوال العقود القليلة الماضية، كانت مشاعر مصر تجاه حماس وإسرائيل والصراع معقدة ومتغيرة باستمرار ولكنها ستظل، أكثر من أي وقت مضى، لاعبًا رئيسيًا في أي محاولات للتوسط في السلام أو الاستقرار في المنطقة.