الفاتيكان يعلق على أحداث غزة: الحرب في الأرض المقدسة مثل الجحيم على الأرض
وصف نائب حراسة الأراضي المقدسة الأب الدكتور "إبراهيم فلتس" الوضع ومشاعر المجتمع المسيحي المحلي في فلسطين مع تصاعد الحرب في الأراضي المقدسة بأنه “جحيم على الأرض”.
وذكرت صجيغة "فاتيكان نيوز" أن الأب إبراهيم فلتس، نائب حراسة الأراضي المقدسة، كان من بين المشاركين في مسيرة درب الصليب الخاصة التي أقيمت الجمعة 27 أكتوبر، وترأسها البطريرك اللاتيني الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا في البلدة القديمة في القدس في يوم الصلاة والصوم والتوبة من أجل السلام في الأرض المقدسة وفي العالم الذي دعا إليه البابا فرنسيس.
وكان الراهب الفرنسيسكاني المصري المولد يتابع ويحتفظ بسجل لأحداث الأسابيع الثلاثة الماضية من القدس.
وأضافت الصحيفة أن آخر اتصال للأب فلتس مع رعية العائلة المقدسة الكاثوليكية في غزة كان مساء الجمعة عندما قطع القصف الإسرائيلي كافة الاتصالات مع القطاع المنكوب.
وفي تقرير أرسله إلى وكالة الأنباء الكاثوليكية الإيطالية "سير"، وصف الشعور باليأس الذي يمر به المجتمع المسيحي المحلي بعد علمه بآخر تطورات الصراع.
وقال الأب: "لقد اجتمع العالم وصلى وتقاسم آلام فظائع الحرب، ولكن في نهاية يوم الوحدة هذا وقعنا في يأس عميق وكانت هذه أسوأ ليلة منذ 7 أكتوبر".
كفاح لإبقاء المدارس مفتوحة
وتحدث الأب في شهادته أيضًا عن الصدمة النفسية التي يعاني منها الأطفال والشباب بشكل خاص، والجهود التي تبذلها البطريركية لإبقاء المدارس مفتوحة.
وقال: "في القدس، أعدنا فتح المدارس، جزئيًا لمنح الأطفال والطلاب بضع ساعات من الراحة من الخوف والتوتر في مكان صحي وسلمي، ولكن تم رفض هذا الدعم".
الضحايا الأبرياء
ووصف النائب أعمال العنف التي شهدتها الأسابيع الثلاثة الماضية بأنها جحيم على الأرض، قائلًا “لا نرى نسبة وتناسب بين ما حدث في 7 أكتوبر وما يحدث بصفة يومية منذ ذلك التاريخ، القصف وحشي ورد الفعل مفرط”.
وأضاف: “الجحيم واضح في صور القتلى والجرحى، وفي صور تدمير المنازل والكنائس والمساجد والمستشفيات والمدارس ونسمع ذلك مع صفارات إنذار الطوارئ في الخلفية ونستشعرها في الهواء الثقيل الذي تفوح منه رائحة الموت والدم والمعاناة.
وأشار الأب فالتاس إلى أن الضحايا الأبرياء لهذه الحرب لا يستحقون الجحيم الذي يعيشونه على الأرض.
الأمل في السلام
وفي خضم مأساة غزة، كان درب الصليب يوم الجمعة على طريق الآلام في القدس بمثابة بصيص أمل وحضر الصلوات رهبان الحراسة، إلى جانب الأساقفة والكهنة والرهبان، ورئيس الأساقفة أدولفو تيتو يلانا، والسفير البابوي لدى إسرائيل وقبرص والمندوب الرسولي في القدس وفلسطين.
كما شارك العديد من المسيحيين المحليين في درب الصليب وقال الأب: "رأيت الحزن في عيون الأطفال، والقلق العميق في عيون الكبار وصليت لكي أرى، في أقرب وقت ممكن، الرجاء في أعين الجميع".