بعد تجاوز إسرائيل الخط الأحمر.. هل تدخل إيران على خط المعارك؟
رجح الباحث في الشؤون الإيرانية، علي رجب، عدم انخراط إيران أو أذرعها العسكرية بشكل مباشر في الأحداث التي تجرى حاليًا في قطاع غزة، رغم بدء الاحتلال هجومه البري، وهو الشرط الذي حددته طهران وأذرعها العسكرية (حزب الله اللبناني – حزب الله العراقي – الحوثيين – الميليشيا في سوريا)، بأنها ستتدخل إذا ما أقبل الاحتلال على الاجتياح البري.
لفت رجب إلى أن المُحدد الأساسي تجاه إيران للدخول في المعركة هو تعرض أمنها القومي إلى التهديد المباشر، أي تعرض إيران لهجوم سواء على أرضها، وقال لـ"الرئيس نيوز": "لا يمكن اعتبار الهجوم الأمريكي على أهداف إيرانية في سوريا، هجوم مباشر، بل هو يدخل ضمن المواجهات غير المباشرة".
أكد رجب أن أذرع إيران في المنطقة، لا يمكن لها أن تتحرك من دون أخذ الضوء الأخضر من إيران، وتابع: "ستستمر عمليات قصف محدودة من دون الدخول أكثر في المواجهات"، مشيرًا إلى أن أمريكا وإيران لا تريدان توسيع دائرة الحرب، فأمريكا منشغلة بالحرب في أوكرانيا، والحرب الاقتصادية مع الصين، وكذلك الوضع الاقتصادي في إيران لا يسمح لها بالانخراط المباشر في العمليات، خاصة بعدما أرسلت أمريكا حاملات طائراتها للمتوسط كرسالة ردع.
إلى ذلك، تعهدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بمواجهة هجمات إسرائيل “بكل قوة” بعدما وسع الجيش الإسرائيلي هجماته الجوية والبرية على قطاع غزة، مما يشير إلى بدء هجوم بري متوقع منذ فترة طويلة اليوم السبت.
أكّدت حركة “حماس”، اليوم السبت، فشل الهجوم البري الذي شنّه الاحتلال الإسرائيلي على غزّة عبر 3 محاور، مؤكدةً إيقاع جنود الاحتلال بين قتيلٍ وجريح.
قالت الحركة في بيانٍ لها، إنّ العدو وقع في “كمائن أعدتها المقاومة الفلسطينية”، مشيرًا إلى أنّ المقاومين استخدموا صواريخ من نوع “كورنيت وقذائف من نوع “ياسين” في صدّ الهجوم.
كما توقّع البيان، أن يعيد العدو “محاولة التوغل في غزّة مرّة أخرى”، مضيفًا أنّ الاحتلال الإسرائيلي استخدم “الطائرات المروحية لإجلاء الجرحى والقتلى من ساحة المعركة”.
فيما قالت إسرائيل صباح اليوم السبت إن قواتها التي دخلت غزة الليلة الماضية لا تزال في الميدان، بدون الإدلاء بتفاصيل. واكتفت إسرائيل في السابق بطلعات جوية لفترات قصيرة داخل غزة خلال قصفها المستمر منذ نحو ثلاثة أسابيع للقضاء على مسلحي حماس. وتقول إسرائيل إن هجوم الحركة عليها في السابع من أكتوبر تشرين الأول أدى إلى مقتل 1400 شخص.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري في مؤتمر صحفي صباح اليوم السبت “لا تزال القوات في الميدان وتواصل الحرب”.
وشهد قطاع غزة انقطاعا شبه كامل للكهرباء مع توقف خدمات الإنترنت والهاتف لأكثر من 12 ساعة حتى صباح اليوم. وقالت شركات الاتصالات وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن هذا الانقطاع حدث بسبب القصف الإسرائيلي.
وقال هاجاري إن إسرائيل ستسمح للشاحنات المحملة بالأغذية والمياه والأدوية بدخول غزة اليوم السبت مما يشير إلى أن القصف قد يتوقف على الأقل في منطقة الحدود بين غزة ومصر حيث تمر شحنات محدودة من المساعدات.
وقال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس إن انقطاع الكهرباء “يجعل من المستحيل” وصول سيارات الإسعاف إلى الجرحى في غزة.
وأضاف في منشور على منصة إكس “لا يمكن إجلاء المرضى في مثل هذه الظروف أو العثور على ملجأ آمن”. وأشار إلى أن المنظمة غير قادرة على التواصل مع موظفيها ولا مع المرافق الصحية.