الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

وسط قصف عنيف.. المقاومة تخوض معارك ضارية ضد الاحتلال في قطاع غزة

الرئيس نيوز

تخوض المقاومة الفلسطينية معارك برية عنيفة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي التي توغلت في قطاع غزة، وفي الوقت ذاته تواصل قصف المدن والبلدات الإسرائيلية بالصواريخ.

وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها قصفت الآن حشودا للعدو الإسرائيلي في مجمع مفتاحيم برشقة صاروخية.

وقالت القسام إنها قصفت آليات العدو المتوغلة شمال غربي بيت لاهيا، وتعزيزات للاحتلال في موقع إيرز بقذائف هاون، كما قصفت قاعدة زيكيم برشقة صاروخية.

وأكدت أنها قصفت عسقلان وتل أبيب مجددا برشقة صاروخية، ردا على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين المحاصرين في قطاع غزة.

وعلى وقع تصدي المقاومة للتوغل الإسرائيلي، قالت سرايا القدس إنها استهدفت مربض آليات للعدو وموقع ناحل عوز بقذائف هاون.

يأتي ذلك في الوقت الذي تدوي صفارات الإنذار مجددا في كيسوفيم وعسقلان وتل أبيب وضواحيها ومسغاف عام بالجليل الأعلى ومنطقة غلاف غزة.

وأعلن جهاز الإسعاف الإسرائيلي حصول إصابة مباشرة لمبنى في بئر السبع بصاروخ من قطاع غزة.

وأكدت حماس أن المقاتلين في فصائل المقاومة، وفي مقدمتهم كتائب عز الدين القسام، مستعدون بكامل قوتهم لمواجهة هجمات جيش الاحتلال بعدما وسّع هجماته الجوية والبرية على قطاع غزة.

وأعلنت حماس -في بيان- فشل الهجوم البري الذي شنّه الاحتلال على غزة عبر 3 محاور، مؤكدة أن العدو تكبّد خسائر كبيرة في صفوفه، جنودا وعتادا.

وأضافت أن جنود الاحتلال وقعوا في كمائن أعدتها المقاومة الفلسطينية على عدة محاور، مؤكدة أنها استخدمت صواريخ كورنيت وقذائف ياسين في صد الهجوم، ونتوقع معاودة العدو المحاولة مرة أخرى.

وأكدت الحركة أن الاحتلال الإسرائيلي استخدم الطائرات المروحية لإجلاء الجرحى والقتلى من ساحة المعركة.

وذكرت حماس -في بيان في وقت مبكر اليوم السبت-أن كتائب القسام وكل قوى المقاومة الفلسطينية بكامل جهوزيتها تتصدى بكل قوة للعدوان وتحبط التوغلات.

وقالت الحركة، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجيشه المهزوم عاجزون عن تحقيق أي إنجاز عسكري.

وكانت كتائب القسام قد قالت في وقت متأخر أمس الجمعة إن مقاتليها اشتبكوا مع قوات الاحتلال الإسرائيلية في بلدة بيت حانون في شمال شرق غزة، وفي البريج وسط القطاع.

وكشفت وسائل إعلام فلسطينية في غزة مساء الجمعة عن استخدام كتائب القسام صواريخ كورنيت في التصدي للتوغل الإسرائيلي.

وأظهرت مقاطع فيديو مصورة لحظة إطلاق صواريخ الكورنيت خلال عملية التصدي للتوغل الإسرائيلي باتجاه دبابات ومدرعات الاحتلال.

والكورنيت صاروخ مضاد للدروع روسي الصنع، موجه ومصوب بأشعة ليزر، ويمكن إطلاقه من خلال منصة تثبّت على الأرض أو الكتف مباشرة.

وفي إطار القصف الإسرائيلي، استمر انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات لأكثر من 10 ساعات حتى وقت مبكر اليوم السبت.

وفي وقت سابق الجمعة، أعلن مكتب الإعلام الحكومي في غزة انقطاع الاتصالات والإنترنت في القطاع، في حين أكدت إسرائيل توسيع عملياتها البرية وسط قصف كثيف وغير مسبوق هو الأعنف منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر الجاري.

وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجمات مكثفة وغير مسبوقة على كافة أرجاء قطاع غزة، الذي انقطعت عنه خدمات الاتصالات والإنترنت، بعد أن كانت قطعت عنه الكهرباء، الأمر الذي زاد من عزلة القطاع بشكل شبه كامل.

مشاركة 100 طائرة حربية

وقال جيش الاحتلال إن 100 طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، شاركت في قصف أهداف بقطاع غزة خلال ليل الجمعة السبت.

وأضاف جيش الاحتلال أنه خلال الليل ضربت الطائرات المقاتلة 150 هدفا تحت الأرض في شمال قطاع غزة من بينها أنفاق يستخدمها المقاتلون ومواقع قتال تحت الأرض ومنشآت أخرى.

عملية برية

قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاجاري، إن القوات في مراحل الحرب ودخلت إلى شمال غزة ووسعت نطاق عملياتها، مشيرا إلى أن العمليات العسكرية مستمرة حتى القضاء على حماس وإعادة المحتجزين.

وأضاف هاجاري أن القوات التي دخلت إلى قطاع غزة خلال الليل لا تزال في مواقعها، وذكر أنها قتلت خلال الليل عددا من القادة الميدانيين في حماس، على حد قوله.

وكان هاجاري قد قال في إفادة بثها التلفزيون مساء أمس الجمعة، إنه إضافة إلى الهجمات التي نفذت في اليومين الماضيين، توسع القوات البرية عملياتها الليلة.

وأضاف أن القوات الجوية الإسرائيلية تنفذ ضربات مكثفة على الأنفاق التي حفرتها حماس وغيرها من البنية التحتية.

الموقف الأمريكي

وبعد إعلان إسرائيل تكثيف عملياتها، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن الولايات المتحدة تدعم هدنة من النشاط العسكري الإسرائيلي في غزة لتوصيل المساعدات الإنسانية والوقود والكهرباء للمدنيين هناك.

ولم يعلق كيربي على العملية البرية الموسعة، لكنه قال إن "واشنطن تؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، نحن لا نرسم خطوطا حمراء لإسرائيل".

وقال كيربي أيضا إنه إذا كان إخراج الأسرى لدى حركة حماس يتطلب هدنة مؤقتة موضعية، فإن الولايات المتحدة تؤيد ذلك.

مخاوف من ارتكاب فظائع

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إنها لم تتمكن من الوصول إلى بعض الزملاء الفلسطينيين، وأعربت عن قلقها بشكل خاص على المرضى والطاقم الطبي وآلاف العائلات التي لجأت إلى مستشفى الشفاء والمرافق الصحية الأخرى.

وقالت كاثرين راسل المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن المنظمة لم تعد قادرة على التواصل مع موظفيها في غزة.

وحذّرت منظمة هيومن رايتس ووتش، اليوم السبت، من أن انقطاع الاتصالات والإنترنت في قطاع غزة الذي يتعرض لقصف إسرائيلي مكثف قد يشكل غطاء لفظائع جماعية.

وفي بيان، قالت ديبورا براون، المسؤولة في هيومن رايتس ووتش، إن انقطاع المعلومات هذا قد يكون بمثابة غطاء لفظائع جماعية ويسهم في الإفلات من العقاب على انتهاكات لحقوق الإنسان.

مصر تحمل الاحتلال المسؤولية

وحذرت وزارة الخارجية المصرية السبت، من المخاطر الجسيمة والتداعيات الإنسانية والأمنية غير المسبوقة، التي ستنجم عن الهجوم البري الإسرائيلي واسع النطاق المحتمل على قطاع غزة.

وحمّلت مصر الحكومة الإسرائيلية مسؤولية انتهاك قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر مساء الجمعة، والذي يطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار وإنفاذ هدنة إنسانية تحفظ أرواح المدنيين، وتسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل فوري ودون انقطاع.

وعبرت عن قلقها البالغ من التداعيات الخطيرة المحتملة للعملية العسكرية البرية، وما يتوقع أن ينجم عنها من تزايد في أعداد الضحايا والمصابين من الأطفال والنساء والمدنيين العُزل، في انتهاك صارخ جديد لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وسط حالة عجز كاملة من المجتمع الدولي عن وضع حد لتلك الانتهاكات، ووقف نزيف الدماء في القطاع.

وجددت مصر مطالبتها للجانب الإسرائيلي بتسهيل إجراءات النفاذ الآمن والكامل والمستدام للمساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، محذرة من أن عدم التعامل الفوري مع المطالب الخاصة بالهدنة الإنسانية وتسهيل نفاذ المساعدات إلى القطاع، سيؤدي إلى كارثة إنسانية لا محالة، وزعزعة الأمن الإقليمي بشكل يمثل تهديدًا لاستقرار المنطقة.

ودعت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة، الجمعة، إلى هدنة إنسانية تُطبق فورًا في قطاع غزة، مطالبة بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة وحماية المدنيين.

وحض الرئيس عبد الفتاح السيسي، السبت، على احترام سيادة مصر وموقفها في المنطقة، بعد حادثتين وقعتا، الجمعة، إذ سقطت طائرتان مسيرتان على مدينتي طابا ونويبع على البحر الأحمر.

وحذر الرئيس السيسي خلال معرض للتصنيع في القاهرة، من اتساع نطاق الصراع في غزة، قائلًا إن المنطقة ستصبح قنبلة موقوتة تؤذي الجميع.

وقال السيسي، إن المصريين يجب أن يشعروا بالأمان، والجيش قادر على حماية البلاد.

وشدد أيضًا على أن مصر ستواصل لعب دور إيجابي في الصراع بين إسرائيل وحركة حماس، ولا تريد أن يتوسع إقليميًا، مشيرًا إلى أن القاهرة تبذل جهدًا كبيرًا لتهدئة الاقتتال في قطاع غزة ودخول المساعدات الإنسانية.

وقف إطلاق النار في غزة

قال مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليوم السبت، إنه يجب وقف إطلاق النار في غزة، فقتل المدنيين وقصف المستشفيات لن يجلبا السلام.

ويدخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة اليوم السبت أسبوعه الرابع، حيث تكثف قوات الاحتلال قصفها وهجماتها، مما أسفر عن سقوط أكثر من 7703 شهيد معظمهم من الأطفال والنساء.