ارتفاع حاد لأسعار الذهب وسط التوترات في الشرق الأوسط وقوة الطلب على استثمارات الملاذ الآمن
يحقق سعر الذهب ارتفاعًا حادًا وسط التوترات المستمرة بالشرق الأوسط وحافظ المعدن الثمين على قوة الطلب باعتباره من بين أصول الملاذ الآمن التي يقبل عليها المستثمرون، ويتمسك سعر الذهب بالانتعاش مدفوعًا بانخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية طويلة الأجل، وفقًا لخبراء موقع "إف إكس ستريت".
وحصل الدولار الأمريكي على المزيد من الدعم بعد أن أشارت بيانات مديري المشتريات العالمية الصادرة عن مجموعة ستاندرد آند بورز إلى ارتفاع طفيف في النشاط التجاري في الولايات المتحدة وينتظر المستثمرون، اليوم الخميس، بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث ومقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، والذي يمكن أن يؤثر على قرار سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في نوفمبر بشأن تشديد السياسة النقدية في أمريكا ومسار رفع سعر الفائدة.
ويتمسك مؤشر سعر الذهب (XAU/USD) بمكاسب حول منطقة 1،970 دولارًا للأوقية، أمس الأربعاء مدفوعًا بانخفاض عوائد السندات الأمريكية طويلة الأجل، ويتداول المعدن الأصفر وقت كتابة هذا التقرير عند 1987 دولار للأوقية وقد تمكن المعدن الثمين من التعافي بسرعة حيث ظل الاتجاه على المدى القريب أكثر ثباتًا وسط الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتستمر مخاطر اتساع نطاق التوترات في المنطقة بينما تستعد القوات الإسرائيلية لدخول غزة بريًا ومن الممكن أن يؤدي الهجوم البري الذي قد يشنه الجيش الإسرائيلي في غزة إلى تفاقم فرص التدخل الإيراني في الصراع الدائر.
وفي المقابل؛ تحسنت جاذبية الدولار الأمريكي بشكل ملحوظ حيث أعلنت وكالة ستاندرد آند بورز جلوبال عن ارتفاع طفيف في النشاط التجاري الأمريكي في أكتوبر على الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة وعائدات السندات الأمريكية المرتفعة لعدة سنوات وعلى عكس الاقتصادات الآسيوية والأوروبية، يبدو أن الاقتصاد الأمريكي يتعامل مع تكاليف الاقتراض المرتفعة بفعالية بسبب الإنفاق الاستهلاكي القوي، وتخفيف ضغوط الأسعار، والطلب القوي على العمالة.
يتم تداول سعر الذهب داخل نطاق يوم الثلاثاء ولكنه متمسك بالانتعاش بالقرب من 1970.00 دولارًا مدفوعًا بانخفاض عوائد السندات الأمريكية طويلة الأجل ولا يزال الطلب على الذهب على المدى القريب متفائلًا حيث يمكن للجيش الإسرائيلي دخول غزة لشن هجوم بري في أي وقت وقد تم تأجيل الهجوم البري الذي شنته القوات الإسرائيلية حيث حثت دول مختلفة على الإرسال الآمن للمساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة.
وفي الوقت نفسه، تراجعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.83% حيث حول المستثمرون تركيزهم إلى الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الثالث وبيانات مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي لشهر سبتمبر. كلا المؤشرين لديهما القدرة على التأثير على قرار سعر الفائدة الذي سيتخذه مجلس الاحتياطي الفيدرالي والذي سيتم الإعلان عنه في الأول من نوفمبر.
ويتوقع الاقتصاديون أن ينمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 4.2% على أساس سنوي في الربع الثالث، مقابل معدل نمو 2.1% المسجل في الربع الثاني ووفقًا للتقديرات، توسع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي الشهري بوتيرة أعلى بلغت 0.3٪ في سبتمبر مقابل نمو قدره 0.1٪ في أغسطس. ومن المتوقع أن ينمو التضخم الأساسي السنوي لنفقات الاستهلاك الشخصي بوتيرة أبطأ بنسبة 3.7% مقابل قراءة 3.9% في أغسطس.
يمكن أن يؤدي تقرير الناتج المحلي الإجمالي المتفائل للربع الثالث والتضخم الأساسي الثابت لنفقات الاستهلاك الشخصي إلى دفع التوقعات بمزيد من تشديد السياسة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
